رفعت مدينة لوس أنجلوس Los Angeles هذا الأسبوع دعوى قضائية ضد تطبيق الطقس The Weather Channel بدعوى استخدامه لبيانات المستخدم بشكل غير لائق، وتوضح الدعوى القضائية أن الشركة المالكة لتطبيق TWC تستفيد من شعبية تطبيقها المحمول للطقس على نطاق واسع وتستخدمه كأداة تطفلية لجمع بيانات الموقع الجغرافي للمستخدمين، والتي ترسلها بعد ذلك إلى الشركات التابعة لشركة IBM والأطراف الثالثة الأخرى لأغراض الدعاية وغيرها من الأغراض التجارية غير المرتبطة بشكل كلي بأي شيء يتعلق بالطقس أو خدمات تطبيق Weather Channel.
وبحسب ما قال ممثلو الإدعاء في مدينة لوس أنجلوس فإن مالكي تطبيقات الطقس استخدموها لتتبع كل خطوة والتربح من هذه المعلومات، حيث قام مشغل تطبيق Weather Channel بتضليل المستخدمين الذين وافقوا على مشاركة معلومات الموقع الخاصة بهم في مقابل الحصول على تنبيهات وتوقعات للطقس، وقام مشغل التطبيق بدلاً من ذلك ببيع بياناتهم إلى أطراف ثالثة، كما قال المدعي العام في مدينة لوس أنجلوس مايكل فيور Michael Feuer.
وقال متحدث باسم شركة IBM، التي اشترت التطبيق إلى جانب الأصول الرقمية لشركة Weather في عام 2015 بمبلغ ملياري دولار أمريكي، إن التطبيق كان واضحًا دائمًا حول استخدام بيانات الموقع التي تم جمعها من المستخدمين، فيما قال مايكل فيور إن مشغلي التطبيق باعوا البيانات إلى ما لا يقل عن عشرة مواقع للإعلانات المستهدفة وإلى شركات تستخدم هذه المعلومات لتحليل سلوك المستهلك.
وتسعى الدعوى إلى منع الشركة من الاستمرار في هذه الممارسة التي تصفها بأنها غير عادلة وخادعة، وتطالب بعقوبات تصل إلى 2500 دولار لكل انتهاك، مع العلم أن قرار المحكمة لن ينطبق إلا على ولاية كاليفورنيا، ويجري التسويق للتطبيق على أنه تطبيق الطقس الأكثر تحميلاً في العالم، ويدعي مشغل التطبيق أن لديه حوالي 45 مليون مستخدم شهريًا.
ويحتاج المستخدمون إلى بيانات الموقع الجغرافي للحصول على توقعات دقيقة للطقس، فيما يحتاج مطورو التطبيقات إلى هذه البيانات من أجل توفير خدمات مجانية، ويدرك عدد قليل من المستخدمين أن هذه البيانات لا تهدف فقط إلى تزويده بتوقعات دقيقة، بل إنها تعتبر نموذج كامل للدخل في بعض التطبيقات، حيث يتم بيع بيانات الموقع الجغرافي إلى أطراف ثالثة.
وتتواجد مثل هذه التطبيقات على الشاشة الرئيسية لكل هاتف ذكي تقريبًا، سواء كانت مقدمة من قبل شركة آبل أو من قبل طرف ثالث مثل TWC، لكن تطبيقات الجهات الخارجية مليئة بالميزات المضافة، والتي يعد أهمها على الإطلاق جمعها لبيانات الموقع بشكل سري وبيعها إلى وسطاء الإعلانات، الأمر الذي يجعل تطبيقات الطقس التابعة لجهات خارجية أخطر التطبيقات التي يمكن تثبيتها على الهاتف.
ولا يعد تطبيق Weather Channel أول تطبيق طقس يسلك مثل هذا السلوك، إذ أوضح تقرير صادر في أواخر العام الماضي لصحيفة نيويورك تايمز أن تطبيق الطقس الشائع WeatherBug وتطبيق Weather Channel يرسلان البيانات الدقيقة للموقع الجغرافي إلى أطراف ثالثة مشكوك فيها، كما فعل تطبيق Accuweather نفس الشيء في عام 2017، حيث أنه قام بجمع هذه البيانات وبيعها حتى عندما تم إيقاف تشغيل بيانات الموقع.
كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق من هذا الأسبوع أن تطبيق “Weather Forecast — World Weather Accurate Radar” المتواجد ضمن متجر جوجل بلاي Google Play يجمع بيانات الموقع إلى جانب جمعه لأرقام تعريف IMEI للأجهزة المحمولة وعناوين البريد الإلكتروني، مع محاولات سرية لتحويل مستخدمي النسخة المجانية من التطبيق إلى مشتركين مدفوعي الأجر ضمن منصات الواقع الافتراضي.
وقال براين مويلر Brian Mueller، مطور تطبيق الطقس Carrot Weather: “إن التطبيق لن يبيع بيانات الموقع أو أي معلومات شخصية أخرى لأطراف ثالثة، وأن هذا الأمر واحد من أهم أولوياته”، كما أكد آدم غروسمان Adam Grossman، مؤسس الشركة المطورة لتطبيق دارك سكاي Dark Sky، وهو أحد تطبيقات الطقس الشائعة، أنه لا يبيع بيانات الموقع.
وتأتي الدعوى القضائية في وقت تتعرض فيه العديد من شركات التكنولوجيا، بما في ذلك جوجل وفيسبوك، لتدقيق متزايد بشأن كيفية استخدامهم للبيانات الشخصية للمستخدمين، حيث واجهت الشركتان في العام الماضي جلسات استماع ضمن الكونجرس حول قضايا الخصوصية، وقال فيور إنه يأمل في أن تلهم القضية دعاوى قضائية وتشريعات أخرى للحد من ممارسات مشاركة البيانات.
أخبار متعلقة :