طالما قالوا لنا إن الجلوس المستقيم هو الأفضل لصحة الظهر والعظام، غير أن دراسة جديدة تكشف عن نتائج مغايرة لذلك.
فمنذ أيام المدرسة فإن المدرس يقوم بتوجيه الطلبة بالنصح بالجلوس المعتدل، وأن توقف تحديب الظهر، ولا يزال هذا هو القاعدة الذهبية لكيفية الجلوس.
بل إن الأمر وصل إلى قيام صناعة كاملة وإنفاق المليارات التي تركز على الكراسي المستقيمة وحتى تصميم الملابس وأساليب التغذية.
الآن فإن الدلائل تشير إلى أن الجلوس المحدب وغير المنتظم قد لا يكون سيئاً على الإطلاق.
ومع الأبحاث التي بدأت تؤكد هذا الجانب، في كونه يساعد في الحفاظ على شكل العمود الفقري لدينا، فقد بدأ الخبراء بتقديم المشورة ضد الجلوس بشكل مستقيم.
دراسات عكس السائد
وكما نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية على موقعها بالإنترنت، فإن عدداً كبيراً من الدراسات يشير الآن إلى أن طريقة الجلوس التقليدية المستقيمة تتسبب في سلسلة من مشاكل الظهر، بل على العكس فإن التمايل وغياب الاستقامة يكون مفيداً في تخفيف ألم المفاصل والعضلات.
وقد كشفت إحدى الورقات العلمية في 2018 أن مواقف الجلوس غير المعتدل، ساعدت على زيادة كمية السائل بين الأقراص الشوكية، ما قلل من التصلب، كما يعمل ذلك على زيادة ارتفاع العمود الفقري مع مرور الوقت.
وقد خلص أخصائيو العلاج الطبيعي في مستشفى جامعة نورث تيز في "ستوكتون أون تيز" الذين أجروا التحقيق إلى أن بعض الترهل في الجلوس، يمكن أن "يوفر بديلاً قيماً للجلوس المستقيم" للمرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسات في أستراليا أنه عند الجلوس لفترات متصلة بشكل مستقيم، فإن الترهل يمكن أن يريح العضلات المتوترة في القلب والساقين.
ثقافة سائدة وشعور بالذنب
يقول أخصائي العظام في لندن غافن سميث: "إن الأسلوب الثقافي السائد وحتى الصناعات بأكملها، كل ذلك يشعر الناس بأن الجلوس غير المستقيم كأنه يعني شعورًا بالذنب".
يضيف: "لكن إذا كان الجلوس المستقيم ينشط العضلات في البطن والحوض والظهر، فإن الجلوس المتراخي يريح هذه الأعضاء".
ويقول: "نظراً لأن هذه العضلات نشطة بشكل مفرط في الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر، فإن بعض الاسترخاء الدوري لهم مفيد".
وينصح: "إن التبديل بين المواقف المريحة والاسترخائية هو أفضل طريقة للجلوس على مكتبك".
كما يقول جاك تشيو، المتحدث باسم جمعية تشارترد للعلاج الطبيعي: "إن الجلوس الاسترخائي ليس عدواً للوضع الصحي، كما أن الجلوس في وضع مستقيم والوقوف ليس حلاً لمشاكل الظهر".