تبين أن العمل لعشر ساعات في اليوم الواحد، ولو مرة واحدة أسبوعياً، يمكن أن يسبب كارثة صحية للشخص، وعليه فقد أوصت دراسة طبية نُشرت مؤخراً وبشكل مشدد على عدم العمل لهذه الساعات الطويلة تحت أي ظرف.
وبحسب دراسة طبية نشرت نتائجها جريدة "اندبندنت" البريطانية، واطلعت عليها "العربيةنت"، فإن العمل لعشر ساعات في اليوم الواحد ولو مرة واحدة في الأسبوع يرفع مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية لدى الشخص بمقدار الثلث، أي بنسبة كبيرة نسبياً، وذلك مقارنة مع الذين يعملون لساعات أقل يومياً.
ووجدت الدراسة الفرنسية أن الذين يعملون لعشر ساعات يومياً بشكل متكرر ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بأمراض الدماغ والسكتات الدماغية والنوبات القلبية بمقدار الثلث، أي بنحو 30% مقارنة مع أقرانهم من الذين يعملون ساعات أقل.
وأجرى الباحثون الفرنسيون دراستهم على تأثير ساعات العمل على صحة القلب والأوعية الدموية ليجدوا هذه النتائج والخلاصات، وينتهوا إلى التوصية بالعمل لمدة لا تزيد عن ثماني ساعات يومياً، حفاظا على الصحة العامة.
وبحسب نتائج الدراسة فإن الأشخاص الذين يعملون لعشر ساعات أو أكثر، لمدة 50 يوماً أو أكثر في السنة، معرضون للإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية أكثر من أقرانهم بنسبة بلغت 29%. ما يعني أن العمل ليوم واحد في الأسبوع لمدة 10 ساعات أو أكثر كفيل بتعريض حياة الشخص للخطر.
أما النتيجة الأخرى المرعبة التي توصل لها العلماء الفرنسيون فهي أن الأشخاص الذين يعملون لمدة طويلة تزيد عن عشر ساعات يومياً بشكل متكرر لمدة 10 سنوات، فإن مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية لديهم ترتفع بنسبة 45% مقارنة مع أقرانهم ممن لا يعملون هذه المدد الطويلة.
وانتهى الباحثون الفرنسيون إلى هذه النتائج بعد أن أجروا مسوحا شملت دراسة أكثر من 143 ألف حالة لأشخاص تراوحت أعمارهم بين 18 عاماً و69 عاماً، وتمت متابعتهم منذ العام 2012 عندما بدأت هذه الدراسة.
وتلفت جريدة "إندبندنت" إلى أن البريطانيين يعانون في العموم من العمل لساعات أطول من نظرائهم الأوروبيين، حيث إن متوسط ساعات العمل في بريطانيا يبلغ 42 ساعة أسبوعياً للموظف، وينخفض هذا الرقم بالنسبة للعاملين في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا إلى 39 ساعة أسبوعياً، أما في الدنمارك فيبلغ 37 ساعة أسبوعياً فقط.