تركز دعوى مكافحة الاحتكار التي رفعتها وزارة العدل ضد شركة جوجل على الصفقات التي وقعتها عملاقة البحث مع شركة آبل وغيرها من الشركات لكي تكون محرك البحث الافتراضي عبر الأجهزة المحمولة ومتصفحات الويب.
واستطاعت جوجل تغطية 36 في المئة من استعلامات البحث في الولايات المتحدة من خلال كونها محرك البحث الافتراضي في متصفح سفاري لأجهزة آيفون وآيباد.
ووقعت الشركة أكبر صفقات البحث الافتراضية هذه مع شركة آبل، وشكلت أجهزة آبل ما يقرب من نصف حركة بحث جوجل في عام 2019.
وتستشهد وزارة العدل بتقديرات عامة تقول: إن جوجل تدفع لآبل ما بين 8 مليارات دولار و 12 مليار دولار سنويًا لتكون محرك البحث الافتراضي عبر منتجات آبل.
وتضيف آبل مدفوعات جوجل إلى نتائج أعمال خدماتها، التي بلغت مبيعاتها 46.2 مليار دولار في السنة المالية 2019، وهو ما يمثل 17.7 في المئة من إجمالي إيرادات الشركة.
ووعدت آبل في عام 2017 بمضاعفة إيرادات الخدمات بحلول عام 2020، وقد أوفت بهذا الوعد، وساهمت أعمال الخدمات في زيادة قيمة الشركة السوقية، التي تجاوزت 2 تريليون دولار هذا العام.
وعندما تناقش آبل أعمال خدماتها، فإنها تركز على الاشتراكات التي تبيعها مباشرة للمستهلكين، مثل: (Apple Music) و (+Apple TV) و (iCloud)، لكن الدعوى القضائية تسلط الضوء على أن الخدمات عبارة عن بند شامل.
وتشمل إيرادات الخدمات مبيعات (iTunes) وخدمات البث، كما أنها تشمل أيضًا الإيرادات من توزيع التطبيقات وعمليات الشراء داخل التطبيق عبر (App Store)، وضمانات (AppleCare) والتراخيص، التي تتمحور حول مدفوعات جوجل.
وبافتراض أن تقييم وزارة العدل لمدفوعات جوجل دقيق، فقد شكلت مدفوعات جوجل ما بين 17 و 26 في المئة من عائدات خدمات الشركة المصنعة لهواتف آيفون.
وبعبارة أخرى، فإن خدمات آبل – التي تمثل مستقبل الشركة – تعتمد إلى حد كبير على مدفوعات جوجل.
وقال المحللون: نقدر أن مدفوعات جوجل قد ساهمت في نمو خدمات آبل بشكل عام أكثر مما يقدره العديد من المستثمرين.
ويشعر بعض المحللين بالقلق من أن قضية مكافحة الاحتكار ضد جوجل قد تؤدي إلى تغييرات من شأنها أن تجعل خدمات الشركة المصنعة لهواتف آيفون تصبح أقل ربحية.