إلى جانب التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة خلال السنوات الماضية، ظهرت تقنيات الواقع الافتراضي Virtual Reality، والواقع المعزز Augmented reality المرتبطين ببعضهم البعض ارتباطاً وثيقاً، ومن المرجح أن يكون لهذه التقنيات تأثير عميق على أوجه حياتنا اليومية.
لا شك أن الحلول التي تعتمد على تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز قد زاد الاعتماد عليها بشكل كبير في كل من مجالات الترفيه والصناعة والتعليم.
وبحسب خبراء التكنولوجيا فإنه من المتوقع خلال عام 2019 أن تُصبح تطبيقات الواقع المعزز والافتراضي متطورة بشكل متزايد، حيث ستصبح الأجهزة أكثر قوة وذات قدرة على إنشاء صور عالية الجودة، وبناء عليه سوف يتطور فهمنا لكيفية قدرة البشر على استخدام البيئات الافتراضية أو المعززة والتفاعل معها، مما يؤدي إلى خلق المزيد من الطرق الطبيعية للتفاعل واستكشاف طرق جديدة لاستخدام البيئات الافتراضية في العديد من المجالات.
إليك أبرز توجهات تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي خلال عام 2019:
1- اعتماد تطور تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز على الذكاء الاصطناعي
يمكن القول أن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي هما أكثر التقنيات تأثيرًا على الحياة البشرية في الوقت الحالي، حيث يتم الاعتماد عليهما بشكل متزايد في معظم الصناعات والمؤسسات، مما يعني أن الجميع يحتاج إلى فهم أساسيات هذه التقنيات سريعة التطور والنظر في آثارها المباشرة على حياتهم الخاصة والوظيفية والتجارية.
من المتوقع خلال العام الحالي أن يقوم مطورو تقنيات الواقع المعزز والافتراضي ببناء وظائف ذكية ومعرفية بشكل متزايد في تطبيقاتهم.
وستعتبر تقنيات الذكاء الاصطناعي – التي تسمح للحواسيب بفهم ما تراه من خلال الكاميرات – أمرًا ضروريًا لتشغيل الواقع المعزز، مما يسمح بتحديد الأشياء ووضعها في مجال رؤية المستخدم وكذلك خوارزميات التعلم الآلي التي تمكننا من تفعيل هذه الميزات لتصبح أكثر تطورًا وقدرة على التكيف.
يتضح من الآن مدى انتشار التطبيقات التي تتيح فلاتر سناب شات وإنستاجرام وهي تطبيقات تعتمد في عملها على الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز ومن غير المحتمل أن تتضاءل شعبية هذه التطبيقات والتطبيقات الأخرى المُستخدمة في تحسين الصور خلال عام 2019.
وقد ظهرت خلال عام 2018 أبحاث من جوجل حول ميكروسكوب الواقع المعزز (ARM) للاكتشاف الآلي السريع لمرض السرطان، والذي سيتمكن من تحديد موضع الخلايا السرطانية بشكل سريع ثم يقوم بتمييزها لتشخيص المرض في الوقت الفعلي بفضل تطبيق تقنيات التعلم الآلي.
2- سيتم استخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز بشكل متزايد في مجالات التدريب والتعليم
كلتا التقنيتين لهما حالات استخدام واضحة في مجال التعليم الآن حيث تسمح البيئات الافتراضية للطلاب بممارسة أي شيء داخل عالم افتراضي بما يشمل إجراء التفاعلات الكيميائية والبناء المعماري والتدريب على الطيران والجراحة بدون المخاطر المرتبطة بالتدريب الواقعي. في حين أن البيئات المعززة تعني أنه يمكن تمرير المعلومات إلى الطالب في الوقت الفعلي حول الأهداف أو المخاطر أو أفضل الممارسات.
ومن الأمثلة على الاستعانة بأجهزة الواقع الافتراضي في مجال التدريب هو إعلان شركة وولمارت Walmart الأمريكية للتجارة بالتجزئة خلال عام 2018 أنها ستستخدم 17 ألف نظارة من طراز Oculus Go لتدريب موظفيها على مهارات خدمة العملاء واستقبال الشكاوى، بالإضافة إلى ذلك أعلن الجيش الأمريكي عن عقد صفقة مع شركة مايكروسوفت لاستخدام تكنولوجيا الواقع المعزز الخاصة بها والتي تحمل اسم HoloLens في التدريب العسكري، حيث ستوفر هذه التكنولوجيا للجنود معلومات أكثر وأفضل لاتخاذ القرارات.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
3- أجهزة الواقع الافتراضي الترفيهية ستسحوذ على النسبة الأكبر من اهتمام المستهلكين
لقد تم التنبؤ بهذا منذ بضع سنوات حيث كان اعتماد استخدام أجهزة الواقع الافتراضي في المنازل ثابتًا منذ أن استحوذت سماعات الواقع الافتراضي للمستهلكين على السوق منذ عام 2017، ولكن مطوري التطبيقات والأجهزة لم يصلوا إلى المستوى المثالي بعد عندما يتعلق الأمر بإنشاء تطبيق الواقع الافتراضي المطلوب لتشغيلها.
ولكن خلال هذا العام ستصل سماعات الرأس المستقلة التي تتضمن تقنية مخصصة إلى الأسواق من كل من شركتي Vive و Oculus. ومن المؤكد أن المستخدمين سيصبحون غير مقيدين بواسطة الكابلات أو الشاشات، وسوف يقوم مطورو VR بإنشاء نماذج محاكاة أكثر واقعية ودقة لعالمنا الواقعي في عوالمهم الافتراضية، وهذا سيعني تجارب ترفيهية أكثر مغامرة ومستوى غير مسبوق من الواقعية ضمن ألعاب VR.
4- ستصبح بيئات الواقع الافتراضي والمعزز تعاونية واجتماعية بشكل أكبر
أظهرت عملية استحواذ شركة فيسبوك على شركة Oculus في عام 2016 أن عملاق التواصل الاجتماعي يعتقد أن الواقع الافتراضي سيصبح أمرًا حيويًا للطريقة التي نبني بها مجتمعات مشتركة على الإنترنت. سواء كان ذلك للمكالمات الجماعية الافتراضية حيث يمكن للمشاركين رؤية بعضهم البعض والتفاعل سويًا، أو التواصل الاجتماعي والدردشة مع الأصدقاء.
كما تعمل بعض الشركات الرائدة مثل Spatial على جلب أدوات الواقع المعزز لقاعة الاجتماعات والمكتب حيث يمكن للمستخدمين رؤية السبورات الافتراضية virtual whiteboards ولوحات التخطيط، بالإضافة إلى العمل التعاوني على مستندات التصميم.
وخلال هذا العام من المتوقع أيضا أن تخرج منصة الواقع الافتراضي Spaces التابعة لشركة فيسبوك من الإصدار التجريبي لتكون متاحة للمستخدمين والتي ستتيح لهم التواصل مع الأصدقاء في بيئة افتراضية تفاعلية مرحة، كما أعلنت الشركة الصينية Tencent أنها تبحث في إضافة الواقع الافتراضي إلى تطبيق WeChat.
5- استخدام تقنيات الواقع المعزز في السيارات
قد لا تزال السيارات ذاتية القيادة بالكامل على بعد بضع سنوات من أن تصبح حقيقة، ولكن شركات تصنيع السيارات لديها الكثير من تقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى لإبهارنا بها خلال هذه الفترة
ويوجد اثنان من أهم الاتجاهات في السيارات الجديدة لعام 2019 الأول هو الاعتماد على المساعدات الصوتية حيث تعمل الشركات الكبرى المصنعة للسيارات بتضمين المساعدات الصوتية مثل اليكسا وسيري في سياراتهم، أما التوجه الثاني فهو استخدام تقنيات الواقع المعزز داخل السيارات فيما يُعرف باسم in-car AR.
وقعت كبري الشركات المُصنعة للسيارات – مثل أودي ومرسيدس بنز وتيسلا وتويوتا وفولفو – على استخدام منصة شركة إنفيديا Nvidia’s Drive platform التي تعتمد في عملها على تقنيات التعلم الآلي في سياراتهم ذاتية القيادة، كما تعمل حاليًا شركة WayRay الناشئة – التي تستثمر فيها مجموعة على بابا Alibaba Group والكثير من كبرى شركات السيارات – على تطوير تقنيات عرض بيانات الواقع المعزز مباشرة على الزجاج الأمامي للسيارة مما يوفر توجيهات التنقل، ومعلومات عن اتجاه الطريق، وتحديد حارة المرور، وكشف المخاطر.
تتمتع السيارات التي تعتمد على تقنيات الواقع المعزز in-car AR بالقدرة على تحسين السلامة من خلال السماح للسائق بإبقاء أعينه على الطريق أثناء قراءته للملاحظات بدلا من النظر باستمرار لشاشة الهاتف، بالإضافة إلى زيادة راحة السائق.
أخبار متعلقة :