وخسر التلفاز مكانته في السنوات الأخيرة، مع غزو الهواتف الذكيّة وتطبيقات التواصل الاجتماعي.
فيعزل أفراد العائلة أنفسهم -عدا المُسنِّين تقريباً- في عالَمهم الافتراضي، والأغلبية من فئة المراهقين والشباب لا يلتفت لما يُعرض من برامج على شاشات التلفاز في رمضان، رغم ما يُنفق على تلك الأعمال من أموال طائلة، وما يبذله القائمون عليها من مجهود لجلب أحدث تقنيات التصوير.
وبحث بعض الأكاديميين في أسباب تراجع عدد متابعي التلفاز، فيرى قسم منهم أن التلفاز لم يعد تلك المرآة التي تعكس واقع المجتمعات، فتخرج المسلسلاتُ لتصوِّر واقع ذلك المجتمع البائس الفقير، بالغني المترف.
ويشير قسم آخر بإصبع الاتهام إلى المؤسسات الإعلامية التي ما انفكَّت تعرض على المشاهدين ما يوافق هوى الحكام، ولا يأبهون بذوق المشاهدين، حتى لو عرضوا عليهم ما ينافي عادات وتقاليد المجتمع التي تناقلتها الشعوب جيلاً بعد جيل.
وكذلك كثرة الفضائيات وفوضى الأعمال المقدَّمة كان لهما أثر كبير في انكفاء المُشاهد.
أما ما يُعرض من محتوى فله قصة أخرى، فبعض المسلسلات التاريخية خرجت بنصٍّ يخالف كل ما عرفه الناس بالتواتر وتلقَّوه مِن كُتب التاريخ بالتسليم، والمسلسلات الدرامية تعرض مشاهد ونصوصاً تخالف قدسية الشهر الفضيل.
ودفعت كل هذه الأسباب وأكثر، كثيرين إلى مجافاة التلفاز والابتعاد عنه.
ويرى في هاتفه ما يريد لا ما يُفرض عليه، ويختار الوقت الذي يناسبه لا الوقت الذي تحدده القنوات.
يضاف إلى ذلك إمكانية انتقاد وتحليل ما يشاهده بتعليق يسيرٍ أسفل الفيديو، ويتشارك النقاش مع الآخرين حول ما يُعرض، وهذا ما لا يتوافر في البرامج التلفزيونية.