وأظهرت لقطات سرية، في مختبر علم الأدوية والسموم قرب هامبورغ، نشرتها "مؤسسة كرولتي فري إنترناشونال" و"سوكو تيرشوتز"، فنيين يمسكون بقردة من فصيلة المكاك بواسطة أدوات معدنية شوكية من رقابها.
وبينت اللقطات القردة وهي مقيدة من رقابها أثناء الاختبار، بينما يعالجها الفنيون "بعنف" من قبل الفنيين، وفي حادثة واحدة ارتطم رأس قرد بإطار الباب بقوة، وفقا لما ذكرته صحيفة "غارديان" البريطانية.
ويبدو أن بعض القردة كانت تحتجز بمفردها في أقفاص معدنية تقل مساحتها عن متر مربع، وشوهدت وهي تقوم بحركات دائرية داخل الأقفاص، وبحسب ما ورد أرغمت القرود على الوقوف لفترات طويلة.
وفي مكان آخر، ظهرت مجموعة من الكلاب وهي تكمن فيما يبدو أنها دمائها وفضلاتها، مع وجود كلب من فصيلة "البيغل" في قفص يبدو وكأنه ينزف. وأظهرت لقطات الفيديو أيضا مجموعة من الموظفين وهم يسيئون معاملة القطط.
وأثارت هذه اللقطات "الهمجية" ردا غاضبا من الناشطين، الذين قالوا إنه لم يتم الالتزام بالحد الأدنى من المعاناة، كما يقتضي القانون في العديد من البلدان. وقالت عضو منظمة "هيومان سوسيتي إنترناشيونال" كيت ويليت، إن استخدام القيود "همجي"، ووصفت الظروف التي تم فيها الاحتفاظ بالحيوانات بأنها "مروعة".
وأضافت أن الفنيين يعاملون الحيوانات بعنف، مشيرة إلى أن "هذا النوع من العلاج غير معتمد أخلاقيا وربما غير قانوني. وكل دولة تطور إرشاداتها الخاصة برعاية الحيوانات، لكن الكلاب الموجودة في هذه الظروف المروعة لا ترقى إلى مستوى مثيلاتها في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، لذلك ستكون هناك تداعيات خطيرة على جودة النتائج العلمية".
وأوضحت أن أي بيانات يتم جمعها من الحيوانات ستكون "غير مجدية"، لأن وظائف أعضائها ستتغير بسبب الضغوط التي تعاني منها. وقالت إنه آن الأوان للتخلص من هذا النوع من الاختبارات، مشيرة إلى أن "هناك منهجيات جديدة غير حيوانية متاحة لاختبار السلامة، لذلك نرى أن هذا النوع من الإساءات يحدث باسم العلم في القرن الحادي والعشرين أمر لا يغتفر".
ومنذ عام 2015، جرت 9 عمليات تفتيش في المرفق، 7 منها لم يعلن عنها، وفي واحدة من هذه الزيارات غير المعلنة (في 8 أكتوبر) تم تقديم أدلة على الإساءات إلى السلطات، وتكرر الأمر نفسه مرة أخرى بعد أسبوع.
ولاحظ المفتشون أنه تم حفظ 44 قردا "في أقفاص صغيرة جدا"، وأبلغوا عن "أضرار طويلة المدى ومعاناة كبيرة"، ومع ذلك، لم تستخدم القرود في الاختبارات خلال عمليات التفتيش.
وفي مناسبة واحدة، تم تغريم المنشأة بمبلغ 300 يورو لأنها حصلت على كلاب جديدة دون إذن، وفقا لجريدة "سود دويشه تسايتونغ" الألمانية، التي كشفت الفضيحة.
ووفقا للصحيفة، قال مختبر علم الأدوية والسموم يوم الخميس الماضي إن السلطات لم تعترض على "تربية الحيوانات". وقالت منظمة "هيومان سوسيتي إنترناشيونال" إن الظروف "تنتهك بوضوح" الحد الأدنى لمتطلبات رعاية الحيوانات في الاتحاد الأوروبي، ودعت إلى إغلاق المنشأة.
أمّا فريدريك مولن، من "سوكو تيرشوتز"، فقال إنه "من غير المعقول أن يحدث هذا في بلد يتمتع بحماية الحيوان في دستوره. ندعو الحكومة الألمانية إلى اتخاذ إجراءات فورية لإغلاق المختبر وإنهاء اختبارات التسمم القاسية التي عفا عليها الزمن".
وتنص توجيهات الاتحاد الأوروبي على أن الحيوانات غير الانفرادية بطبيعتها يجب ألا يتم إيواؤها بشكل فردي، كما ينبغي توفير مساحة كافية للحيوانات بما يسمح بتوفير أجواء مناسبة و"مجموعة واسعة من السلوك الطبيعي".