خبر

اختبارات لكشف العذرية تباع في عيادات بريطانية

السياسي-وكالات

كشف تحقيق استقصائي لبي بي سي أن عيادات في بريطانيا تعرض على النساء إجراء “فحوص العذرية” المثيرة للجدل.

وكشف فريقا بي بي سي اللذان أجريا التحقيق عن وجود عدد من العيادات الخاصة في بريطانيا التي تعلن عند الاتصال بها عن خدمات “إصلاح العذرية”، ومن ثم تقديم عرض عما يسمى اختبارات العذرية والتي تتراوح تكلفتها ما بين 150 – 300 جنيه إسترليني.

وفي التحقيق، تأكدت بي بي سي أن 7 عيادات تقدم بالفعل “اختبارات عذرية”، في حين لم تقدم عيادات أخرى أجوبة واضحة.

وقالت العيادات إنها “تجري جراحات إصلاح غشاء البكارة والتي تتراوح تكلفتها ما بين 1500-3000 جنيه إسترليني”.

واستمعت بي بي سي لقصة إحدى النساء التي لجأت إلى جمعية كارما نيرفانا الخيرية التي تقدم الدعم لضحايا ما يسمى جرائم الشرف أو الإكراه على الزواج.

وقالت المرأة: “كانت العلاقة العاطفية التي تجمعني بأهلي سيئة لأن والديّ أرادا أن أتزوج عن طريق زواج مدبّر”، بحسب ما نشر على موقع “بي بي سي عربي”.

وبدأت الإشاعات في الحي حول وجود حبيب لها، لذلك هددها أهلها باللجوء إلى “اختبار كشف العذرية”.

تقول: “أراد والداي، وكذلك عائلة الرجل الذي أرادوا مني الزواج به، إجراء اختبار العذرية لأؤكد لهم أنني لا أزال عذراء لكي يمضوا في تلك الزيجة. كنت خائفة جدا ولم أفهم حقا معنى ذلك. وشعرت أن الهرب كان خياري الوحيد، وهذا ما قمت به”.

بريا مانوتا هي التي تتولى خط المساعدة في جمعية كارما نيرفانا، وتقول: “نتلقى اتصالات من فتيات قلقات من هذا الموضوع. قد يكن قلقات من احتمال أن تعرف العائلة أنهن على علاقة بشخص ما أو أنهن لسن عذراوات. قد تكون العائلة هي التي تجبر الفتاة على الخضوع لهذا الاختبار وتكون قلقة من النتيجة”.

وتضيف: “قد يتسبب كون الفتاة في علاقة مع أحدهم، أو اختيار شريك حياتها بنفسها أو دخولها علاقة حميمة أو جنسية، بتعرضها لاعتداء عليها بدافع الشرف أو بتزويجها قسرا من شخص ما. نعرف في الجمعية ضحايا كثيرين قتل بعضهن في بعض الحالات، في حين تبرأت العائلة من الفتيات في حالات أخرى”.

ومن المعروف أن اختبارات الكشف عن العذرية تجرى في 20 دولة على الأقل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، التي تقول إنه لا يوجد أي دليل بإمكانه إثبات ما إذا كانت الفتاة قد مارست الجنس أو لا، ذلك أنه من السهل تمزق غشاء البكارة لكثير من الأسباب مثل استخدام التامبون أثناء الدورة الشهرية، وبسبب بعض الرياضات.

كما عثرت بي بي سي على طقم أدوات يباع عبر الإنترنت بمبلغ قدره 50 جنيها إسترلينيا، بذريعة أنه يصلح العذرية. في حين وصل سعر إحدى هذه الأطقم إلى 104 جنيهات ومصدرها ألمانيا. وتحوي هذه العلبة على مرهم لتضييق المهبل بعبوة 60 ملم، وملاقط بلاستيكية وكبسولة دم وثلاثة ظروف يبدو أنها تحوي دما صناعيا. ولا توجد إرشادات لكيفية استخدام هذه الأدوات.

يقول الطبيب المختص بالأمراض النساء والولادة، أشفاق خان، إنه غالبا ما يتلقى طلبات من مرضاه بخصوص فحوص العذرية وإصلاح غشاء البكارة.

ويضيف: “لا أفهم لماذا لا يصبح هذا الموضوع أمرا غير قانوني في بريطانيا. يجب تجريم هذا الفعل. إن الفكرة القائلة بأن عدم وجود جزء من غشاء البكارة يعني أن المرأة ليست عذراء هي فكرة خاطئة في المقام الأول. قد يتمزق لعدة أسباب”.

ويقول: “(يجب أن نتعامل مع هذه الممارسة) مثلما نتعامل مع قضية الختان التي يسلط عليها قادة العالم الضوء على نحو رائع. وبالنسبة لي هذه جريمة أخرى ونحن نربط أنفسنا بممارسة خاطئة أخلاقيا”.

وفي بداية العام، بدأت منظمة “نساء الشرق الأوسط والمجتمع” حملة لمنع اختبارات كشف العذرية وطالبت بنشر التوعية حول هذا الموضوع.

ووفقا لبيانات صادرة عن خدمة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) في إنكلترا، فإن 69 عملية إصلاح غشاء البكارة قد أجريت خلال السنوات الخمس الماضية.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة هذه الاختبارات المنتهكة لجسد المرأة خرقا لحقوق الإنسان وتطالب بمنعها. كما يقول منتقدو هذا الإجراء إنه لا يستند إلى أي أساس علميّ ولا يمكن له إثبات العذرية، كما أنه قد يكون شكلا من أشكال الاعتداء على الجسد.

ويتضمن الإجراء فحصا للمهبل للتأكد من سلامة غشاء البكارة، بحسب ما ذكرت بي بي سي.