ارتفع عدد المؤسسات التي اعتمدت تقنيات الذكاء الاصطناعي AI بنسبة 270% خلال السنوات الأربع الماضية، وبواقع ثلاثة أضعاف خلال العام الماضي، وذلك وفقًا لدراسة مسحية خاصة بمدراء تقنية المعلومات 2019 CIO Survey أعدتها مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر لعام 2019.
وأظهرت نتائج الدراسة أن المؤسسات في كافة القطاعات باتت تستخدم حلول الذكاء الاصطناعي ضمن مجموعة واسعة من تطبيقاتها، لكنها تعاني مع ذلك من نقص حاد على مستوى المواهب المطلوبة.
وقال كريس هاورد، نائب رئيس الأبحاث لدى جارتنر: “كان من النادر خلال السنوات الأربع الماضية أن تقوم المؤسسات باعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد أشار 10% فقط من المشاركين في الدراسة أن مؤسساتهم قامت بالفعل بنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي أو أنها ستفعل ذلك في المستقبل القريب. لكن هذا الرقم قفز إلى 37% في عام 2019 بزيادة قدرها 270% خلال أربع سنوات. وإذا كنت تشغل منصب مدير تقنية المعلومات ولا تقوم مؤسستك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، فهناك احتمال كبير أن تقوم الشركات المنافسة بالاستفادة من هذه التقنيات وهو ما يجب أن يشكل مصدر قلق بالنسبة لمؤسستك”.
وتهدف الدراسة المسحية إلى مساعدة مدراء تقنية المعلومات وقادة قطاع التقنية الآخرين في تحديد وتقييم جداول أعمالهم الإدارية الخاصة بالسنة القادمة. وقد جمعت مؤسسة جارتنر من خلال الدراسة بيانات أكثر من 3000 من مدراء تقنية المعلومات في 89 دولة وعبر كافة القطاعات الرئيسية التي تمثل 15 تريليون دولار من إيرادات وميزانيات القطاع العام بالإضافة إلى 284 مليار دولار من معدلات الإنفاق على تقنية المعلومات.
وبحسب الدراسة، فقد تضاعفت معدلات انتشار الذكاء الاصطناعي ثلاث مرات خلال العام الماضي، حيث ارتفعت من 25% في عام 2018 إلى 37% في الوقت الحاضر. وتعود أسباب هذه القفزة الكبيرة إلى تطور قدرات الذكاء الاصطناعي على نحو واسع وبالتالي باتت الشركات أكثر رغبة في تطبيق هذه التقنية بشكل أكبر.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وأضاف هاورد بالقول: “مازلنا بعيدين عن اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي العامة التي يمكنها تولي مهام معقدة بالكامل، لكننا بدأنا بالفعل باعتماد الأعمال وعمليات اتخاذ القرار المُعززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي أو ما نسميه بـ “الذكاء المُعزز”.
ولقد أدرك مدراء تقنية المعلومات أن عملية التحول المستدام نحو الأعمال الرقمية ترتبط بشكل مباشر بقضية أتمتة المهام. كما تحولت تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى جزء أساسي من كافة الاستراتيجيات الرقمية وباتت تُستخدم بالفعل ضمن مجموعة واسعة من التطبيقات.
وقد أظهرت نتائج الدراسة أن 52% من مؤسسات الاتصالات باتت تعتمد روبوتات الدردشة بشكل أساسي، وأن 38% من مؤسسات الرعاية الصحية باتت تقوم بعمليات التشخيص بمساعدة أجهزة الكمبيوتر. كما باتت تقنيات الذكاء الاصطناعي تُعتمد في عمليات تشغيلية أخرى تشمل الحماية ضد هجمات الاحتيال وعمليات تقسيم المستهلكين إلى مجموعات مختلفة حسب احتياجاتها.
وكلما عملت المؤسسات على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع، كلما ظهرت التحديات بشكل واضح أمامها. فقد اعتبر 54% من المستجيبين لدراسة مسحية تابعة لدائرة الأبحاث في جارتنر أن قضية نقص المهارات تشكل التحدي الأكبر بالنسبة لمؤسساتهم.
وقال هاورد: “يحتاج مدراء تقنية المعلومات إلى تعزيز مستوى الإبداع لديهم للبقاء في المقدمة. وفي حال عدم توفر فريق العمل الذي يتمتع بالمواهب المطلوبة لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، فهناك إمكانية للاستثمار في برامج تدريب الموظفين الذين يمتلكون أدنى مستوى من مهارات إحصاء وإدارة البيانات. كما أن بعض المؤسسات تقوم بتنفيذ أعمالها بشكل مشترك مع منظومة شركاء الأعمال لديها.
أخبار متعلقة :