قال متخصصون إن التوتر والصدمات النفسية الناجمة عن الاضطرابات السياسية المحيطة بمشروع قانون تسليم المشتبه بهم في هونغ كونغ إلى الصين خلقت مشكلة غير مسبوقة في مجال الصحة النفسية بالمدينة غير المؤهلة للتعامل معها.
واحتشد آلاف الناس في هونغ كونغ يوم الخميس الماضي ووضعوا الزهور في مكان أُقيم لتأبين ماركو ليونغ (35 عاماً) الذي لاقى حتفه أثناء مشاركته في الاحتجاجات على مشروع القانون الذي جرى تعليقه.
وشارك أشخاص من جميع الأعمار في تأبين ليونغ في ساحة عامة، حيث قدم متطوعون مناديل ورقية للمشاركين وعرض خبراء تقديم استشارات نفسية لدعمهم.
وقال مشاركون في الموقع إنهم شعروا بالحزن والقلق إزاء وفاة ليونغ والأزمة السياسية.
وفي هذا السياق، قال صيدلي يدعى ألبرت لاو (27 عاماً): "هناك إحساس بالعذاب والكآبة.. الناس يشعرون أنه بغض النظر عما يفعلون فالحكومة لا تكترث".
وكان شباب هونغ كونغ في طليعة أكبر الاحتجاجات بالمدينة وأكثرها عنفاً منذ عقود، حيث أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في مشاهد فوضوية تصدرت عناوين الصحف العالمية.
ودفع الغضب والإحباط من مشروع قانون التسليم ومعالجة الحكومة له كثيرين إلى اليأس. وارتبطت وفاة أربعة شبان بالإحباط من مشروع القانون.
ومناقشة أمور تتعلق بالصحة النفسية يمكن أن تحمل وصمة في بعض قطاعات مجتمع هونغ كونغ. ويقول خبراء إن الشباب معرضون للخطر بشكل خاص بسبب ضغوط الحياة اليومية في المدينة التي تعاني زحاما وضغطا أكاديميا.
وفي هذا السياق، قالت أستاذة الصحة النفسية إليزا تشيونغ، اليت تعمل مع الصليب الأحمر في هونغ كونغ: "المحتجون الذين شاركوا في الحركة تأثروا بالتأكيد".
وأضافت: "في الوقت نفسه، نرى أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من بعض حالات الصحة العقلية السابقة قد يتأثرون أيضا بالأجواء الاجتماعية. يشاهدون الأخبار ثم يشاهدون بعض العنف الذي جرى".
وفي نفس السياق، قدم الصليب الأحمر خدمات استشارية للمتطوعين في العديد من أماكن التأبين الذي أُقيم في الأسابيع الأخيرة بجميع أنحاء المدينة بما في ذلك الذي أقيم لماركو ليونغ.