هل تساءلت يومًا كيف يبدو أن بعض خبراء التسويق يتمتعون بقدرات سحرية تجعلهم يحققون مبيعات هائلة بينما أنت لا تحصل على فرصة واحدة إلا بشق الأنفس؟ قد يخطر في بالك أن لهؤلاء ميزة ما تجعلهم قادرين على إقناع العملاء المحتملين بشراء ما يبيعونه وبأي ثمن.
الأمر يشبه أن يكون لديهم حل لكل حاجة يحتاجها العميل، مما يجعل الناس يتدفقون على أعمالهم، سواء كان ذلك في وضع عدم الاتصال أو عبر الإنترنت. ولكن كيف يفعل هؤلاء المسوقون الناجحون ذلك، وماذا يمكن أن تتعلم منه؟ حسنًا، الأمر كله يتعلق بأن المسوقين غير العاديين هؤلاء يعلمون كيفية دمج علم النفس في حملاتهم التسويقية.
إنهم يعرفون بالضبط كيفية الوصول إلى عقل العملاء المستهدفين. ونتيجة لذلك، يقومون بإنشاء محتوى وتقديم حلول لا يمكن لعملائهم مقاومتها. فمن المعروف أن لعلم النفس دورًا كبيرًا في التسويق. ووفقًا لجامعة ماريفيل، فهناك طلب متزايد على العاملين ذوي الخلفية النفسية في مجالات مثل أبحاث السوق، واستطلاعات الرأي، والموارد البشرية، إلى جانب خيارات مهنية أخرى.
وهنا سنسلط الضوء على عدة طرق يمكنك من خلالها استخدام علم النفس لدفع جهود التسويق إلى الأمام. تابع القراءة لتتعرف على كيفية تلبية الاحتياجات العاطفية والنفسية لعملائك المستقبليين، وتركهم يتوقون لمنتجاتك.
اخلق علاقة إيجابية مع عميلك المحتمل
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
نحن كبشر نحب تشكيل حزم أو مجموعات. نحن نميل أيضًا إلى رؤية ومعالجة الأرواح اللطيفة بشكل أكثر إيجابية، وهي ظاهرة تعرف بالمحسوبية داخل المجموعة. وفي التسويق، يمكنك استخدام هذه الظاهرة في صالحك. يبدأ كل شيء بتقسيم جمهورك في مجموعات أصغر وأكثر تركيزًا. بعد ذلك، أنشئ محتوى ونداءات ذات صلة خاصة بكل مجموعة.
وهذا أحد الأسباب التي تجعل الشهادات جزءًا شائعًا من مواد التسويق. إنها تُظهر للعملاء المحتملين أن هناك مستخدمين آخرين مثلهم وجدوا الحل الذي يبحثون عنه في منتجاتك وخدماتك. فمن تسخير علم النفس في العمل أن تبذل قصارى جهدك في التواصل مع العملاء على مستوى شخصي وكن قريبًا جدًا من قلوبهم من خلال إقناعهم بأن الناس القريبين منهم يحبون منتجك، وبالتالي فسيكون إقناعهم بذلك أسهل بكثير.
تقنية “خطوة داخل البيت”
تظهر الدراسات النفسية أن الأشخاص يكونون أكثر رغبة في الموافقة على طلبات أكبر، إذا وافقوا مسبقًا على طلب أصغر. ويمكنك تجريب هذه الحيلة النفسية على أصدقائك. لنفترض أنك تريد اقتراض 500 دولار من صديقك، ولكن قد يكون هذا المبلغ كبيرًا جدًا يجعل صديقك يرفض. ولكن إن سألته 100 دولار في البداية، ثم بعد يومين طلب القسم الآخر من المبلغ فإن ذلك سيكون أسهل.
وفي التسويق، يمكنك بدلًا من إرسال العروض التسويقية إلى العملاء المحتملين، طلب عناوين البريد الإلكتروني الخاصة بهم، فبعد موافقتهم على الطلبات الصغيرة من عنوان البريد الإلكتروني يمكنك تدريجيًا تكبير طلبك.
استمل العواطف
إن تمكنت من استمالة عواطف عميلك المحتمل، فإنك بذلك ستشعل لديه الرغبة في تنفيذ ما تريد. لذا فإنه في كل مرحلة من حملات التسويق الخاصة بك، حاول استمالة العواطف، وذلك من خلال معرفة ما يحبه العميل في منتجك والتركيز على ما يفيده، بدلًا من تعداد مزايا المنتج.
اجعل فوائد المنتج بارزة عبر حملة التسويق الخاصة بك. وهذا يوضح للمستخدم أنك تفهم ما يحتاجه، ولديك الحلول التي يحتاجها فقط. وبما أننا نتحدث عن العواطف، فإن حيلة نفسية أخرى تُستخدم في التسويق تنطوي على إدخال الخوف وعدم اليقين واليأس. نعم، إن استحضار هذه الأنواع من العواطف في آفاقك أمر مشروع، وهي أداة شائعة يستخدمها العديد من السياسيين لتحقيق نجاح كبير.
وفي التسويق، يمكنك إدخال الخوف وعدم اليقين من خلال إقناع العميل المحتمل بأن اختيار أي منتج بديل سيسبب الفوضى في حياته.
استخدم محتوى مرئيًا مذهلًا
إن استخدام محتوى الوسائط المتعددة الجذاب لن يقاومه أي عميل. سواء أحببت ذلك أم لا، سيحكم الناس على عملك اعتمادًا على جودة المواد التسويقية التي تستخدمها. وعمليًا، اجعل استخدام الكثير من الصور عالية الجودة على موقعك الإلكتروني، ومنشورات المدونات، والبريد الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي، والإعلانات والكتيبات عادة من عاداتك.
لا تجعل عميلك المحتمل يصاب بالملل من كثرة المحتوى النصي، اجمع بين الصورة والفيديو والرسوم البيانات إلى جانب محتوى الوسائط المتعددة الآخر لإضفاء لمسة جمالية إلى أعمالك. وإن كنت تستخدم محتوى صوتيًا، فاحرص على خلق قصة جذابة ومختصرة تربط عميلك المحتمل بعملك.
كافئ عملاءك
من أجمل ما قيل في الكرم، هو شعر الإمام الشافعي، رحمه الله، الذي قال: “وكن رجلًا على الأهوال جلدًا، وشيمتك السماحة والسخاء … يغطى بالسماحة كل عيب، وكم عيب يغطيه السخاء”. والكرم من الصفات التي يجب أن تتحلى بها في التعامل مع عملائك، فأن تكافئ عميلك بشيء يحبه ولو كان بسيطًا، يجعلك أقرب إلى قلوبهم ويغطي بعض التقصير في التعامل بينكما.
ومن الأمور التي فطر الله الناس عليها هو حب الأشياء المجانية. لذا ترى الكثير من الشركات وحتى قنوات يوتيوب تقوم بين الحين والآخر بما يُسمى “هبات” Giveaways، التي تحافظ على العملاء الحاليين وقد تجذب عملاء جددًا.
الخلاصة
يسير علم النفس والتسويق جنبًا إلى جنب في العالمين الحقيقي وعلى الإنترنت. ومن خلال وضع جمهورك المستهدف في الاعتبار، يمكنك صياغة المحتوى والحلول التي لا يمكنهم تجاوزها. من الآن فصاعدًا، اسعَ لدمج علم النفس في حملاتك التسويقية، بدءًا من أبحاث السوق وإنشاء المنتجات وحتى الترويج وما بعد ذلك.