هذا الكتاب، كما يشير غلافه الأخير، هو بمثابة رحلة تُوقد خيال القارئ، وتحلِّق به عبر الكون، بدءاً من داخل نظامنا الشمسي، ولا تتوقف عند استكشاف مجرَّتنا درب التبانة، بل تمتد حتى الأطراف المترامية للكون وتنتهي عند حافة الأفق الكوني.
الكتاب من تأليف الصحافي والفلكي الهولندي غوفرت شلنغ، المتخصص في الكتابة عن الفضاء، إذ إنه يكتب بانتظام في مجلات "نيو ساينتست" و"سكاي أند تليسكوب" الأمريكيتين. وهو يستعرض في هذا الكتاب عمليات ولادة النجوم وموتها وعدداً كبيراً متنوِّعاً من المظاهر الكونية الأخرى مثل الثقوب السوداء التي يعتقد علماء الفلك اليوم أنها توجد في مركز كل مجرَّة، والمادة الداكنة والجاذبية المضادة، ونظريات الحياة خارج كوكب الأرض، والأكوان المتعدِّدة.
ويوضِّح المؤلف في مقدِّمته للكتاب أن "يوميات الكون أصبحت أكثر تعقيداً بكثير من ذي قبل. وما كان يمكن كتابة معظم محتوى هذا الكتاب قبل 25 سنة، ويرجع ذلك إلى معرفتنا المحدودة في ذلك الوقت". ويؤكد "أن الفضاء شاسع ولا يمكن تصوُّر اتساعه"، ويضرب مثلاً على ذلك بالمركبة الفضائية Voyager 2 "فوياجر 2" التي كانت قد أطلقتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عام 1977م والتي بلغت حينها مسافة تقترب من 16 مليار كيلومتر عن الأرض ثم عبرت أمام المشترى وزحل عامي 1979م و1981م، ولاقت أورانوس عام 1986م ونبتون عام 1989م، وهي تتجه الآن نحو حافة النظام الشمسي، لتخرح منه إلى ما أبعد منه. فعلى الرغم من سرعتها البالغة 55 ألف كيلومتر في الساعة، فإنها تحتاج إلى عشرات الآلاف من السنين للاقتراب من نجم آخر أكثر من اقترابه من شمسنا التي تستأثر بنحو %99 من كتلة هذا النظام وتتكوَّن بأكملها تقريباً من أخف عنصرين معروفين في الطبيعة هما الهيدروجين والهليوم. ويعني هذا أن نظامنا الشمسي بما يضمُّه من تنوِّع مذهل للكواكب والأقمار والمذنبات، لا يعدو أن يكون وبحسب وصف شلنغ "أكثر من قطرة صغيرة في محيط الكون الشاسع، وهو باحتنا الخلفية التي يمكننا أن نحدق منها في المكافآت الكونية لشارعنا، وبلدتنا، وبلدنا وعالمنا".
يضم الكتاب مئات الصور الفوتوغرافية والرسوم التوضيحية الدقيقة، التي يُصاحبها سرد تعريفي بمضمون كل صورة أو رسم حرص الكاتب على أن يجعله أقرب إلى النمط القصصي الذي يقدِّم المعلومة العلمية بشكل مشوّق لا يمل منه القارئ، كما يحوي أطلساً للنجوم يمتد على أربع عشرة صفحة وخريطة كاملة للقبة السماوية.
**حقوق النشر محفوظة لمجلة القافلة، أرامكو السعودية