خبر

للبنانيين.. هكذا تفسرون 'الثورة' لأطفالكم

تحت عنوان كيف نفسِّر "الثورة" لأطفالنا؟، كتب الدكتور أنطوان الشرتوني في "الجمهورية": منذ حوالى الأسبوعين، يشهد لبنان حركة إحتجاجية كبيرة، أصبحت ثورة شعب بأكمله. وخلال هذه الثورة، أقفلت المدارس أبوابها وشارك الكثير من الاطفال في الاحتجاجات في مختلف مناطق لبنان: بيروت، الذوق، زحلة، طرابلس، صور... ولكن هؤلاء الاطفال هل فهموا ما معنى كلمة "ثورة"؟ وهل استطاع الاهل أن يفسّروا لأطفالهم ما هي الثورة؟ قصة هذا الأسبوع تتحدث عن "هادي" الذي لا يعرف ما معنى كلمة "ثورة". وسيقوم والده بالتفسير له عن معناها. قراءة مفيدة للأهل الذين يجب ان يفسّروا لأطفالهم معنى كلمة "ثورة" من خلال جمل بسيطة. وقراءة مفيدة للاطفال الذين يطرحون العديد من الاسئلة حول هذه الكلمة.

اليوم، إستيقظ "هادي" من نومه، متحمساً للذهاب إلى المدرسة. كيف لا يكون متحمساً واليوم لديه حصّة رياضة وحصّة موسيقى. توجّه "هادي" إلى المطبخ، ليلقي التحية على أبيه وأمه التي قالت له:

- اليوم، لن تذهب إلى المدرسة ! لأنّ المدرسة ستغلق أبوابها!

فسأل "هادي" والديه بكل هدوء:
- ما الذي يحصل؟ كل نهار جمعة أنا أذهب إلى المدرسة وأشارك بجميع النشاطات مع أصدقائي. فلمَ لا مدرسة اليوم؟

إبتسم الأب وقال لإبنه:
- لأن هناك ثورة في الشارع!

فسكت "هادي" ونظر الى أبيه الذي عرف بأنّ أبنه لم يفهم ما معنى كلمة "ثورة" فقال له:
- يا "هادي" الثورة هي طلب تغيير لشيء لا يحبّه العديد من الاشخاص. فيجتمع هؤلاء الاشخاص تحت هدف واحد وهو تغيير هذا الشيء. ومثالاً، لنعتبر أنّ هناك مؤسسة ستقطع جميع أشجار المدينة، فسيقوم كل سكان المدينة بثورة ضد تلك المؤسسة لكي لا تقطع الأشجار.

بقي "هادي" ساكتاً ثم قال لأبيه:
- يعني ذلك عندما يتّحد كثير من الاشخاص لتغيير شيء يزعجهم.

- جيد يا بني هذا صحيح. وهل تعرف بأنّ هناك ثورات عظيمة غيّرت تاريخ الإنسان؟

فطرح "هادي" سؤالاً بسرعة:
- وما هي تلك الثورات يا أبي؟

فردّ الوالد على سؤال إبنه الذي ينظر اليه بشغف منتظراً منه جواباَ:
- الثورة الفرنسية، سنة 1789 أي منذ القديم، حيث ثار الشعب الفرنسي الفقير طالباً الطعام. كما الثورة الأميركية سنة 1963 والتي طالبت بالمساواة بين الشعب الأبيض والشعب بلون البشرة الداكنة. كما هناك الثورة الهندية سنة 1951 وكانت ثورة سلمية طالبت بالمساواة والعدل...

فرح جداً "هادي" بالمعلومات التي حصل عليها من ابيه ثم قال له:
- هناك الكثير الكثير من الثورات يا أبي!

- هذا صحيح يا بني. ولكن هل تعرف ما هو القاسم المشترك بين الثورات القديمة والحالية؟

فكّر قليلاً صديقنا الصغير ثم قال لأبيه:
- نعم أعرف يا أبي، جميع الثورات كانت تطلب مطالب بحاجة اليها الشعب كالطعام والمساواة والعدل بين مختلف الشعوب.

فرح جداً والد "هادي" بكلام إبنه وشعرت والدته بالفخر.