في ظل التغيرات والتطورات السريعة التي يشهدها الوسط التقني، فإن تأسيسك لواحدة من أكثر شركات التكنولوجيا نجاحًا في العالم لا يعني بالضرورة أن تضمن الأمان الوظيفي إلى الأبد.
فقد تم طرد ستيف جوبز من شركة آبل التي شارك في تأسيسها – أو غادر طوعًا اعتمادًا على من سيجيب على هذا السؤال -، وقضى سنوات في إدارة شركته الناشئة قبل العودة كمدير تنفيذي في آبل مرة أخرى، ومن الأمثلة الأبرز في الفترة الأخيرة ترافيس كالانيك Travis Kalanick مؤسس شركة أوبر الذي أُجبر على مغادرة منصبه بالشركة عام 2017 بعد سلسلة من الإخفاقات، وكذلك الحال مع مارتن إيبرهارد الشريك المؤسس لشركة تيسلا للسيارات الكهربائية، وغيرهم الكثير.
فيما يلي أبرز 8 قادة في الوسط التقني طردوا من شركتهم التي ساهموا في تأسيسها:
1- ستيف جوبز Steve Jobs ــــ شركة آبل
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
غادر ستيف جوبز الشريك المؤسس لآبل الشركة في عام 1985 بعد صدام مع الرئيس التنفيذي جون سكالي John Sculley – الذي عينه جوبز بنفسه في هذا المنصب عام 1983 – بسبب خلاف حول جهاز آبل ماكنتوش الذي أطلقته الشركة في عام 1984 الذي لم يَصمد في المنافسة أمام حواسيب شركة IBM وقتها، واعتقد سكالي أن جوبز قد يضر بآبل، فبدأ أعضاء مجلس الإدارة يعملون على إبعاده، وساعد في ذلك أن جوبز لم يكن يملك منصبًا رسميًا في الشركة التي شارك في تأسيسها.
غادر جوبز آبل عام 1985 ليؤسس شركة ناشئة تحمل اسم NEXT لإنتاج البرمجيات والمعدات وفي عام 1986 استحوذ جوبز على قسم الرسومات الحاسوبية في شركة لوكاس فيلم Lucasfilm، وأعاد تسميته ليصبح استديوهات بيكسار للرسوم المتحركة Pixar Animation Studios.
بعد مرور 12 عامًا من رحيل جوبز عن شركة آبل، وبالتحديد في عام 1996 تم الإعلان عن استحواذ آبل على شركة NEXT وعودة جوبز للشركة.
بقي جوبز الرئيس التنفيذي لشركة بيكسار والمساهم الأكبر بنسبة 50.1% حتى استحوذت عليها شركة والت ديزني في 5 مايو 2006، وأصبح جوبز أكبر مساهم فردي في ديزني بنسبة 7% كما كان عضوًا في مجلس الإدارة.
ومن المفارقات التي حدثت أن جوبز قام بتنظيم عملية طرد لأحد القادة في آبل بعد أشهر فقط من عودته إلى للشركة، حيث أقنع جوبز مجلس الإدارة بإقالة المدير التنفيذي آنذاك جيل أميليو Gil Amelio، وأصبح جوبز الرئيس التنفيذي لشركة آبل في عام 1997 وظل في هذا المنصب حتى 24 أغسطس 2011 حينما أعلن استقالته من منصب الرئيس التنفيذي وتولي تيم كوك مدير العمليات وقتها هذا المنصب.
2- ترافيس كالانيك Travis Kalanick ــــ شركة أوبر
استقال ترافيس كالانيك المؤسس المشارك لشركة أوبر Uber من منصبه كرئيس تنفيذي في يوليو 2017، بعد شهور طويلة من الفضائح التي عانت منها الشركة.
بدأ عام 2017 بسلسلة طويلة من الإخفاقات ابتداءًا من حملة DeleteUber# التي شهدت حذف 200 ألف شخص للتطبيق من على هواتفهم، مرورًا بتصريح مهندسة سابقة في الشركة تُدعى سوزان فاولر تتهم فيه الشركة بالتمييز بين الجنسين، وأنّها تعرضت للتحرش الجنسي من مديرها المباشر.
وخلال شهر فبراير من عام 2017 دخلت أوبر في قضية قانونية مع شركة جوجل، بسبب مشروع أوبر لتصنيع السيارات ذاتية القيادة، حيث اتهمت جوجل أوبر بسرقة تقنيات شركة Waymo للقيادة الذاتية التابعة لها.
وكانت نتيجة كل هذا مطالبة المستثمرين في أوبر – بقيادة خمسة من كبارهم من بينهم واحدة من أكبر المساهمين في أوبر وهي شركة رأس المال المغامر Benchmark – كالانيك بالاستقالة لأنّ الشركة بحاجة لتغيير قيادي، مما اضطره إلى إعلان استقالته من منصبه.
3- جاك دورسي Jack Dorsey ــــ تويتر
خلال عام 2006 أسس جاك دورسي موقع التدوين المصغر تويتر بالتعاون مع إيفان ويليامز Evan Williams، وبعد عامين قام ويليامز بإقصاء دورسي من منصب المدير التنفيذي.
ولكن دورسي لم يتوقف بعد رحليه من تويتر بل قام في عام 2009 بتأسيس شركة سكوير منصة الدفع عبر الهاتف المحمول، وحاول وقتها مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك توظيف دورسي في فيسبوك بعد أن غادر تويتر ولكنه لم ينجح في ذلك.
ومع ذلك في عام 2015 عاد دورسي إلى تويتر كرئيس تنفيذي مؤقت، ليحل محل ديك كوستولو Dick Costolo – الذي كان يشغل هذا المنصب منذ عام 2010 وحتى عام 2015 – لم يمض وقت طويل وتم حذف مؤقت من اللقب الوظيفي لدورسي واستمر في منصبه حتى الآن.
4- باركر كونراد Parker Conrad ــــ شركة Zenefits
خلال عام 2013 أسس باركر كونراد شركة Zenefits وهي شركة برمجيات سحابية تقدم حلول متكاملة لإدارة الموارد البشرية all in one HR solution بالشركات، ومع ذلك غادر الشركة التي أسسها في أعقاب جدل حول كيفية الترخيص لعملائها.
في عام 2017 قام كونراد بإطلاق شركته الناشئة الجديدة التي تحمل اسم Rippling، والتي تهدف إلى تزويد الشركات بموظفين جدد بطريقة سهلة، ويبلغ صافي ثرواته الآن 900 مليون دولار وفقًا لفوربس.
5- بالمر لوكي Palmer Luckey ــــ Oculus VR
غادر بالمر لوكي – البالغ من العمر 26 عاماً – المُشارك في تأسيس شركة Oculus VR المتخصصة في إنتاج نظارات الواقع الافتراضي والتي استحوذت عليها شركة فيسبوك عام 2014، وقد غادر الشركة بعد فترة قصيرة من اتهامه بأنه مول مجموعة مناهضة لترامب ضد هيلاري كلينتون أثناء الانتخابات الأمريكية.
وفي الآونة الأخيرة أسس لوكي شركة أندوريل Anduril التي تقدم منتجات تعتمد على الذكاء الاصطناعي من أجل المراقبة ويمكن نشرها على الحدود بين البلدان وحول القواعد العسكرية.
6- أندرو ماسون Andrew Mason ــــ Groupon
خلال عام 2013 تم طرد أندرو ماسون Andrew Mason الشريك المؤسس لموقع التجارة الإلكتروني القائم على الخصم Groupon، نما الموقع في وقت قياسي وبلغت قيمته مليار دولار، وتم الإعلان عن طرح شركة Groupon للإكتتاب العام، وبعد فترة قصيرة من الطرح العام الأولي كان النمو محبطًا للمستثمرين، ولذلك لم يمض وقت طويل بعد ذلك وتم طرده من الشركة التي أسسها.
وفي نفس العام الذي تم فيه الإطاحة به قام ماسون بتأسيس شركة جديدة تسمى ديتور Detour، وهي شركة ناشئة تقوم بتطوير برمجيات تحرير الصوت للهواتف الذكية، وقال ماسون خلال شهر ديسمبر من عام 2017 أن الشركة جمعت نحو 11 مليون دولار من مستثمرين لم يكشف عنهم.
7- جيري يانغ Jerry Yang ــــ شركة ياهو
خلال عام 2007 تم تعيين جيري يانغ في منصب الرئيس التنفيذي لشركة ياهو – الشركة التي شارك في تأسيسها في أواخر التسعينات – وبعد عام من تعيينه في هذا المنصب رفض عرض استحواذ مغري من شركة مايكروسوفت.
في يوم 1 فبراير 2008 أعلنت شركة مايكروسوفت عن عرض لشراء ياهو بسعر 31 دولار للسهم الواحد، بزيادة قدرها 62% عن سعر سهم ياهو في ذلك الوقت ورفض يانغ هذا العرض مُعلنًا أنه لن يقبل بأقل من 37 دولار في السهم ورفضت مايكروسوفت الصفقة، مما أدى إلى تراجع سعر الأسهم بشكل كبير جدًا، وتسبب ذلك في ضغط مجلس الإدارة عليه ليغادر، وهكذا فعل.
8- مارتن إبرهارد Martin Eberhard ــــ شركة تيسلا
خلال عام 2007 قال مارتن إبرهارد الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا موتورز إنه تلقى مكالمة هاتفية من إيلون ماسك المستثمر الرئيسي بالشركة، أخبره أن مجلس إدارة الشركة قد اجتمع من دونه وأنه قد تم استبداله بمايكل ماركس Michael Marks أحد المستثمرين الأوائل بالشركة كرئيس تنفيذي مؤقت.
وقال ايبرهارد وقتها “لم يكن هناك نقاش، ولم أستطع سماع ما قالوه، لم أتمكن من الدفاع عن نفسي”، وبعد إدراك أن اجتماع مجلس الإدارة ينتهك اللوائح الداخلية للشركة، طلب أن يكون لديهم اجتماع آخر عبر مكالمة جماعية حتى يتمكن فعليًا من ترك منصبه.
في 8 أغسطس 2007 ، استقال إيبرهارد من منصب الرئيس التنفيذي، وأصبح ماركس الرئيس التنفيذي المؤقت، والآن يستثمر إيبرهارد في العديد من الشركات الناشئة وفقا لحسابه الشخصي على موقع لينكدإن.
أخبار متعلقة :