تعاني شركة أمازون من الاستعراضات والتقييمات الوهمية، إذ تم اكتشاف الآلاف من التقييمات المزيفة للمنتجات الأعلى تصنيفًا على موقع أمازون في المملكة المتحدة Amazon UK، والتي ساعدت بدورها على دفع أجهزة من شركات غير معروفة نسبيًا إلى قمة نتائج البحث.
وتأتي هذه النتائج من مجموعة الدفاع عن المستهلك في المملكة المتحدة Which?، والتي عمدت إلى تحليل المئات من المنتجات التقنية في 14 فئة معينة، بما في ذلك سماعات الرأس، وكاميرات القيادة، وأجهزة تعقب اللياقة البدنية، والساعات الذكية.
وتساعد تلك المراجعات الوهمية العلامات التجارية غير المعروفة في السيطرة على عمليات البحث عن العناصر الشائعة، إذ وجد التحقيق في فئة سماعات الرأس أن الصفحة الأولى من القائمة الأعلى تصنيفًا كانت تهيمن عليها علامات تجارية غير معروفة نسبيًا.
وحصلت هذه المنتجات على عشرات الآلاف من المراجعات الإيجابية التي لم يتم التحقق منها، مما يعني أنه لا يوجد دليل على أن الأشخاص الذين ينشرون مراجعات قد اشتروا المنتج على أمازون أو في أي مكان آخر.
ووجد التحقيق أن المئات من المراجعات بتقييم خمس نجوم، والتي لم يتم التحقق منها، كانت تنشر على صفحات المنتج في يوم واحد، كما تضمنت العديد من صفحات المنتجات أيضًا مراجعات إيجابية لمنتجات مختلفة تمامًا.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وأظهرت الصفحة الأولى من نتائج البحث الخاصة بسماعات الرأس، عند فرزها لعرض المنتجات التي تحتوي على أفضل التقييمات أولاً، أن نسبة مئة في المئة من العناصر تم بيعها بواسطة علامات تجارية لم يسمع بها خبراء التقنية.
ونالت ما نسبته 71 في المئة من منتجات الصفحة الأولى من نتائج البحث ضمن فئة سماعات الرأس على تصنيفات خمس نجوم، إلا أن حوالي 90 في المئة من تلك المراجعات لم يتم التحقق منها.
وتلقى أحد منتجات سماعات الرأس من علامة تجارية تدعى Celebrat أكثر من 400 تقييم من فئة الخمس نجوم في نفس اليوم، مع الإشارة إلى أنه ليس لدى العلامة التجارية أي موقع إلكتروني يسمح للجمهور بالاتصال بها.
وأظهرت المنتجات الأخرى، مثل أجهزة تتبع اللياقة البدنية والساعات الذكية، نفس النشاط المشبوه، وقال موقع ReviewMeta المستقل – الذي يفحص المراجعات على موقع أمازون – إنه يعتقد أن كل مراجعة لم يتم التحقق منها بتصنيف خمس نجوم على أعلى عشر سماعات رأس كانت مزيفة.
وقالت شركة أمازون في بيان إنها تستثمر “موارد كبيرة لحماية سلامة المراجعات”، وأنها “ستعلق وتحظر وتتخذ إجراءً قانونياً ضد أولئك الذين ينتهكون سياساتها”، مضيفة أنها تستخدم تقنية التعلم الآلي وفرق من الباحثين لاكتشاف المراجعات غير الموثوقة وحظرها وإزالتها.
ويشير التقرير إلى أن الأمازون لا تبذل ما يكفي من أجل احتواء مشكلة المراجعات المزيفة، ورفعت لجنة التجارة الفيدرالية في الآونة الأخيرة دعوى ضد شركة مكملات لإنقاص الوزن في الولايات المتحدة كانت تستخدم إعلانات أمازون وهمية.
وتفرض أمازون عقوبات قاسية على أولئك الذين تشتبه بأنهم يدفعون أو ينشرون تقييمات مزيفة للمنتجات، لكن نظام الشركة كان عرضة لإساءة الاستخدام في الماضي من قبل البائعين الذين دفعوا مقابل نشر مراجعات وهمية على منتجات منافسهم ثم يبلغون عنها لحظرهم من الخدمة.
ويعتمد ما يصل إلى 97 في المئة من المتسوقين على المراجعات عبر الإنترنت للمساعدة في إجراء عملية شراء، وذلك وفقًا للأبحاث التي أجرتها مجموعة Which? في شهر سبتمبر من العام الماضي.
بينما تقدر هيئة المنافسة والأسواق البريطانية أن 23 مليار جنيه إسترليني (30 مليار دولار) من إنفاق المستهلكين في المملكة المتحدة يتأثر بالمراجعات عبر الإنترنت كل عام.
وتتمتع المراجعات عبر الإنترنت بالقدرة على زيادة معدلات الشراء بنسبة تصل إلى 380 في المئة، وذلك وفقًا لدراسة حول سلوك المستهلك الأمريكي أجراها مركز أبحاث شبيغل بجامعة نورث وسترن.
أخبار متعلقة :