خفضت شركة آبل توقعاتها لأرباح الربع الحالي يوم أمس الأربعاء، مستشهدة بحجم التباطؤ الاقتصادي غير المتوقع في الصين والمبيعات الضعيفة هناك والترقيات الأقل لهواتف آيفون، وتوقف التداول في أسهم الشركة مؤقتًا بعد أن أصدر تيم كوك Tim Cook، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، خطابًا للمساهمين يشرح سبب هذا التغيير، لتنخفض أسهم شركة آبل بنسبة 7.45 في المئة عندما بدأت عمليات البيع مرة أخرى، مما أدى إلى تراجع قيمتها السوقية بمقدار 55 مليار دولار.
وقال تيم كوك: “بينما كنا نتوقع بعض التحديات في الأسواق الناشئة الرئيسية، إلا أننا لم نتوقع حجم التباطؤ الاقتصادي، لا سيما في الصين”، وأشار كوك إلى انخفاض مبيعات أجهزة هواتف آيفون وآيباد وحواسيب ماك، وأثارت هذه الأخبار انخفاضًا مفاجئًا في أسواق العملات، حيث اندفع المستثمرون إلى الأصول الأقل مخاطرة، مع ارتفاع الين الياباني مقابل معظم العملات الرئيسية في بضع ثوان.
ويشكل خطاب الرئيس التنفيذي لشركة آبل أول تحذير بشأن الأرباح منذ عام 2002، كما يشكل أول تحذير في عصر الهواتف الذكية، مما زاد من قلق المستثمرين الذين يشعرون بالقلق من تباطؤ الاقتصاد الصيني، وجاءت هذه الحركة غير العادية في يوم تم الإبلاغ فيه عن أن نشاط المصنع في الصين قد تقلص خلال شهر في ديسمبر/كانون الأول للمرة الأولى في 19 شهرًا.
وتأثر اقتصاد الصين بالحرب التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة، والتي انتقلت إلى اقتصادات آسيوية أخرى، حيث تعد الصين ثالث أكبر سوق لشركة آبل بعد الولايات المتحدة وأوروبا، وقال كوك: “لقد بدأ الاقتصاد الصيني في التباطؤ في النصف الثاني من عام 2018. وكان نمو الناتج المحلي الإجمالي GDP المبلغ عنه من قبل الحكومة خلال ربع سبتمبر/أيلول هو ثاني أدنى مستوى خلال السنوات الـ 25 الماضية”.
وأكمل كوك كلامه موضحًا “نعتقد أن البيئة الاقتصادية في الصين قد تأثرت بشكل أكبر بتزايد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. ومع تأثير مناخ عدم اليقين المتصاعد على الأسواق المالية، بدا أن التأثيرات تصل إلى المستهلكين أيضًا، مع انخفاض حركة متاجر البيع بالتجزئة وشركائنا في القنوات في الصين مع تقدم الربع. وقد أظهرت بيانات السوق أن الانكماش في سوق الهواتف الذكية في الصين كان حادًا بشكل خاص”.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
واتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جينغ بينغ في الشهر الماضي على هدنة لمدة 90 يوماً في الحرب التجارية، لكن حتى الآن لم يظهر أي حل طويل الأمد، وبالرغم من هذه التحديات، فقد قال كوك: “نعتقد أن أعمالنا في الصين لديها مستقبل مشرق”، ومع ذلك، فقد تفاقمت مشاكل الشركة في البلاد بسبب قرار المحكمة الذي قد يحظر مبيعات آيفون هناك.
وفازت شركة كوالكوم لصناعة الرقاقات الالكترونية بأمر قضائي أولي في شهر ديسمبر/كانون الاول من شأنه أن يحظر بيع الموديلات القديمة التي تزعم أنها تنتهك براءاتها، وقالت شركة آبل إنها تتوقع الآن أن تصل إيرادات المبيعات إلى نحو 84 مليار دولار، بعد أن كانت التقديرات السابقة قبل شهرين فقط بين 89 و 93 مليار دولار، وكان المحللون يتوقعون أن تبلغ العائدات نحو 91 مليار دولار.
وعانت شركة آبل خلال عام 2018 المنصرم، حيث كانت في شهر أغسطس/آب أكبر شركة في العالم وأصبحت أول شركة عامة في العالم تصل قيمتها السوقية إلى تريليون دولار، لكنها أنهت العام بانخفاض كبير في قيمتها السوقية بنسبة تقرب من 7 في المئة، وهو أسوأ أداء لها منذ الأزمة المالية عام 2008، لتصبح الآن ثالث أكبر شركة عامة وراء مايكروسوفت وأمازون، مع العلم أنها لا تزال مربحة بشكل كبير ولديها 237 مليار دولار نقدًا.
وأعلنت الشركة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عن تحقيقها أرقام قياسية في المبيعات والأرباح، لكن مبيعات أجهزة آيفون كانت بدون تغيير، مما زاد من مخاوف المستثمرين من أن أيام مجدها ستصل إلى نهايتها، وفشلت مبيعات أجهزة آيفون حتى الآن في الارتفاع رغم إطلاق شركة آبل المزيد من التغييرات في الأجهزة، كما أن المحللين يشعرون بالقلق من أن السوق أصبح مشبعًا وأن المنافسين الأرخص يحصلون على حصة في السوق.
وخفضت شركة آبل في العام الماضي سعر استبدال البطاريات للطرازات القديمة مؤقتًا، مما جعل المزيد من المستهلكين يختارون هذا الخيار بدلاً من ترقية هواتفهم، وذلك بعد أن شكل هاتف آيفون، الذي أطلق في شهر يونيو/حزيران 2007، نجاحًا استثنائيًا للشركة، حيث تم بيع أكثر من مليار جهاز بين عامي 2007 و 2017، وقال كوك: “في بعض الأسواق المتقدمة، لم تكن ترقيات آيفون قوية كما كنا نظن أنها ستكون كذلك”.
وبالرغم من تزايد مبيعات الأجهزة والخدمات الأخرى مثل iTunes و Apple Pay بشكل حاد، لا يزال آيفون يشكل أهم منتج لآبل، حيث يمثل 59 في المئة من إيراداتها في الربع السابق، وأدى تباطؤ مبيعات آيفون إلى تفاقم المخاوف من أن مسار آبل الذي سجل رقماً قياسياً قد اقترب من نهايته، وأن اقتصاد الصين الضعيف يقلق المستثمرين من أن الأسواق الدولية لن تتجاوز الركود.
أخبار متعلقة :