قالت الأميرة دينا مرعد، رئيس الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان: "إن التوقف عن التدخين - حل هذه المشكلة بنحو الثلث - يمكن أن يقلل من عدد أمراض الأورام"، حيث إن الأميرة دينا معارضة ليس فقط للتدخين الكلاسيكي، وإنما أيضا لصيغته الإلكترونية المختلفة، واعتبرت أن هناك الكثير من المواد الضارة في المنتج الجديد (السجائر الإلكترونية)، وأضافت في حديث خاص مع العربية، أنه لا يمكننا الانتظار لسنوات طويلة فهذه ليست تفاحة.
وجاء حديث الأميرة الأردنية الخاص لـ"العربية.نت"، خلال القمة العالمية لمكافحة انتشار الأورام التي استضافتها قبل أيام العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، حيث جاء خبراء من جميع أنحاء العالم إلى عاصمة كازاخستان للحديث عن كيفية التعامل مع السرطان، وحذرت الأميرة ديانا مرعد، من مخاطر التدخين خلال مشاركتها في القمة العالمية لمكافحة انتشار الأورام، وهي ترأس الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان (UICC).
ونوهت الأميرة دينا في حديثها لـ"العربية.نت" أنها أول عربية مسلمة يتم انتخابها لهذا المنصب العالمي لمكافحة السرطان، وعبرت عن فخرها بهذا الشيء (كأم لطفل نجا من مرض السرطان)، بالإضافة إلى أنها كانت المديرة العامة لمؤسسة الحسين لمكافحة السرطان سابقاً، ورئاستها الاتحاد الدولي لمدة سنتين ومضت منها سنة واحدة، وسيتزامن خلال فترة رئاستها انعقاد أول قمة عالمية في إطار مكافحة السرطان وانتشاره في المنطقة العربية في عمان في العام القادم 2020.
وحول الإجراءات التي تمت خلال رئاستها، قالت الأميرة ديانا: دائما نشعر أن الصحة والتعليم في آخر الأولويات لدى بلداننا، يعني لا تأخذ حصتها في الأخبار، والمتابعة، لذلك علينا أن نضع أمراض السرطان في أعلى الدرجات بحيث تفكر الناس في طرق علاجه، والحكومات كذلك تفكر فيه، و هذه الحالة تحتاج جهد كبير جدا لأنه وبصراحة الأخبار العالمية مزدحمة في أشياء ثانية.
وأضافت الأميرة دينا: خلال رئاستي قمت بجولات كثيرة على دول المنطقة، فأول شيء لابد أن نتوحد ونعرف ماذا لنا وماذا علينا ونعرف ما هي القصص الناجحة في علاج السرطان، وهناك دول عندها قصص ناجحة لا نعرف عنها شيئا، ومرات عديدة للأسف نحن نعلم عن أميركا وأوروبا وما هي الإجراءات العلاجية والوقائية لديهم، لكن في الوقت نفسه لا نعرف نحن ماذا لدينا داخل دولنا في العالم العربي، فهذا أمر مهم أن نقوم بتوحيد جهودنا بين دول المنطقة، فنحن عندنا قصص كثيرة حققت نجاحا، في بلادنا التي للأسف تعاني أيضا من حروب، وتغطي على حيز كبير من الاهتمام سواء الإعلامي أو على أصعدة أخرى.
وحول الجهود المبذولة تقول: أول شيء يجب علينا أن نخفض عدد الإصابات من ناحية ومن ناحية أخرى نعمل ضد التدخين الذي للأسف هو آفة كبيرة في بلادنا ويسرق شبابنا وتكتسح رئاتهم من قبل شركات التدخين، ويجب العمل على أشياء ثانية حتى نستطيع أن نمنع الملايين الجدد من الإصابات التي نستطيع أن نوقفها من خلال مكافحة انتشار التدخين.
أولا لابد لنا من خلال تحديد الأشياء المسرطنة في البيئة، وأيضا لابد من العمل على الكشف المبكر عن السرطان، ونحن نعاني لأن من أكثر الأمراض المنتشرة في منطقتنا سرطان الثدي، وسرطان القولون، والبروستات، والرئة وهناك فرصة بمواجهتها من خلال عدم التدخين وهذا ما حصل في العديد من البلدان، والباقي نستطيع كشفه مبكرا، بحيث إنه نسبة الشفاء ستكون كبيرة وهذا مهم جدا، لأنه إذا أنت تكتشف المرض من البداية قبل أن يستفحل، فرصتك في الشفاء تفوق الـ90%، وهذا الرقم نعمل عليه ونوحد الجهود وبنفس الوقت أيضا نعمل من أجل نقل تجربتنا وتجربتي أنا الشخصية وتجربتي العالمية لباقي البلدان النامية وأنا دعيت فريق من الكاميرون من أجل زيارة مؤسسة الحسين للسرطان، وكانت فرصة جيدة، وليس بالضرورة كل التجارب الجيدة والناجحة فقط في أميركا وأوروبا، علينا تبادل الخبرات بين بعضنا في منطقتنا، وأي مكان نشعر أنه نجح بتجربته الطبية العلاجية يجب أن نقوم بزيارته، ولكن أيضا لابد عدم غض النظر حول أهمية القرار السياسي أولا في تحسين مكافحة انتشار السرطان.
وفيما يخص العقبات التي تواجه عمل الاتحاد الدولي لمكافحة انتشار السرطان والمنظمات الدولية الأخرى، تقول الأميرة دينا مرعد: في الحقيقة، المال هو عقبة أمامنا، حيث إننا نستطيع مساعدة الكثير من البلدان، لو توفر المال بشكل أكثر، لاستطعنا أن نوسع فريق عملنا، فنحنا نحاول الانتشار في كل دول العالم، وإجمالا لا يوجد ميزانيات كبيرة للصحة بشكل عام وخصوصا أمراض السرطان.
مشاكل إدارية
وطبعا المال لوحده غير كافٍ، فلابد أيضا من بناء خطة وطنية لمكافحة انتشار أمراض السرطان، وكيفية تطبيقها، ففي الدول النامية معظم مشاكلهم إدارية.
وحول رأيها بتجربة كازاخستان البلد الذي يستضيف هذه القمة العالمية، تقول: تجربة كازاخستان على ما أعتقد بحسب ما سمعته وفهمته هم الآن بصدد تحسين الخدمات من ناحية الوصول إليها، وكازاخستان دولة بحجم قارة كبيرة والواضح أن لديهم خدمات كبيرة في مدن الماآتا ومدينة نور سلطان المدن كبيرة وفي بالباقي أيضا لكن ليس بنسبة 100%، وعندهم نقص في الأطباء، ونقص في الأجهزة الطبية، لكن ما أسعدني كثيرا في هذا البلد أن القرار السياسي موجود أولا ويعملون على رفع التغطية الشاملة لصحة الجميع والناس تستطيع الحصول على خدمات كثير مهمة بالمجان.