تُعد شبكات الجيل الخامس 5G أحد أبرز التوجهات التقنية لعام 2019 حيث سيتم إطلاق المرحلة الأولى لها بشكل رسمي خلال هذا العام في بعض المناطق ثم ستصبح متوفرة لجميع المستخدمين خلال عام 2020، ويصفها الكثيرون بأنها التقنية التي ستغير العالم حيث ستصبح فيما بعد بمثل أهمية الكهرباء أو السيارات وستشهد السنوات القادمة تطورات هائلة بسببها في جميع أنحاء العالم.
كما أن دمجها في حياتنا وعملنا سيؤثر على الاقتصاد العالمي وستستفيد منه مجتمعات بأكملها، ويرجع السبب في ذلك إلى أن شبكات الجيل الخامس 5G ستقدم مجموعة كبيرة من التقنيات التي ستعزز ارتباط الأفراد ببعضهم البعض، كما ستسهل وصولهم للمعلومات بسرعات عالية جدًا.
ومن المتصور وفقًا للاتحاد الدولي للاتصالات GSMA أن تدعم شبكات الجيل الخامس سرعة تنزيل تصل إلى 10 جيجابايت، وقد يصل وقت الاستجابة أو الوقت المستغرق في إرسال البيانات إلى 1 ميلي ثانية، وهذا يعتبر أسرع 600 مرة من سرعات 4G التقليدية على الهواتف المحمولة اليوم، وهذه السرعة كافية لتنزيل فيلم بدقة عالية 4K خلال 25 ثانية فقط.
بالنسبة للكثيرين تعني شبكات الجيل الخامس 5G ببساطة اتصالات أسرع من شأنها أن تجعل من الممكن تنزيل مسلسلات تلفزيونية كاملة في دقائق، وممارسة الألعاب بسرعة مذهلة دون انقطاع، ومشاهدة أحداث البث المباشر من الهاتف بجودة أكبر، ولا يمثل الجيل الخامس مجرد تحسين بسيط لتقنية الجيل الرابع 4G LTE، فإلى جانب سرعة التنزيل الأسرع بكثير من سرعة تنزيل الجيل الرابع، ستوفر شبكات الجيل الخامس 5G العديد من المزايا أيضًا مثل:
- تطور أجهزة إنترنت الأشياء حيث ستتمتع بسرعة استجابة عالية
- يمكن استخدام الجيل الخامس في تطوير السيارات ذاتية القيادة عن طريق إمكانية إرسال المعلومات بين السيارات، والمساعدة على تخفيف الازدحام
- يمكن استخدامه في تقنيات الواقع الافتراضي للتحكم بها عن بعد
- مساعدة أنظمة الذكاء الاصطناعي على العمل لاسلكيًا دون الحاجة إلى ربطها بحاسوب مركزي
- قد تعتمد عليها أجيال جديدة من الأجهزة التي لم يتم ابتكارها حتى الآن
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ونظرًا للأهمية التي ستحظى بها شبكات الجيل الخامس 5G في حياتنا، سنستعرض اليوم بعض النقاط التي توضح الفرق بينها وبين الجيل السابق:
في وقت سابق من هذا العام لاحظ بعض عملاء شركة الاتصالات الأمريكية AT & T وجود ظاهرة غريبة بهواتفهم، وهي ظهور رمز “5GE” في الزاوية العلوية اليسرى بشاشة هواتفهم الذكية، ويشير ذلك ظاهريًا إلى أن هواتفهم بدأت تدعم الجيل الخامس 5G، كما أعلنت سامسونج يوم الأربعاء الماضي أنها ستطلق قريبًا هاتفًا متوافقًا مع الجيل الخامس، في حين أن شبكات الجيل الخامس الفعلية ما زالت بعيدة عن متناول المستهلك العادي ومازالت في المراحل الأولى.
اتضح بعد ذلك أن شركة AT & T كانت تفعل ذلك كحيلة تسويقية لإقناع العملاء بأنهم يحققون تقدمًا سريعًا، في حين يعني رمز 5GE الفعلي أن الهاتف يستخدم تقنية 4G LTE المتقدمة، والتي تتوفر على مشغلات أخرى وهي أبطأ من سرعات 5G الحقيقية.
كما أن شركات الاتصالات تخطط أن تطلق على 5G الفعلية اسم 5G + وليس 5GE، وبناء على ذلك بدأت شركة Sprint في مقاضاة شركة AT & T بدعوى أن ذلك يمثل إعلانًا خادعًا للمستخدمين.
على الجانب الأخر من التسمية التي ستكون مخصصة للجيل الخامس وهل ستكون 5G + أم 5GE مازال هناك الكثير من الالتباس حول ما تعنيه الحروف، والخطوط، والرموز الأخرى على هاتفك. ويقول الخبراء أن تفسيرها قد يصبح أكثر تعقيدًا مع طرح 5G خلال السنوات القادمة، ولكن هذا ليس خطأ شركات الاتصالات بالكامل، حيث أنه من الممكن أن تؤثر العديد من العوامل على الإشارة اللاسلكية للهاتف، والتي يصعب نقلها مع بعض الأحرف والرموز في أعلى الشاشة.
الجيل الخامس 5G .. ما الذي تمثله الرموز التي تظهر عند تشغيل الإنترنت على الهاتف؟
تشير رموز مثل 3G و 4G و LTE إلى الأجيال اللاحقة من التقنيات اللاسلكية التي بدأت بعد ظهور شبكات 1G في أواخر السبعينيات. وفي معظم أنحاء العالم يكون الرمزين LTE و 4G مترادفين – أي يشيران إلى نفس مجموعة التقنيات التي ظهرت قبل عقد من الزمن تقريباً – والتي توفر سرعات أسرع بعشر مرات من الجيل الثالث. ولكن في الولايات المتحدة ، يتوافق الجيل الرابع مع تقنية HSPA + ، التي لا تزال من الناحية التقنية ضمن ابتكارات الجيل الثالث.
يقول بريندان غيل Brendan Gill الرئيس التنفيذي لشركة OpenSignal: ” “التمييز بين 4G و LTE هو أمريكي بحت، حيث لا يوجد فرق بينهما في أي بلد آخر”.
تعتبر هذه الاختلافات الإقليمية جزئية، لأنه في حين أن منظمات مثل الاتحاد الدولي للاتصالات ITU ومشروع شراكة الجيل الثالث (3GPP) تساعد في تحديد المعايير، فإنها لا تنظم كيفية استخدام العلامات مثل 4G.
وقد قال فرناندو نيدا Fernando Neda المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الدولي للاتصالات: “بصفتنا منظمة فنية لا يكون للاتحاد الدولي للاتصالات سلطة للتدخل في القضايا الداخلية للدول الأعضاء أو في الأمور التي تخص شركات الاتصالات الخاصة، بما في ذلك طريقة وضع العلامات التي تُشير إلى تقنية الاتصال لأغراض التسويق”. في حين رفضت منظمة مشروع شراكة الجيل الثالث (3GPP) التعليق على هذا الأمر.
تُعد H+ أفضل من شبكة الجيل الثالث القديمة، ولكنها لا تلبي المعيار التقني الحقيقي للجيل الرابع، ولهذا السبب قد تلاحظ سرعات تنزيل أبطأ على شبكة 4G الأمريكية مقارنةً بشبكة LTE. وقد تفشل أيضًا في اكتشاف أي فرق بين شبكة 4G في الولايات المتحدة وما يطلق عليه شبكة الجيل الثالث في الخارج. باختصار يمكن اعتبار H+ كـ 3.5G ، وليس جيلًا جديدًا تمامًا.
تقوم AT & T بشيء مماثل مع خدمة 5GE الخاصة بها، منذ أن تم طرح LTE – هذا هو الجيل الرابع وهو اختصار لـ “Long Term Evolution” – لأول مرة قامت شركات الاتصالات بإضافة عددًا من التحسينات لجعل خدماتها اللاسلكية أسرع وأكثر سلاسة. يستغرق تنزيل التطبيقات ومشاهدة مقاطع الفيديو عالية الدقة وقتًا أقل بكثير مما كان يستغرقه قبل عامين فقط.
ولكن هذا الأمر ينطبق على شركة AT & T أو أي شركة اتصال أخرى، حيث لم يتم بعد إنشاء شبكة تلبي معايير الجيل الخامس التي وافقت عليها المنظمات الفنية، كما أن خدمة 5GE التي تقدمها شركة AT & T لا تستخدم الموجات المليمترية عالية التردد، وهي نطاق الطيف الترددي المصاحب لتقنية 5G.
وبالتالي فإن رمز 5GE يمثل تطورًا لشبكات الجيل الرابع 4G باختصار يمكن اعتباره كـ 4.5G وهو بالتأكيد أفضل من 4G ولكنه ليس الجيل الخامس. وفي الولايات المتحدة يمكنك اعتبار LTE و 5GE هما نفس الشيء.
وبالرغم من إنك تستخدم شبكة LTE السريعة، فقد يعاني هاتفك أحيانًا من بطء الاستجابة، وقد يكون هذا البطء ناتج عن الازدحام في الشبكة، والذي يحدث بسبب وجود عدد كبير جدًا من الهواتف التي تحاول الاتصال في نفس الوقت. ويمكن أن يحدث هذا أثناء التنقل في الصباح أو المساء، أو أثناء حفلة موسيقية أو حدث رياضي حيث يتكدس الكثير من الناس في نفس المنطقة، كما يمكن أيضًا أن تكون هذه المشكلات دائمة بدرجة أكبر إذا كانت التغطية غير كافية في منطقة معينة. وقد يكون هذا هو السبب في أنك دائمًا ما تجد صعوبة في العثور على الخدمة في جزء معين من المدينة.
القوة مقابل الجودة
بالإضافة إلى الشبكة التي تستخدمها، تؤثر قوة الإشارة اللاسلكية وجودتها على الأداء أيضًا، ولكن تشير “الأشرطة” الموجودة في أعلى الزاوية اليسرى من الشاشة إلى قوة الإشارة فقط.
وقد تبين أن الجودة – وتقاس بنسبة الضوضاء في الإشارة signal-to-noise ratio – لها تأثير أكبر على تجربة المستخدم، وهذا هو السبب في أنه يمكن أن يكون لديك أربعة أو خمسة أشرطة ولا تزال تعاني من خدمة ضعيفة مما يدل على أن الإشارة قوية ولكن نسبة الضوضاء noise عالية.
حتى الآن لا يوجد تعريف قياسي لما يمثل قوة الإشارة العالية أو المنخفضة، حيث تقوم كل شركة مصنِّعة للأجهزة بحساب قوة الإشارة بطريقتها الخاصة، والدليل على ذلك أن شركة آبل في عام 2010 اعترفت أنها ارتكبت خطأ في صيغتها لحساب قوة الإشارة على هاتف آيفون 4.
وفي هذا الصدد قال بريندان غيل: “الأمر ليس بسيطًا حيث أن وجود أربعة من خمسة أشرطة على شاشة هاتفك لا يعتبر معيار مطلق يمكنك من خلاله الحكم على قوة الإشارة، وأن هذا لا يعني أنه سيكون لديك القدرة على إجراء مكالمات أسهل”.
الدور الذي تلعبه الأجهزة
يمكن أن يؤثر نوع الهاتف الذي تستخدمه بالإضافة إلى شريحة الهاتف المحمول الموجودة به على جودة الخدمة اللاسلكية.
يقول مايكل ذيلاندر Michael Thelander رئيس مجموعة Signals Research: “هناك اختلافات كبيرة بين الأجهزة، حيث أن أحدث الهواتف الذكية تميل إلى أن تأتي مع هوائيات Antennas وأجهزة مودم أكثر تقدمًا، كما أن بعض الطرازات – التي تدعم العديد من الميزات الخيالية مثل البطاريات ذات الحجم الأكبر والكاميرات الأقوى – تتنازل عندما يتعلق الأمر بأداء الإشارة”.
في الوقت نفسه وجدت شركة OpenSignal – المتخصصة في تقييم شبكات الاتصال – أن أحدث طرازات iPhone تتمتع بسرعة تنزيل أسرع من سابقاتها، ولكن إذا كانت التغطية الممتازة هي الأولوية الرئيسية لديك، فأنت لست بحاجة ضرورية إلى الهاتف الذكي الأكثر تطوراً.
كما وجدت مجموعة Signals Research في اختباراتها أن الهواتف الذكية الأرخص سعرًا في بعض الأحيان تحقق نتائج أفضل.
لذلك في المرة التالية التي تقرر فيها شراء هاتف ذكي جديد، من المهم مقارنة قدرات الاتصال اللاسلكي للطرازات المختلفة، حيث إذا كنت تُفكر في الماضي أن عمر البطارية وجودة الكاميرا هما أهم عاملان في الهاتف فهذا لن يكون شيئًا جيدًا مع شبكات الجيل الخامس في المستقبل، حيث يقول ذيلاندر أنه لاحظ أن أداء الاتصال اللاسلكي غالبًا ما يتم تجاهله في مراجعات الهواتف الذكية والإعلانات”.
المزيد من الارتباك في المستقبل
يقول ذيلاندر: “مع التخطيط لطرح شبكات الجيل الخامس 5G تريد بعض شركات الاتصالات تغيير المعايير الفنية الحالية بحيث يمكن عرض المزيد من المعلومات في الزاوية العليا من الشاشة المخصصة لعرض الرموز مثل 4G أو LTE، وذلك للسماح لشركات الاتصالات بالتمييز بين ما يقولونه عند الترويج، فعلى سبيل المثال عندما يقولون إشارة أكثر قوة وأخرى توفر سرعات تنزيل أعلى قد نرى رموزًا مثل 5GR اختصارًا 5G Reliable أي إشارة قوية، أو 5GF اختصارًا 5G Fast أي سرعات تنزيل أعلى.
هناك عامل إضافي واحد يمكن أن يجعل 5G أكثر إرباكًا للمستهلكين، فمن أجل إدخال التكنولوجيا الجديدة بشكل أسرع ستقوم شركات الاتصالات في الولايات المتحدة بدمج 5G مع البنية التحتية الحالية 4G، وبناء عليه سيكون الخط الفاصل بين LTE واتصال 5G ضبابيًا في بعض الحالات وليس واضحًا، وهنا يقول ذيلاندر: “الأمر لا يقتصر على الجيل الخامس أو الجيل الرابع فقط، بل كلاهما معًا لذلك حتى عندما يصل الجيل التالي من تقنيات الجوّال، ستستمر الرموز على هاتفك في إخفاء القصة الكاملة لما يحدث مع الإشارة”.
أخبار متعلقة :