وما لا يعلمه الناس أيضًا هو أن تلك الشقة – الموجودة أعلى البرج – ربما تنافس الكثير من الأماكن الأخرى في أوروبا من حيث تقديمها أفضل إطلالة بكافة أنحاء القارة.
وأمر غوستاف إيفل فريقه المعاون بتشييد تلك الشقة السرية عام 1889، لجعل برجه لاعبًا أساسيًا دائمًا لأفق باريس.
وقد كان الهدف من وراء تشييد برج إيفل في البداية هو أن يكون معرضًا مؤقتًا لنقل القوة الصناعية في فرنسا إلى بقية أوروبا. وقد علم إيفل أن شروط بناء المشروع تعني أنه كان من المقرّر هدمه في العام 1909، وهو ما جعله يتواصل مع مجموعة من أبرز العلماء العالميين في محاولة لتزويد البرج بغرض علمي مشروع من شأنه أن يُنقذ البرج (الذي يحمل اسمه) من خطر التعرض للدمار أو الهدم.
ولدى اكتمال البرج، كانت تستخدم الشقة كمختبر للقياسات الجوية والملاحظات الفلكية وتجارب الفيزياء، وبعدها وجد إيفل الشريك المثالي، وهو الكابتن غوستاف فيري، الذي استعان بالبرج في إجراء تجارب التلغراف اللاسلكية للجيش الفرنسي عام 1903.
وقال الكاتب هنري غيرارد إن الشقة زُوِّدت بأبسط الديكورات التي تناسب العلماء الذين كانوا يجرّبون اختباراتهم بداخلها على عكس حداثة الحديد المطاوع والبراعة التكنولوجية التي يتميّز بها البرج. ومع هذا، فقد ظلّت شقة إيفل محتفظةً بخصوصيتها، ولم يكن يُقابل فيها غير بعض ضيوفه المقرّبين مثل توماس أديسون أحيانًا.