في عالم تُهيمن عليه الرياضات الميكانيكية والسرعة، حيث الغالبية من الرجال يسيطرون على مضامير السباق، تبرز اللبنانية جوانا حسون كاستثناء لافت. منذ طفولتها، جذبتها عربات "الكارتينغ" الصغيرة، لتثبت أن الشغف والإصرار قادران على كسر الصور النمطية وترك بصمة للمرأة اللبنانية في ميادين غير تقليدية.
Advertisement
"الكارتينغ": الانطلاقة الأولى
بدأت جوانا مشوارها مع رياضة "الكارتينغ"، وهي سباق سيارات صغيرة تُسمّى كارت (Kart)، عبارة عن عربات خفيفة ومكشوفة ومزوّدة بمحرك، تُستخدم على حلبات خاصة ومغلقة.
وعادةً ما تجذب الرياضات الجماعية مثل كرة القدم أو كرة السلة اهتمام السيدات، لكن جوانا وجدت في سباقات السيارات عالمًا مختلفًا تمامًا. وتوضح في حديث لـ "لبنان24": "بدأت ممارسة الكارتينغ في سن الثامنة بعد أن حضرت أحد السباقات مع أقاربي، وسرعان ما أسرَتني هذه الرياضة، إذ شعرت أن كل شيء فيها مشوّق ومليء بالتحدي".
مرحلة الاحتراف: واحدة من فتاتين فقط

"الرالي" والتجارب الدولية
مع بلوغها الثامنة عشرة، انتقلت جوانا إلى عالم "الرالي"، وهو تحدٍ جديد على طرق متنوّعة التضاريس، تتنافس فيها الفرق على قطع مسافات محددة بأسرع وقت ممكن. وحصلت على فرصة المشاركة في تجربة World Rally Championship (WRC)، وكانت ضمن 15 فتاة تم اختيارهن من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في التجربة. وتقول جوانا: "كانت التجربة مذهلة بكل المقاييس، تعلّمت خلالها الكثير رغم محدودية خبرتي في البطولات الكبرى".


وعن التحدّيات، توضّح جوانا: "أصعب ما في الأمر هو التحكّم بالعربات السريعة، وبالإضافة إلى ذلك، كونك المرأة الوحيدة في السباقات يجعل البعض يقلّل من قدراتك أحيانًا. لكنني تعلّمت أن التركيز والإصرار هما مفتاح النجاح، وأن كل سباق يشكّل فرصة ثمينة لتطوير الذات واكتساب الخبرة".
أما عن طموحاتها المستقبليّة، فتقول بحماسة: "أطمح للوصول إلى مضامير الفورمولا 1، فهي المتعة الحقيقية في عالم السرعة. كل سباق أشارك فيه، مهما كان حجمه، هو خطوة نحو تحقيق حلمي الكبير".
وتختتم برسالة تشجيعية لكل النساء اللواتي يرغبن في دخول عالم السرعة: "إذا كان لديكن شغف بالسيارات والسرعة، فلا تسمحن لأي حكم مسبق أن يوقفكن. جربن بأنفسكن، فالمنافسة ممتعة وتستحق كل جهد، والشغف والمثابرة يفتحان أمامكن أبوابًا لم تتصورنها".



