Advertisement
وبعد يومين من الحادثة، ظهرت حفرة أخرى كبيرة في بلدية الأبيار، مساء الاثنين، ما أدى إلى إغلاق الشارع الرئيسي بشكل كامل، في انتظار تدخل المصالح المختصة وعلى رأسها اللجنة التقنية للبناء.
في هذا الشأن، قال الخبير الدولي في العمران، ورئيس المجلس العربي الأعلى للعمارة والعمران وتطوير المدن جمال شرفي، إن "ما حدث من انخفاضات أو ظهور بعض الحفر العميقة، أثار حيرة المسؤولين المحليين فضلا عن سكان تلك المناطق".
وأضاف المتحدث في تصريحه لـ"العربية"، أن "ما حدث عادي لمن هو مطّلع على تاريخ العاصمة الجزائر، فهي مدينة بُنيت فوق هضبة منذ الفترة الفينيفية، ثم الفترة الرومانية، وشواهد العصرين موجودة حتى الآن، ومن ذلك اكتشاف أنفاق تحت ساحة الشهداء يصل عمقها إلى 30 مترا، لدى إطلاق عملية الحفر لمشروع "ميترو الجزائر".
كما أوضح أنه "في سنة 1830 خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، تم الاعتماد على نفس معايير تشييد مدينة باريس الفرنسية في بداية القرن 18، كونها مدينة شيد جزؤها السفلي قبل جزئها العلوي، أي تم إنجاز قنوات الصرف الصحي وتصريف الأمطار، وهو نوع من أنواع الهندسة، كما أن "التضاريس الموجودة في العاصمة الجزائر فرضت على السلطات الاستعمارية حينها تشييد أنفاق من أعالي بوزريعة إلى بلدية الأبيار، إلى أن تصل مياه الأمطار إلى البحر".
لكن حتى بعد انقضاء تلك الفترة، أضاف شرفي "لا تملك السلطات المحلية ومختلف المديريات المكلفة بالأشغال العمومية، مخططات تلك الأنفاق، والدلالة على ذلك عدم التحكم في مجرى مياه الأمطار في كل مرة، حتى تتشكل فيضانات جارفة" .
وبالتالي انتهى الخبير إلى القول بأنَّ "الأمر لا يتعلق بظاهرة طبيعية، ولكن تراكمات ناتجة عن عدم استعمال تلك القنوات، حيث ظهرت تلك الفجوات الضخمة"، وعليه "وجب تحيين مخططات ووثائق المدينة السفلية". (العربية)



