تتخلى البنوك الأمريكية والأوروبية عن عملة فيسبوك الرقمية المسماة ليبرا (Libra) خوفًا من استعداء المنظمين والإضرار بمشاريعهم للعملات الرقمية، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز (Financial Times).
وكان هناك صمت من قبل البنوك بشأن مشروع فيسبوك الذي يهدد بتحطيم دورهم كحراس للنظام المالي العالمي.
وقال شخص مطلع على نهج مشروع أحد أكبر البنوك في العالم: ما زلنا نتعلم ما هو هذا المشروع ونحاول أن نحدد المكان الذي نقف فيه؛ هل نحن خصم أم شريك أم علينا تجاهله.
وواجهت فيسبوك انتقادات حول طريقة تعاملها مع المشروع حتى الآن، إذ لم يكن هناك أي بنك على القائمة الأولية لاتحاد ليبرا، الذي يشرف على العملة.
وذلك بالرغم من أن ديفيد ماركوس David Marcus، الذي يقود المشروع قال: أنا أرفض تمامًا حقيقة أننا تواصلنا مع البنوك والبنوك رفضت.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ويختلف كبار المسؤولين التنفيذيين في البنوك مع هذا الطرح قائلين: سيكون هناك عقبات كبيرة أمام المشاركة في المستقبل، إما كأعضاء نشطين في اتحاد ليبرا أو عن طريق مساعدة الناس على تحويل الأموال التقليدية إلى عملة ليبرا.
وقال مايك كوربات Mike Corbat، رئيس شركة الخدمات المصرفية الاستثمارية سيتي جروب Citigroup: بالرغم من أنني كنت واثقًا بالعملات المشفرة وتكنولوجيا البلوك تشين، إلا أن قدرة سيتي جروب على المشاركة مقيدة.
وأضاف “التحدي المتمثل في العملات المشفرة هو الغموض فيما يتعلق بمصادر الأموال”، في إشارة إلى معايير مكافحة غسل الأموال التي تتمسك بها البنوك.
وتمضي العديد من البنوك في تنفيذ مشاريع لتسريع المدفوعات، والتي قال البعض: إنها ستتجاوز مبادرة ليبرا، إذ تعمل ماستركارد، وهي جزء من مشروع ليبرا، مع ستة من بنوك الشمال الأوروبي على بناء نظام للمدفوعات يسمح بالتحويلات في الوقت الفعلي، ويُستخدم عبر عملات متعددة في بلدان متعددة.
وتقدم Clearing House، وهي شركة مدفوعات يدعمها ائتلاف مكون من 25 بنكًا كبيرًا، بما في ذلك ج. ب. مورجان تشيس؛ وبنك أوف أمريكا؛ وسيتي جروب، في الولايات المتحدة مدفوعات محلية في الوقت الفعلي عبر شبكة أُطلقت في عام 2017، مرتبطة بنصف حسابات الودائع في البلاد.
وأعلن في شهر يونيو 13 من أكبر البنوك في العالم، بما في ذلك مجموعة لويدز المصرفية؛ و UBS؛ و MUFG، عن خطط لإطلاق عملتهم الرقمية لاستخدامها في الأعمال المصرفية.
وقال رئيس قسم الابتكار في بنك أمريكي: إن الصناعة بحاجة إلى فهم الكثير، بما في ذلك الغرض من عملة ليبرا، والبيئة التنظيمية والأسس التقنية للنظام قبل أن يتمكنوا من الالتزام بالمشروع، موضحًا أن هناك قدرًا كبيرًا من الشكوك.
ووفقًا لأحد المسؤولين التنفيذيين، فإن فيسبوك أساءت التعامل مع اللوائح التنظيمية من خلال الإعلان عن خططها دون إخبار المنظمين في البداية.
وأوضح أنه عندما قرر بنك ج. ب. مورجان تشيس وضع خطط لعملة رقمية محدودة للغاية بالمقارنة مع ليبرا، فإن البنك أجرى محادثات مكثفة مع المنظمين قبل طرحها على الجمهور، وطلب منهم إرشادات غير رسمية بشأن ما يمكن أن يكون مقبولاً بالنسبة للمنظمين.
ووفقًا للصحيفة فإن المشكلة أكبر من ذلك بالنسبة لبعض البنوك، إذ قد تُشكل ليبرا منافسًا لميزة البنوك الأساسية المتمثلة بالقدرة على نقل أموال العملاء في جميع أنحاء العالم، وسيكون من غير المعتاد أن تنافس البنوك نفسها.
أخبار متعلقة :