كان الفنان الفرنسي جوليان غوتييه محباً للطبيعة ولذا فقد استخدم أصوات الطبيعة في موسيقاه، لكنّه لم يدرِ في ذهنه على ما يبدو أنّه سيكون ضحية للطبيعة خلال رحلته الاستكشافية الأخيرة إلى كندا استكمالاً لمشروعه الموسيقي الأخير.
ورافقت عالمة الأحياء كاميل توسكاني المؤلّف الموسيقي الفرنسي غوتييه في رحلته الاستكشافية في شمال غربي كندا ذات الكثافة السكانية المنخفضة، حيث سجل أصواتاً جديدة لعمله.
وكان غوتييه وتوسكاني يخطّطان للسفر من فورت بروفيدنس إلى إينوفيك، وهما بلدتان تفصل بينهما أكثر من 1600 كلم من البرية، في غضون 30 يوماً.
وقالت توسكاني، التي أطلقت إشارة استغاثة بعد الحادثة، لصحيفة "لو باريزيان" الفرنسية إنّ الدب دخل معسكره ليلاً وسحب غوتييه بعيداً.
من ناحيتها أفادت الشرطة الملكية الكندية بأنّها تلقت إشارة استغاثة من توسكاني، التي تمكنت من تحديد موقع مجموعة أخرى من المتنزهين إثر هجوم الدببة، لكن وبسبب سوء الأحوال الجوية تأخرت عملية استعادة جثة غوتييه حتى اليوم التالي.
وتم نقل الدبين إلى المختبرات، لإجراء اختبارات لتحديد ما إذا كان أي منهما مسؤولاً عن الهجوم.
ووفقاً للمسؤولين عن الحياة البرية في كندا، فإنّه على الرغم من عدد الدببة في المنطقة، تعتبر الهجمات على الناس أمراً نادراً، إذ قالت المتحدثة باسم الموارد الطبيعية في كندا ميغان فولبرغ إنه لم تسجل سوى 4 هجمات دامية ضدّ أشخاص، في المنطقة ذاتها، خلال 20 عاماً.
وبعد العلم بمقتل الفنان الفرنسي، أشاد أصدقاء غوتييه به، حيث كتب الموسيقار في أوركسترا بريتاني السمفونية مارك فيلدمان، على صفحة الأوركسترا في "فيسبوك" يقول: "بادئ ذي بدء.. أراد (غوتييه) أن ينقل بموسيقاه حبه واحترامه للطبيعة إلى الجمهور".
يشار إلى أنّ أحدث مشاركة لغوتييه على وسائل التواصل الاجتماعي كانت قبل 8 أيام من وفاته، وكتب يصف رحلته "مغامرة مكثفة، ومرهقة وملهمة في آن".
وكتب أيضاً أنّه واجه مع زميلته توسكاني، خلال الأيام الخمسة الأولى من رحلته في كندا، 4 دببه وذئباً.