خبر

5 وظائف مازالت آمنة من استحواذ الذكاء الاصطناعي عليها حتى…

عندما نسمع مصطلح الذكاء الاصطناعي يبدأ الكثير منا في التفكير في الثورة الصناعية الرابعة، وهذه الفكرة ليست خيالية، فمع تطور تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي التي بدأ الاعتماد عليها في شتى مجالات العمل فإننا سنرى المزيد والمزيد من الناس يفقدون وظائفهم، حيث ستستحوذ عليها هذه الأنظمة والروبوتات.

ولكن بالرغم من ذلك مازال  لدى البشر مهارات خاصة لا يمكن للآلات القيام بها حتى الآن على الأقل.

تتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكلٍ كبير عامًا بعد عام وغالبًا ما تحب وسائل الإعلام المبالغة في تقدير ما يمكن لهذه التقنيات أن تفعله، لكن الحقيقة هي أنه على الرغم من أن هذه التقنيات تحقق خطوات كبيرة إلى الأمام، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي كبديل للقوى العاملة بشكل كامل لا يزال موضع شك.

لا أحد قادر حتى الآن على أن يتنبأ بمدى تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل العمل، ولكن هناك وجهتا نظر حول الموضوع: تقول الأولى إنه مدمر وسيسبب اضطراب في سوق العمل وتوقعوا مستقبلًا أن تستحوذ الروبوتات على الوظائف من البشر.

وهناك وجهة نظر ثانية تقول إن الأتمتة قد تخلق وظائف أكثر من خلال تقديم أدوات جديدة لأصحاب المشاريع، وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى إنشاء خطوط أعمال جديدة لا يمكننا تصورها الآن.

موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:

من الخبراء الذين تحدثوا مؤخرًا عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستقبلية في الصناعة هو الصيني كاي-فو لي Kai-Fu Lee مؤلف الكتاب الأكثر مبيعًا والتي يحمل اسم “AI Superpowers: China, Silicon Valley, and the New World Order”، والذي قال: “إن وادي السليكون هو مركز عالم التكنولوجيا حاليًا ولكن ذلك سيتغير وبسرعة بسبب التطور الكبير الذي تشهده الصين”.

حيث يتوقع Kai-Fu Lee – عالم الكمبيوتر الذي عمل في شركة آبل ومايكروسوفت وجوجل قبل أن يصبح مستثمر رأس مال مغامر – أن الصين ستتجاوز قريباً الولايات المتحدة كرائد عالمي في مجال الابتكار، مشيرًا إلى تطبيق WeChat على سبيل المثال الذي يُعد حاليًا تطبيق شامل لجميع الأغراض التي يستخدم الأشخاص من أجلها العديد من التطبيقات المتخصصة مثل المراسلة النصية، أو طلب خدمات النقل التشاركية، أو طلب الطعام أو حجز السينما، أو حتى الدفع مقابل هذه الخدمات.

كما قال Kai-Fu Lee لموقع Dailymail الشهر الماضي: “إن نصف الوظائف الحالية سيستحوذ عليها الذكاء الاصطناعي في غضون 15 عامًا، وأن عالم التوظيف يواجه أزمة مشابهة لتلك التي واجهها المزارعون خلال الثورة الصناعية”.

وأكد على نقطة أن معظم الناس لا يدركون تمامًا الأثر الذي سيتركه الذكاء الاصطناعي على وظائفهم؟

من المؤكد أن الذكاء الاصطناعي يُقدم العديد من الاحتمالات في تبسيط وأتمتة بعض عمليات العمل، ولكنه ليس قادرًا بعد على العمل باستقلالية تامة، خاصة في الوظائف التي تتطلب مهارات خاصة لا يمكن أن يتقنها إلا البشر.

فيما يلي أهم الوظائف التي لا يقدر الذكاء الاصطناعي على القيام بها حاليًا:

1- الوظائف التي تتطلب التعاطف

على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم حاليًا بشكل متزايد في الطب لمحاولة الكشف عن الأمراض بشكل أكثر دقة، إلا أن الآلات لا تملك بالتأكيد ما يمكن أن نطلق عليه رعاية المرضى Bedside Manner – وهي الطريقة التي يتواصل بها الطبيب مع المرضى لشرح الحالة الصحية بلطف ولباقة –  ومازالت خوارزميات المعلومات العاطفية Emotional Informatics التي يتم تدريب الآلات عليها بعيدة عن كونها قادرة على التعرف على المشاعر البشرية، وبالتالي فليس لديها القدرة على الاستجابة للمرضى بطريقة مناسبة.

لذلك من غير المرجح أن تكون الوظائف التي تتطلب تعاطف قابلة لاستبدالها بتقنيات الذكاء الاصطناعي على المدى القصير، وبناء عليه فإن الأطباء والممرضات ومسؤولي الخدمات الاجتماعية وغيرهم من مقدمي خدمات الرعاية يعتبروا آمنين في الوقت الحالي.

2- الوظائف التي تعتمد على اتخاذ قرارات لحظية في المواقف الحرجة

كم مرة توقفت أمام مشهد  في فيلم خيال علمي يُطالب فيه شخص ما الكمبيوتر بما يجب القيام به في موقف حرج؟ وفي معظم الحالات يكون الإجراء الذي يجب أن يتخذه الإنسان خطأً بنسبة 99%، ومع ذلك يقوم بطل الرواية باتخاذ هذا القرار ويتمكن من تحقيق الهدف.

باختصار وبغض النظر عن مدى تقدم الذكاء الاصطناعي الحالي فإنه لم يتمكن بعد من حساب مقدار الشجاعة التي يملكها الإنسان في المواقف الحرجة، وكيف يقدر الموقف ويتخذ القرارات الصحيحة بسرعة.

3- الوظائف التي تعتمد على الإبداع والفن

يمكن للعديد من البرمجيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي AI-enables software أن تخلق أشياء جديدة، ولكن التكنولوجيا ليست بالضرورة جيدة في ابتكار أشياء إبداعية.

فمن الناحية الفنية لدينا بالفعل العديد من الأمثلة عن كيفية إنشاء وصفات الطعام أو مقاطع الموسيقى أو الفن بفضل الذكاء الاصطناعي ولكن النتائج ليست مُحفزة. لذا فإن العاملين في مجالات تتطلب إبداعًا حقيقيًا مثل مؤلفي الأدب أو المهندسين المعماريين أو الموسيقيين لا يجب أن يشعروا بالقلق بشأن استحواذ الذكاء الاصطناعي على وظائفهم لفترة من الوقت.

4- الوظائف التي تتطلب مهارات بدنية معقدة

نرى كل يوم ظهور روبوتات جديدة قادرة على القيام بمهام فيزيائية صعبة، ولكن لا يزال هناك عدد كبير من المهارات والقدرات التي لا يستطيعون إتقانها، ومنها الرياضة على سبيل المثال فهي واحدة من المجالات التي لا يمكن للآلات أن تتفوق فيها وخاصة الرياضيات التي تعتمد على الفرق.

لا شك أن الحركات المؤكدة والدقيقة والمتكررة ليست مشكلة بالنسبة للإنسان الآلي، ولكن عندما يقترن ذلك بصنع القرار يكون أداء الذكاء الاصطناعي ضعيفًا، فإذا كان لديك أي قدرات بدنية أو رياضية ضرورية لعملك فأنت آمن في الوقت الحالي.

5- الوظائف التي تعتمد على الخيال والتخمين

واحدة من الصفات الإنسانية التي لا يمكن أن تتوافر في تقنيات الذكاء الاصطناعي هي الخيال، حيث تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية عن طريق تغذيتها بالبيانات المطلوبة ثم تقوم هي بمعالجتها، لذلك فعملها يعتمد على المعطيات التي تصل إليها.

الخيال أو ببساطة القدرة على الحلم ليست أنشطة قابلة للبرمجة. لذلك فالمفكرون والفلاسفة  وكُتاب الروايات والقصص وما إلى ذلك ما زالوا يملكون ميزة لم تتوصل إليها هذه التقنيات حتى الآن.

أخبار متعلقة :