فقد ذكرت وكالة "الأناضول" التركية في تقرير لها أن المجتمعات العربية تعاني من مشكلة العنوسة بشكل كبير، حيث ارتفعت نسبتها في الفترة الأخيرة جراء عدة عوامل.
ويأتي لبنان في المقدمة بين الدول العربية حيث بلغ معدل العنوسة 85% حسب آخر الدراسات، وتلته الإمارات بنسبة 75%، ومن ثم كل من سوريا والعراق بنسبة 70%.
وبلغت النسبة في تونس 62%، ونحو 50% في الجزائر، بينما بلغت في كل من الأردن والسعودية 42%، ونحو 40% في مصر والمغرب.
وسجلت أدنى نسب عنوسة في كل من اليمن بنحو 30%، والبحرين بنحو 25%.
وأرجع الباحثون الاجتماعيون والاقتصاديون أسباب هذه المشكلة لعدة عوامل، منها اقتصادية كارتفاع أجور المهر، وغلاء المعيشة في معظم هذه المجتمعات، مع رواتب لا تلبي أدنى الاحتياجات، ومنها اجتماعية كزيادة الرغبة لدى الإناث في إكمال التحصيل العلمي، والحصول على فرص عمل تحقق لهن القدرة على الاستقلال والاعتماد على النفس.
وذكر المحلل والباحث في علم الاجتماع طلال عتريسي فيما يخص المجتمع اللبناني تعد الأنثى عانساً عند تخطي سن الثلاثين فيما يعد الذكر عانس عند تجاوزه سن الأربعين.
وبيّن عتريسي أن معدل سن الزواج ارتفع خلال السنوات الأخيرة ليصبح المعدل الوسطي بين 25 و30 سنة، مبيناً أن لهذا الأمر عدة جوانب سلبية.
وتابع عتريسي أن التأخر في سن الزواج يؤدي إلى انخفاض معدل إنجاب الأطفال، الأمر الذي يجعل مجتمعاتنا هرمة، وتفتقر للشباب مثل المجتمعات الأوروبية، كما يؤدي إلى زيادة إمكانية الانحراف في العلاقات وانتشار الفساد، وهذا يعارض العادات والقيم التي تسير عليها مجتمعاتنا.