والآن، يقترب نهر "Thwaites" الواقع في أنتاركتيكا من "نقطة تحول" يمكن أن تؤدي إلى تدفق جليدي باتجاه المحيط، لا يمكن إيقافه.
وبمجرد بدء "عدم الاستقرار"، لا شيء يمكن أن يمنع الجليد من الذوبان تماماً، ويُحتمل أن يغرق بعض المناطق المنخفضة من الخطّ الساحلي، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة "PNAS" وتدعمها وكالة "ناسا"، تحاكي تدفق الجليد المستقبلي لنهر "Thwaites" الجليدي.
وقال أليكس روبيل، الأستاذ المساعد في "جورجيا تك"، الذي قاد الدراسة: "ستظلّ التغيّرات المناخية مهمة بعد هذه النقطة الحرجة، لأنّها تحدّد مدى سرعة تحرك الجليد. ويطفو الجليد المتواجد بمياه البحر في القطب الشمالي فوق الماء، لذا عندما يذوب، لا نرى تغييراً في مستوى سطح البحر".
ولكنّ القارة القطبية الجنوبية تحمل كميات هائلة من الجليد على اليابسة، غالباً ما تكون على شكلِ أنهارَ جليدية، يمكنها إدخال مياه عذبة في البحر.
وتحتوي الطبقة الجليدية في أنتاركتيكا على نحو 8 أضعاف كمية الجليد الموجودة في الغطاء الجليدي في غرينلاند. وتضم 50% جليداً أكثر من جميع الأنهار الجليدية في العالم.
وفي حال أصبح نهر "Thwaites" غير مستقر حقاً، فسيكون الأمر مدمراً.
ويبلغ ارتفاع مستوى سطح البحر الحالي نحو 20 سم أعلى من المستويات قبل الاحتباس الحراري العالمي، ويلقى باللوم على الفيضانات الساحلية.
ويقول الباحثون إنّ ارتفاع مستوى سطح البحر السنوي تضاعف تقريباً منذ عام 1990، ويمكن أن يزداد الأمر سوءا إذا ذاب نهر "Thwaites" الجليدي.
ويُطلق على الخط الفاصل بين المكان الذي تقع فيه الطبقة الجليدية في قاع البحر، والمكان الذي يمتد فيه الماء، اسم "خط التأريض".
وقال روبيل إنّه "بمجرد أن يتجاوز الجليد خط التأريض وفوق الماء بقليل، فإنه يساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر. ويتدفق الجليد إلى الجرف الجليدي العائم ويذوب أو ينفصل كجبال جليدية".
ويغطي نهر "Thwaites" الجليدي العملاق مساحة 182 ألف كم مربع، أي نحو نصف مساحة المملكة المتحدة. وفي حال ذاب، سترتفع مستويات سطح البحر العالمية بأكثر من 0.61 متر، ما يتسبب في فيضانات ساحلية تهجّر مئات الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم من منازلهم.
ولكن تأثير "Thwaites" على الأنهار الجليدية المجاورة، هو ما يثير قلق "ناسا"، حيث أن النهر الجليدي الضخم يشكل مثابة "الدعم" الذي يمنع الأنهار الأخرى من الذوبان.