أرادت شركة آبل في الأصل استخدام رقاقات مودم 4G LTE من كوالكوم في أحدث هواتف آيفون الجديدة، إلا أن صانع الرقاقات رفض بيعها، مما أجبرها على استخدام رقاقات مودم 4G LTE الأبطأ من إنتل بدلاً من ذلك، وذلك بحسب ما قال جيف وليامز Jeff Williams، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة آبل، يوم أمس الاثنين في شهادته أمام المحكمة بشأن الدعوى المرفوعة من قبل لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، والتي كشف خلالها عن بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام.
ويبدو من الصعب تخيل شركة آبل كضحية لحملة ابتزاز تبلغ قيمتها مليار دولار، وذلك بالنظر إلى أن قيمتها السوقية أعلى بعشرة أضعاف من القيمة السوقية لشركة كوالكوم، لكن أحدث التطورات في دعوى مكافحة الاحتكار التابعة للجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية ضد شركة كوالكوم تثير تساؤلات حول تكتيكات التفاوض لدى الشركتين.
وكانت آبل وكوالكوم قد دخلتا في معارك قضائية مستمرة منذ قيام الشركة المصنعة لهواتف آيفون برفع دعوى قضائية ضد شركة كوالكوم بسبب رسوم التراخيص متهمة إياها بالاحتكار، لترد الشركة المصنعة للرقاقات بشن حرب كبيرة ضد آبل في أجزاء مختلفة من العالم، حيث حصلت كوالكوم على حكم قضائي بمنع بيع هواتف آيفون القديمة في ألمانيا، وحاولت أيضًا حظر بيع أحدث هواتف آيفون في الصين، وهي أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، والتي تعاني آبل من تراجع مبيعاتها ضمنها.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
واستخدمت آبل في السابق رقاقات مودم 4G LTE من إنتل وكوالكوم على بعض أجهزة آيفون القديمة مثل iPhone 7 و iPhone 7 Plus، لكنها اعتمدت في الغالب على كوالكوم لرقاقات مودم الأجهزة القديمة، ومن الواضح أن صفقة عام 2011 بين آبل وكوالكوم، والتي منحت فيها كوالكوم آبل حسمًا على الرقاقات والتراخيص يبدأ في عام 2011 طالما ظلت كوالكوم المورد الوحيد لرقاقات المودم لهواتف آيفون، قد توقفت بمجرد أن بدأت آبل بالشكوى من رسوم تراخيص شركة كوالكوم غير العادلة.
وتشكل سياسية كوالكوم القائلة “لا ترخيص، لا رقاقات” واحدة من القضايا الرئيسية، وهي السياسة التي تستخدم من خلالها كوالكوم براءات الاختراع الخلوية لزيادة قوتها ونفوذها عند التفاوض مع آبل، وقال ويليامز: “كنا نعمل من أجل ذلك مع شركة كوالكوم، لكن في النهاية لم يدعمونا أو يبيعونا رقاقات”، وكشف ويليامز أيضًا أن آبل تدفع 7.50 دولار إلى كوالكوم مقابل تقنياتها في كل هاتف آيفون، وهو رقم مرتفع للغاية مقابل رسوم الامتياز.
وتفاوضت آبل في عام 2011 على صفقة مع شركة كوالكوم لشراء أجهزة مودم CDMA، والتي بموجبها طالبت كوالكوم بنسبة مئوية من مبيعات كل هاتف آيفون، وسعت آبل إلى دفع 1.50 دولار فقط لكل هاتف، لكنها دفعت في النهاية 7.50 دولار لكل هاتف، بالإضافة إلى منح شركة كوالكوم حقوق حصرية فيما يتعلق برقاقات النطاق الأساسي، والتي تدير جميع الوظائف التي تتطلب هوائيًا، والموافقة على معارضة المعيار اللاسلكي WiMax.
وقد تؤدي الحرب بين الشركتين إلى تراجع مبيعات هواتف آيفون في سوق الهواتف الذكية، ويعتقد أن المنافسين الرئيسيين لشركة آبل مثل شركة سامسونج وغيرها من الشركات المصنعة لهواتف أندرويد أنهم سوف يطلقون هواتف داعمة لشبكات الجيل الخامس مزودة برقاقات مودم 5G من كوالكوم في وقت لاحق من هذا العام، وفي حال استمرت شركة كوالكوم في رفض العمل مع شركة آبل، فلن يكون لدى الأخيرة أي خيار آخر سوى استخدام رقاقات إنتل الداعمة لشبكات الجيل الخامس، والتي لن ترى النور حتى عام 2020.