خبر

مؤسس هواوي: الشركة لا تتجسس لصالح الصين

كسر الملياردير رين زنغفاي Ren Zhengfei، مؤسس شركة هواوي تكنولوجيز، صمتاً دام لعدة سنوات، ليرفض ادعاءات التجسس من قبل الشركة لصالح الصين، حيث تواجه إمبراطوريته التكنولوجية أكبر أزماتها خلال أكثر من ثلاثة عقود من وجودها وسط استمرار الضغط من الولايات المتحدة على أن معداتها الشبكية قد تشكل تهديداً أمنياً، وقد وصف رجل الاتصالات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه رئيس عظيم، وقال إنه سوف يتخذ منهج الانتظار والترقب لمعرفة ما إذا كان الزعيم الأمريكي سوف يتدخل في قضية ابنته والمديرة المالية لشركة هواوي منغ وانزهو Meng Wanzhou.

وتتواجد منغ حاليًا في كندا، وتواجه إمكانية تسليمها إلى الولايات المتحدة، حيث اتهمتها السلطات بتمثيل شركة هواوي بشكل احتيالي للالتفاف حول العقوبات الأمريكية على إيران، ويؤكد ظهور رين المنعزل، والذي تحدث لآخر مرة مع وسائل الإعلام الأجنبية في عام 2015، عمق الهجمات على هواوي، أكبر رمز للقوة التكنولوجية المتنامية للصين.

وقال رين، في ظهوره النادر مع وسائل الإعلام في مدينة شينزين، إن شركته لم تحصل أي طلب من أي حكومة لتقديم معلومات غير لائقة، كما دعا إلى الإفراج عن ابنته والمسؤولة المالية لشركة هواوي، وقد ساعدت قضية منغ في تبلور المخاوف من أن الشركة تساعد بكين في التجسس ضد الحكومات، وأقنعت واشنطن، منذ ذلك الحين، قائمة متزايدة من الحلفاء لوضعها على القائمة السوداء فيما يتعلق بشبكات الجيل الخامس 5G.

وأوضح رين، البالغ من العمر 74 عامًا، في لقائه الرسمي الثالث مع مراسلين أجانب: “أنا أحب بلدي، وأنا أؤيد الحزب الشيوعي، لكن أنا لن أفعل أي شيء لإلحاق الضرر بالعالم”، مضيفًا: “لا أرى صلة وثيقة بين معتقداتي السياسية الشخصية وأعمال هواوي”، وشدد رين، الذي انضم إلى الحزب الشيوعي بعد أن ترك جيش التحرير الشعبي، على إمكانيات التعاون مع الولايات المتحدة.

وقلل رين من شأن دور هواوي في التوترات التجارية الحالية بين واشنطن وبكين التي هزت المستثمرين والشركات في جميع أنحاء العالم، كما قلل من تأثير استبعاد هواوي من عدد من الأسواق، لكنه أضاف أنه التأثير على الاتصال العالمي قد يكون طويل المدى، مما يتسبب في انقسام بين الشبكات المبنية بالتكنولوجيا الصينية وتلك التي بنيت بدونها.

موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:

وجاء حديثه أثناء تواجده في أحدث المقرات الرئيسية للشركة في مدينة دونغقوان الصناعية، وأوضح أن هواوي ليس لها دور في الصراع التجاري بين الصين والولايات المتحدة، وقال: “ترامب هو رئيس عظيم. إنه يجرؤ على خفض الضرائب بشكل كبير، الأمر الذي سيفيد العمل. لكن عليه التتعامل بشكل جيد مع الشركات والدول حتى تكون على استعداد للاستثمار في الولايات المتحدة وسوف تتمكن الحكومة حينها من جمع ما يكفي من الضرائب”.

وتحدثت مجموعة من المدراء التنفيذيين في شركة هواوي، بما في ذلك نائب رئيس مجلس إدارة شركة هواوي والرئيس التنفيذي للشركة بالتناوب كين هو Ken Hu، إلى وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة لرفض مزاعم التجسس، لكن قضية اعتقال الرئيس التنفيذي للمبيعات بتهمة التجسس في الأسبوع الماضي في بولندا قد ساعدت في تعميق الجدل الدائر حول الانتقادات الغربية لشركة صناعة أجهزة الاتصالات الصينية.

وتزعم وكالات الاستخبارات الأمريكية أن هواوي تكنولوجيز مرتبطة بالحكومة الصينية وأن معداتها قد تحتوي على أبواب خلفية يستخدمها الجواسيس الحكوميون، دون الإعلان عن أي دليل بشكل علني، مما دفع الشركة بشكل متكرر إلى نفي هذه الادعاءات، لكن هذه المخاوف دفعت العديد من الدول والشركات الغربية للنظر فيما إذا كان ينبغي السماح باستخدام معدات شركة هواوي في شبكات اتصالاتها.

وأقالت هواوي الموظف الصيني وانج وييجينج Wang Weijing بعد اعتقاله مع مسؤول أمني بولندي سابق في عطلة نهاية الأسبوع، وقالت إن تصرفاته الفردية لا علاقة لها بالشركة لكنها تسببت في تشويه سمعة الشركة، فيما قال رين: “هواوي ليست شركة عامة، ولا نحتاج إلى تقرير أرباح جميل. إذا لم تكن الولايات المتحدة ترغب في أن تكون هواوي في بعض الأسواق، فيمكننا تقليص حجمها قليلاً”.

وأضاف “طالما يمكننا البقاء على قيد الحياة ودفع رواتب موظفينا، فهناك مستقبل لنا”، ويعد رين بمثابة شخصية أسطورية في عالم الأعمال الصيني ويتحرك في أعلى الدوائر الحكومية، وهو ملياردير عصامي تخرج من معهد تشونغتشينغ للهندسة المدنية والهندسة المعمارية، وعمل في مجال الهندسة المدنية حتى عام 1974 عندما التحق بجيش التحرير الشعبي كمهندس، وهي العلاقة التي لا تزال تثير تساؤلات في الغرب حول علاقات هواوي بالجيش والحكومة الصينية.

وكان رين عضوًا منتخبًا في المؤتمر الوطني الثاني عشر للحزب الشيوعي الصيني، وبالرغم من التأثير المحتمل على أعماله، فإن رين قال إنه واثق من أن إيرادات هواوي ستنمو إلى 125 مليار دولار في عام 2019، حيث بنى رين شركة تولد مبيعات أكثر من مجموعة علي بابا القابضة Alibaba Group Holding وتينسنت هولدينجز Tencent Holdings معًا، وتفوقت هواوي في عام 2018 على شركة آبل في مبيعات الهواتف الذكية.

أخبار متعلقة :