تتصدر جمهورية أستونيا، الدولة الأوروبية الصغيرة التي يقل عدد سكانها عن 1.5 مليون نسمة، والتي تشارك كضيف شرف في القمة العالمية للحكومات، دول أوروبا والعالم في مجال التحول الرقمي والخدمات الحكومية الذكية، وتشكل مركزًا عالميًا لقطاعات وشركات التقنية.
وتسعى أستونيا التي تشارك بوفد رسمي رفيع المستوى في إطار مشاركتها بين ضيوف شرف القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة، إلى تحويل كافة الخدمات الحكومية إلى خدمات إلكترونية، وتُعد من الدول التي وضعت التقنية الرقمية في صلب حكومتها، حيث أطلقت عام 2015 استراتيجية واسعة النطاق لمواءمة القوانين الأوروبية مع الفضاء الرقمي والمساعدة على تحويل القارة إلى رائدة في مجال تقنية الاتصالات.
وتعد أستونيا الدولة الأولى في العالم التي نظمت تصويتًا عبر الإنترنت في انتخابات وطنية، لا يستغرق أكثر من 3 دقائق ويمكن مواطنيها من التصويت من أي مكان في العالم. كما تطبق الدولة الأوروبية الصاعدة سياسة التعليم الذكي، بتعزيز دور التقنية الحديثة في التعليم، وتسعى إلى رقمنة كافة المناهج الدراسية بحلول عام 2020.
وتشارك أستونيا في القمة العالمية للحكومات هذا العام ضيف شرف، ويرأس وفدها رفيع المستوى معالي رئيس الوزراء جوري راتاس. ويعد الوفد الأستوني من أكبر الوفود المُشاركة ويضم وزراء ومستشارين وممثلين للقطاعين الحكومي والخاص.
وحظيت مشاركة أستونيا في الدورات السابقة للقمة العالمية للحكومات بصدى كبير، حيث فاز تطبيق “إيستي إنرجيا” بجائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول في قطاع البيئة في الدورة الخامسة للقمة العالمية للحكومات.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وتتميز تجربة أستونيا بأنها بدأت بتشخيص التحديات التي تمثلت في صعوبة توفير الخدمات لمواطنيها الذين ينتشرون في مجتمعات سكنية متباعدة على مساحة كبيرة من الأراضي، حيث لم يكن خيارًا واقعيًا افتتاح مكاتب خدمات حكومية في كل قرية، ما دفع القطاعين الخاص والحكومي للعمل لتطوير حلول رقمية وخدمات إلكترونية مبتكرة، واعتماد نهج شراكة ثنائية لتوفير الخدمات.
وتبنت الحكومة الأستونية عام 2015 نهج “الحكومة كخدمة”، حيث أطلقت متجر تطبيقات تديره الدولة، أعاد صياغة آليات تفاعل الحكومات في أنحاء العالم مع مواطنيها، وأطلقت مبادرة “إي أستونيا” أي (أستونيا الرقمية)، والتي تعد نموذجًا يحتذى عالميًا.
ووسعت أستونيا الخدمات الحكومية الرقمية إلى ما وراء حدودها الجغرافية، ووفرت بدائل مبتكرة لتسهيل حصول الكثيرين على الخدمات الرقمية والمالية، حيث أطلقت برنامج الهوية الرقمية للأفراد في مناطق عدة حول العالم، بصرف النظر عن جنسياتهم، ما نتج عنه إنشاء برنامج الإقامة الإلكترونية الأستونية، الذي مكنت المتعاملين حول العالم من تأسيس شركة وفتح حساب مصرفي في أستونيا عبر الإنترنت خلال يوم واحد.