خبر

أبرز 5 دول تتسابق من أجل التفوق في الذكاء الاصطناعي

شهدت أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي الكثير من التطورات خلال الفترة الأخيرة، وبالرغم من أنه قبل سنوات قليلة فقط كانت هذه التقنية مجرد فكرة نشاهدها في أفلام الخيال العلمي، ولكنها سرعان ما تحولت إلى حقيقة وبدأ استخدامها في العديد من المجالات، كما تشير الكثير من الأبحاث والدراسات إلى أنها ستكون أحد المحاور الرئيسية للثورة الصناعية الرابعة.

وتشير التوجهات الحالية إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون له التأثير الأكبر على الاقتصاد العالمي، فوفقًا لتقرير صادر عن معهد ماكينزي العالمي للأبحاث McKinsey Global Institute سيعزز الذكاء الاصطناعي الاقتصاد العالمي بمقدار 13 تريليون دولار بحلول عام 2030.

والحقيقة أن تطوير الذكاء الاصطناعى هو: مصطلح يشمل الشبكات العصبية، والتعلم الآلي، وتقنيات التعلم العميق. كما سيؤدي إلى تغيير الحياة المدنية والعسكرية بشكل جذري في العقود المقبلة، حيث إن الوتيرة المتسارعة للتطور في هذا المجال ستجبر الدول على إعادة تقييم سياساتها وإستراتيجيتها لتبنيه.

تعتبر ألمانيا واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية من بين أهم الدول التي تناضل من أجل التفوق في هذا المجال، في حين أن أكبر دولتين تخوضان صراعًا جادًا للتفوق في هذا المجال هما: الصين، والولايات المتحدة.

وخلال هذا السباق المستمر للدول للتفوق في هذا المجال، بدأت الدول الكبرى في جميع أنحاء العالم في وضع إستراتيجياتها في مجال الذكاء الاصطناعي؛ لتسريع تطوير التكنولوجيا بشكل عام، وفي العام الماضي كانت هناك دول تسعى للتطوير المستمر، مثل: كندا والصين، والدنمارك، وفنلندا، وفرنسا، والهند، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، والسويد، وتايوان، والإمارات العربية المتحدة.

موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:

هذا العام تركز إستراتيجيات تطوير الذكاء الاصطناعي على مجالات مختلفة مثل: البحث العلمي، وتنمية المواهب والمهارات، والتعليم، وتبني القطاعين العام والخاص للتكنولوجيا، بالإضافة إلى المعايير واللوائح والبيانات، والبنية التحتية الرقمية.

وفيما يلي أبرز 5 دول تتسابق من أجل التفوق في الذكاء الاصطناعي:

1- الولايات المتحدة الأمريكية:

في الولايات المتحدة يحرك العمل البحثي في مجال الذكاء الاصطناعي الأوساط الأكاديمية، والقطاع الخاص، ولا يوجد أي سياسة مركزية للتطوير، بل تتم رعاية بعض المشروعات الفردية من قبل الإدارات العسكرية وشبه العسكرية، بما في ذلك مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة داربا DARPA، و IARPA.

كما لا تملك الحكومة إستراتيجية وطنية لزيادة الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي، أو معالجة العقبات التي تواجه التطوير، في حين أن الصين تجاوزت الولايات المتحدة في هذا الأمر، لذلك سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا بتوقيع مبادرة الذكاء الاصطناعي الأمريكية، والتي تنص على: توجيه الوكالات الفيدرالية للاستثمار أكثر في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، وتبادل البيانات، ونماذج الكمبيوتر مع الباحثين الخارجيين، ووضع معايير تقنية واضحة، وتعزيز تطوير القوى العاملة، وإعطاء الأولوية للتكنولوجيا.

ولتحقيق هذه الأهداف تم تشكيل لجنة مختارة جديدة؛ لتقديم المشورة للحكومة بشأن أعمال البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، وكذلك النظر في الشراكات الرئيسية في المجالات الصناعية، والأوساط الأكاديمية.

قامت وزارة الدفاع حاليًا بتسريع المساعي لتبني الذكاء الاصطناعي، حيث خصصت 75 مليون دولار من خطتها السنوية للإنفاق لتطوير هذه التقنيات، كما أن الوكالات الحكومية الأخرى لديها بالمثل مشاريع كبيرة.

وقد أكد العديد من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي أن أفضل المواهب في الولايات المتحدة موجودة في مؤسسات، مثل: جوجل وأمازون، ومايكروسوفت، وآبل، وغيرهم… وبصرف النظر عما إذا كانت الحكومة أو الشركات الخاصة هي من تمتلك زمام الأمور في تطوير هذه التقنية؛ إلا أنه يوجد الآن الكثير من التمويل لتطوير البحوث والمنتجات في مجالات الذكاء الاصطناعي، وهذا يدل على الرغبة في تسريع التطور، وكلما تحققت المزيد من الإنجازات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي في السوق؛ سيؤدي ذلك إلى ضخ المزيد من الاستثمار في هذا المجال.

2- الصين:

ما يميز الصين عن باقي الدول هو الموارد التي تكرسها بالفعل، والإنجازات التي تم تحقيقها في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد بدأ كل هذا عندما أصدر مجلس الدولة الصيني “خطة تطوير الذكاء الاصطناعي للجيل القادم”. وتحدد الخطة هدف الصين في بناء صناعة الذكاء الاصطناعي المحلية، المعتمدة على الذات في السنوات القليلة المقبلة. حيث ستستثمر الحكومة حوالي 7 مليارات دولار في الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، ويشمل الاستثمار ملياري دولار لحديقة الأبحاث في بكين.

تتوقع الحكومة الصينية ظهور صناعة تتمحور حول الذكاء الاصطناعي بقيمة 150 مليار دولار بحلول عام 2030، تنظمها إستراتيجية وطنية شاملة؛ للتألق كرائد عالمي في هذا المجال، وتقول التقارير: إنه يتم توفير 48% من التمويل للشركات الناشئة الصينية التي تعمل في مشاريع الذكاء الاصطناعي.

تركز الإستراتيجية في البداية على أعمال البحث والتطوير، ثم تلقي الضوء على التصنيع، وتنمية المواهب، والتعليم، واكتساب المهارات، والقواعد التنظيمية، وأمن الذكاء الاصطناعي، ونهج هذه الإستراتيجية واضح تمامًا، ويكمن تحقيقه في ثلاث خطوات هي:

  • دخول الصين في منافسة قوية في صناعة الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2020.
  • تصبح الصين رائدة عالميًا في بعض فروع الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025.
  • تصبح الصين مركز الابتكار الرئيسي للذكاء الاصطناعي في العالم بحلول عام 2030.

بعد الإعلان عن خطة الجيل التالي، قدمت الحكومة خطة عمل مدتها 3 سنوات لرفع مستوى تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ذلك تعمل الحكومة الصينية في شراكة مع شركات التكنولوجيا الوطنية لتسريع أعمال البحث والتطوير.

3- المملكة المتحدة:

أعلنت المملكة المتحدة عن صفقة بين الشركات الخاصة والعامة؛ لتوفير أكثر من 200 مليون دولار للاستثمار في الذكاء الاصطناعي، كما أن الحكومة مستعدة لاستثمار 30 مليون دولار لإنشاء حاضنات لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. حيث قررت شركة Global Brain التابعة لشركة VC استثمار 50 مليون دولار، وتعهدت Chrysalix بضخ مبلغ 100 مليون دولار في المشاريع التي تتمحور حول الذكاء الاصطناعي.

والجدير بالذكر أن الحكومة تخطط للمشاركة الفعالة في توفير الأموال للبحوث الأكاديمية، ودعم 1000 شهادة دكتوراه متخصصة في الذكاء الاصطناعي أيضًا.

على عكس الولايات المتحدة والصين تدعي المملكة المتحدة أنها لا تستطيع الإفراط في الإنفاق، كما تفعل بلدان أخرى، بل ستركز على مجال معين للتخصص، (دعنا نقول: أخلاقيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق فوائد تنافسية). وتركز الحكومة أيضًا على تحسين البنية التحتية الرقمية، ودعم المواهب المتقدمة.

4- الهند:

اتبعت الحكومة الهندية منهجًا استثنائيًا في الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، والتي تشمل مساهمة أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعى في رفع المعايير الاقتصادية والاجتماعية للأمة، حيث طرحت مؤسسة NITI Aayog النهج الشامل المسمى: #AIforAll، والذي يهدف إلى تعزيز جوانب متنوعة من النمو.

وتخطط الهند للاستثمار في الأبحاث وغيرها من قطاعات الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن الاستفادة منها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة.

قدمت مؤسسة الفكر في الهند 30 سياسة تنصح بالاستثمار في البحث العلمي، وتشجيع المهارات والتدريب، وتسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي؛ لتعزيز أخلاقيات العمل، والخصوصية، والأمن.

وبالطبع سيساهم تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير مختلف القطاعات في الهند، بما في ذلك: الرعاية الصحية، والزراعة، والتعليم، والمدن الذكية، والسيارات الذاتية القيادة.

5- روسيا:

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المهنيين بوضع إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي بحلول 15 يونيو 2019. حيث إن الحكومة الروسية مصممة على الاستفادة من إستراتيجيات الذكاء الاصطناعي بحلول صيف عام 2019.

كما أمر الرئيس بتطوير طرق لتحفيز الاستثمار في مشروعات التكنولوجيا الفائقة، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وسيتم أيضًا دعم المشاريع التي تعمل على تطوير تقنيات، مثل: إنترنت الأشياء، والروبوتات، ومعالجة البيانات. وفي السياق نفسه أمرت الحكومة أيضًا بتطوير 15 معهدًا علميًا في روسيا بحلول يناير 2022.

تقوم الإستراتيجية الوطنية لروسيا بموائمة الموارد الحكومية، والعسكرية، والأكاديمية، والخاصة؛ لتعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي في البلاد، فكما هو الحال مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ فإن روسيا تخطط  أيضًا للبحث والتطوير، ودعم معايير الذكاء الاصطناعي، وإنشاء قوة عاملة قادرة على خلق تغيير، وتهدف روسيا إلى استثمار مئات الملايين من الدولارات لإنشاء اقتصاد تكنولوجي رقمي يشمل استثمارات حكومية أكبر.

أخبار متعلقة :