أدى الاضطراب الحاصل في منصة تويتر، التي أعلنت عن قيود جديدة على عدد المنشورات التي يمكن للمستخدمين رؤيتها، إلى زيادة النشاط على (ماستودون) Mastodon، المنافسة الألمانية التي تفتخر بهيكلها اللامركزي الذي يحركه المستخدم.
وكتب (يوجين روشكو)، مبتكر ماستودون ومديرها التنفيذي، على المنصة اليوم الاثنين: «يبدو أن قاعدة المستخدمين النشطين في ماستودون قد زادت بمقدار 110 آلاف خلال اليوم الماضي».
وأعلن مالك تويتر (إيلون ماسك) أول أمس السبت عن قيود جديدة على عدد المنشورات التي يمكن للحسابات قراءتها في يوم واحد.
وقبل ذلك، قررت تويتر مطالبة المستخدمين بامتلاك حساب في منصة التواصل الاجتماعي لرؤية التغريدات، وهي خطوة وصفها ماسك يوم الجمعة بأنها «إجراء طارئ ومؤقت».
وسيُطلب من المستخدمين الذين يحاولون عرض المحتوى على المنصة التسجيل لإنشاء حساب أو تسجيل الدخول إلى حساب موجود لمشاهدة التغريدات المفضلة لديهم.
وأعرب ماسك سابقًا عن استيائه من شركات الذكاء الاصطناعي، مثل: (أوبن أي آي) OpenAI وغيرها من الشركات التي تستخدم بيانات تويتر لتدريب نماذجها اللغوية الكبيرة.
وبعد استحواذ ماسك على تويتر في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، واجهت شركة التواصل الاجتماعي أشهرًا من الفوضى، أدت إلى هروب المعلنين، فضلًا عن المستخدمين العاديين، الأمر الذي أدى إلى ظهور بدائل، مثل: شبكة ماستودون.
وتجاوزت ماستودون، الشبكة الاجتماعية اللامركزية التي يرى فيها كثيرون أنها البديل الأمثل لشبكة تويتر، مليون مستخدم نشط شهريًا، وذلك بعد أيام قليلة من استحواذ ماسك على تويتر.
وتقدم ماستودون تجربة شبيهة إلى حد كبير بتويتر، مع ميزات، مثل: الوسوم، والردود، ووضع إشارة مرجعية، وميزة التعزيز الشبيهة بميزة إعادة التغريد على تويتر.
ولكن على عكس تويتر، فإن الشبكة خالية من الإعلانات، وتُوزّع عبر آلاف الخوادم المنظمة حسب الاهتمامات والمناطق الجغرافية، ويديرها إلى حد كبير متطوعون ينضمون إلى أنظمتهم الفردية معًا في اتحاد.
وعندما يسجل مستخدمو ماستودون الدخول، ويختارون خادمًا عبر الويب أو الأجهزة المحمولة، يمكن لهم تبادل المنشورات والروابط مع الآخرين على الخادم الخاص بهم، وكذلك مع المستخدمين على خوادم أخرى عبر الشبكة.
ويمكن لكل خادم أن يختار تقييد أنواع المحتوى غير المرغوب فيها أو تصفيتها، مثل: المضايقات، والعنف غير المبرر، بينما يمكن للمستخدمين على أي خادم حظر الآخرين وإبلاغ المسؤولين عنهم.
يُشار إلى أن شركة ماستودون، التي تأسست عام 2016 وتتخذ من ألمانيا مقرًا لها، لا تخضع لأي كيان مركزي. وهي مدعومة من خلال التمويل الجماعي ومنحة صغيرة من المفوضية الأوروبية.
ولا يمكن لأي مالك خادم فرض إرادته أو إغلاق الشبكة، ولكن يمكن لمالكي الخوادم قطع العلاقات بسهولة مع أي خادم يتبنى السياسات التي يرون أنها متطرفة للغاية.
ويُعتقد أنه للتصميم اللامركزي فائدة إضافية تتمثل في تقليل تكلفة النفقات العامة، وجعل حصول أي فرد أو كيان واحد على الشبكة مستحيلًا.