حققت ثلاث فرق بحثية حديثًا تقدمًا علميًا كبيرًا سيغير حياة العديد من الأشخاص المصابين بالشلل وغير القادرين على الكلام، إذ تمكنوا من تحويل الإشارات الكهربائية في الدماغ إلى كلام بالاستعانة بتقنية الذكاء الاصطناعي.
وقامت الفرق البحثية الثلاث بتحويل البيانات من الأقطاب الكهربائية التي وضعت جراحيًا في الدماغ إلى كلام واضح ومفهوم في معظمه، وذلك بعد تحويلها إلى كلام عن طريق الحاسوب.
وباستخدام النماذج الحسابية المعروفة باسم الشبكات العصبية، أعاد الباحثون بناء الكلمات والجمل التي كانت، في بعض الحالات، واضحة للمستمعين من البشر.
وذكرت مجلة “ساينس ماجازين” Science Magazine أن أيًا من الجهود التي قام بها الباحثون لم تتمكن من إعادة خلق الكلام الذي تخيله الناس فقط. وبدلاً من ذلك، راقب الباحثون أجزاءً من الدماغ بينما كان الناس يقرؤون بصوت عالٍ، أو يتحدثون بصمت، أو يستمعون إلى التسجيلات.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
يُشار إلى أن الأشخاص الذين فقدوا القدرة على الكلام بعد سكتة أو مرض يمكنهم حاليًا استخدام أعينهم أو القيام بحركات صغيرة أخرى للتحكم في المؤشر أو اختيار الحروف التي تظهر على الشاشة. ومن أولئك، عالم الفيزياء، ستيفن هوكينج، الذي أمضى السنوات الثلاثين الأخيرة من حياته عاجزًا عن الكلام، وقد تمكن من التواصل مع العالم من خلال حاسوب مساعد.
ولكن يُعتقد الآن أنه لو كان بإمكان واجهة حاسوبية مع الدماغ إعادة إنشاء خطابهم مباشرة، فقد يستعيدون بذلك القدرة على التحكم في النبرة وتغيير مقام الصوت.
ويعمل أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة كولومبيا، الدكتور نيما مسغراني، على تسجيل النبضات العصبية والإشارات الكهربائية للدماغ باستخدام شرائح كهربائية مزروعة في الدماغ ثم يرسلها إلى جهاز حاسوب من أجل ترجمتها. وتكمن الخطوة الأولى في معرفة كيف يبدو النشاط الكهربائي لأدمغة البشر حين قول كلمات معينة.
هذا، وتتباين كيفية ترجمة هذه الإشارات إلى كلام مسموع من شخص لآخر، لذلك يجب “تدريب” نماذج الحاسوب على كل فرد. وللحصول على أفضل نموذج مع بيانات دقيقة للغاية، فإن الأمر يتطلب فتح الجمجمة.
يُشار إلى أن شركة فيسبوك كانت قد كشفت في وقت سابق عن مساعيها إلى تطوير آلية لتحويل الأفكار إلى نص مكتوب، ولكن وفقًا للباحثين، فإن الأمر لا يزال يحتاج إلى الكثير من العمل.