يدرس الاتحاد الأوروبي مقترحات من شأنها أن ترقى فعليًا إلى فرض حظر فعلي على معدات شركة هواوي لشبكات الهاتف المحمول من الجيل التالي، وفق ما أفادت وكالة رويترز نقلًا عن أربعة مسؤولين رفيعي المستوى في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يزيد من الضغط الدولي المتصاعد على أكبر شركة لصناعة معدات الاتصالات في العالم.
وأشارت رويترز إلى أنه في حين أن الجهود التي يبذلها مسؤولو الاتحاد الأوروبي لا تزال في المراحل المبكرة جدًا، ويمكن أن تكون معقدة التنفيذ، فإن الخطوة تمثل تحولًا في موقف الاتحاد الأوروبي وسط مخاوف أمنية متنامية في الغرب بشأن الصين.
ومن المرجح أن ترحب الولايات المتحدة بتحرك لاستبعاد الشركات الصينية مثل شركة هواوي، وهي التي تحاول منع الشركات الأمريكية من شراء معدات البنية التحتية من هواوي وتضغط على الحلفاء للقيام بالمثل. ويشعر خبراء الأمن الأمريكيون بالقلق من أن الحكومة الصينية قد تستخدم معدات التجسس، وهي المخاوف التي نفتها هواوي مرارًا وتكرارًا.
ووفقًا للمسؤولين البارزين الأربعة في الاتحاد الأوروبي الذين نقلت عنهم رويترز، فإن أحد الخيارات التي تنظر فيها المفوضية الأوروبية هو تعديل قانون الأمن السيبراني لعام 2016، والذي يتطلب من الشركات العاملة في البنية التحتية الحيوية اتخاذ التدابير الأمنية المناسبة.
وعن طريق تعديل تعريف البنية التحتية الحيوية ليشمل أيضًا ما يسمى بشبكات المحمول من الجيل الخامس 5G، فإن القانون سيمنع الشركات التجارية الأوروبية بشكل فعال من استخدام هذه المعدات التي يوفرها أي بلد أو شركة يشتبه في استخدامها معداتها للتجسس أو التخريب، حسبما ذكر المسؤولون.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وأضاف المسؤولون أنه يمكن أيضًا إجراء تغييرات أخرى أو إدخالها، مثل التغييرات في قواعد المشتريات. وشدد المسؤولون على أن أي تغييرات لا تتعلق بشركة واحدة فقط، بل إنها ناجمة عن مخاوف أمنية وطنية أوسع فيما يتعلق بالصين.
وقالت متحدثة باسم شركة هواوي إن “هواوي منفتحة وملتزمة بالعمل مع المؤسسات الأوروبية لتطوير معيار أمن الإنترنت لأوروبا”، وأضافت أن افتتاح الشركة لمركز أمن إلكتروني جديد في بروكسل في شهر آذار/مارس يؤكد التزامها تجاه أوروبا.
وقالت المتحدثة: “لهواوي سجل نظيف في مجال الأمن السيبراني.” ونفت شركة هواوي اتهامها بالتجسس والتخريب. وتنفي الحكومة الصينية أي نية للتجسس على الغرب، وقد شجبت حظرًا على الموردين الصينيين لشبكات الجيل الخامس 5G في الولايات المتحدة وأستراليا باعتبارها لا أساس لها.
ويرى مراقبون أن الموقف الأكثر صرامة يعكس المخاوف الأمنية المتزايدة في الغرب بشأن شركة هواوي. وقد قامت بعض الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وأستراليا، بتقييد هواوي من الوصول إلى شبكات المحمول من الجيل التالي، وتفكر ألمانيا في القيام بذلك.
وتستعد شركات الاتصالات الأوروبية لتقنية الجيل الخامس التي تَعِد بربط كل شيء من السيارات إلى المصانع بسرعات أكبر بكثير مقارنةً بشبكات الجيل الرابع الحالية. وإذا تم اعتماد مثل هذه التدابير من قبل الاتحاد الأوروبي، فقد يكون ذلك بمثابة نكسة للجهود الأوروبية للحفاظ على قدرتها التنافسية في عصر الجيل الخامس 5G لأنه من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تأخيرات وتكاليف إضافية في بناء الشبكات.
أخبار متعلقة :