تستضيف دبي خلال شهر آذار/مارس المقبل مؤتمرًا رائدًا، هو الوحيد من نوعه في المنطقة، يبحث في حلول الإنارة الذكية -والمدفوعة بدخول إنترنت الأشياء في قطاع الإنارة- وكيف تجد هذه الحلول طريقها إلى الإمارات مع مساعي الدولة المستمرة لتطوير المدن الذكية.
ويأتي المؤتمر الذي يستمر ليوم واحد ضمن فعاليات البرنامج المعرفي الغني في معرض الشرق الأوسط للكهرباء، أكبر منصة تجارية سنوية في العالم لقطاع الطاقة، ويركز هذا المؤتمر على إنترنت الأشياء في مجال الإنارة.
وتنطلق أعمال المؤتمر يوم الثلاثاء 5 آذار/مارس في أول أيام المعرض في مركز دبي التجاري العالمي بحضور خبراء من الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وأوروبا والهند والولايات المتحدة الأمريكية، وسيتباحث الخبراء في التطورات المحتملة من جراء تسخير تقنية إنترنت الأشياء في قطاع الإنارة وإمكانيتها على تغيير نمط الحياة.
وتبرز الإنارة الطرقية الذكية كواحدة من محاور الحديث الرئيسية مع توقّع المتحدثين لتأثيراتها على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع تطور دور الإنارة لتتجاوز مجرد توفير الضوء للطرقات لتحقق أيضًا مزايا اجتماعية وبيئية وتشغيلية واقتصادية.
وقبيل الفعالية تحدّث سكوت فينيللي، مدير النقل لدى شركة “سولوشنز موبيليتي كونسالتانتس” الاستشارية التي تتخذ من الإمارات مقرًا لها، موضحًا أن الفائدة بالنسبة لدولة الإمارات ستكون متعددة الأوجه.
وأوضح قائلًا: “يمكن للمزيد من التحسينات على حلول الإنارة الطرقية الذكية القائمة حاليًا، والتي تعتبر بحد ذاتها حلولًا مبتكرة، أن تساهم في تطوير مدن ذكية بكل معنى الكلمة. من شأن هذه الحلول أن تحسّن بيئة واستدامة المدن مع تزويد قيمة مضافة للسكان وتخفيف التكاليف المتعلقة بالصيانة بالنسبة للعديد من الجهات والمطورين”.
وأضاف فينيللي بأن الإنارة الطرقية الذكية ستشكّل أساسًا مثاليًا لجمع بيانات حيوية حول حركة المرور والتلوث والحالة الجوية وحركة الناس في المدينة. وبالنظر للمستقبل، يمكن لتقنية إنترنت الأشياء أن تؤدي لتوليد الناس للطاقة من خلال المشي على مسارات تحتوي حساسات ضغط، وحتى يمكن أن تثمر عن ابتكار سماعات توجيه ملاحي لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية على أن يستخدموا حساسات في أعمدة الإنارة لمساعدتهم في الإصغاء لمحيطهم وكأنه مشهد سمعي ثلاثي الأبعاد.
وقال فينيللي: “يذهب إدخار أنظمة الإنارة الذكية والعاملة بتقنية الذكاء الاصطناعي، إلى جانب التقنية المستقبلية، أبعد كثيرًا من إمكانية إنارة الطرقات باستخدام مصادر الطاقة المتجددة. يمكن للجهات المعنية، من خلال منصات مدمجة لإنترنت الأشياء وعبر الاستفادة من البيانات الضخمة، أن تجمع بيانات لا تقدّر بثمن لتستفيد منها في تقليل البصمة الكربونية للمدينة إلى جانب تقليل تكاليف الصيانة واستهلاك الطاقة مع الحصول على مدينة أكثر استدامة. يمكن الاستفادة من مناطق الإنارة الطرقية الذكية أيضًا لشحن السيارات الكهربائية أو إتاحة نقاط اتصال بخدمة واي فاي أو نقاط شحن كهربائية للعموم في أماكن متاحة للمشاة أو تقديم مزايا إيجاد الطرقات بالاعتماد على التقنية الذكية من خلال إرسال إشعارات إلى تطبيقات جوالة تحسّن نمط حياة عموم الناس وتسهّل الوصول للخدمات”.
هذا وستستمع الوفود المشاركة في المؤتمر إلى التحديات والدروس المستفادة والاستجابات التقنية لمشروع في بوينوس أيريس، حيث جرى فيه تركيب أكثر من 150 ألف وحدة إنارة LED مزودة بتحكم ذكي لتزيد بشكل كبير من الزمن التشغيلي دون أعطال بالنسبة للبنية التحتية المتعلقة بالإنارة مع تقليل تكاليف الصيانة والكهرباء. ويقول المتحدث بابلو سيرفنت، الرئيس التنفيذي لدى شركة “سمارتميشكن” في الأرجنتين، بأن هذا المشروع يرسي إنارة المدن الذكية بوصفها العرف السائد الجديد.
وقال: “أصبح من المتعارف عليه بأن الاستخدام الكفؤ للطاقة يعتبر ضرورة هامة لحماية البيئة، ومع الأخذ بعين الاعتبار أن الإنارة الطرقية في المدن تشكل قسمًا كبيرًا من مصروف الكهرباء في المدن، فنحن نرى أن تبنّي الإنارة الذكية للمدن إلى جانب أنظمة أخرى صديقة للبيئة ستصبح جميعها أمورًا قياسية”.
ويأتي المعرض، الذي ترعاه “تونجسرام”، مع بروز أنظمة الإنارة الداخلية منها والخارجية كجزء أساسي من البنية التحتية لإنترنت الأشياء ومع تجهيز إنارة LED بحساسات تجمع البيانات.
وبدورها، قالت كلوديا كونيكشنا، مديرة المعارض لدى مجموعة “إنفورما” الصناعية: “سيتعرف زوار المعرض من خيرة خبراء التطوير حول ما يعنيه ذلك لقطاع الإنارة وخدمات البناء ومزودي خدمات إنترنت الأشياء في هذا القطاع، وتأتي إضافة المؤتمر هذا العام لتسلط الضوء على تركيز دورة هذا العام من المعرض على أحدث الابتكارات في مجالات توليد وتوزيع وتخزين واستخدام الطاقة لتلبية الاحتياجات المحلية والمتطلبات العالمية وتحفيز الكفاءة التشغيلية والاقتصادية للمشاريع”.
يفتتح المؤتمر أعماله بحوار حول كيف يمكن للإنارة باستخدام إنترنت الأشياء أن تساعد في إرساء مكانة الإمارات العربية المتحدة كمدينة ذكية عالمية وذلك من خلال ابتكار مسار لأنظمة النقل الذكية عبر أنظمة الإنارة، كما يناقش المؤتمر أطر العمل القانونية اللازمة لمشاركة البيانات. يشرح هذه المخططات المهندس عمّار ماجد صافي، كبير مهندسي الكهرباء والتطوير وعضو فريق الابتكار لدى وزارة تطوير البنية التحتية في الإمارات العربية المتحدة.
بالإضافة لذلك، يبحث فريق من الخبراء استراتيجيات تخطيط وإطلاق وصيانة مساحة عامة لنظام الإنارة باستخدام إنترنت الأشياء، كما يعملون على تحديد أفضل التطبيقات الأولية بالنسبة للشرق الأوسط بما في ذلك الإنارة كمنصة للاتصال اللاسلكي (لاي فاي).
تتضمن قائمة الخبراء في المؤتمر كلًا من: الدكتور إرنستو دامياني، بروفيسور هندسة الكومبيوتر والكهرباء ومدير مركز “إبتيك” في جامعة خليفة؛ الدكتور مايكل راهايم، باحث أول في مختبر الاتصالات والشبكات واسع الانتشار في جامعة ماساشوستس، بوسطن؛ كاتارينا أوهيروفا حاصباني، مؤسس مجموعة الإرشاد الناشئة “إنرابت”؛ ينال جُل، رئيس قسم أنظمة الضوء الديناميكية لدى “أوسرام الشرق الأوسط”؛ سري بيدينتي، نائب الرئيس لدى شركة “إنلايتد” المملوكة لشركة “سيمنز” لمنطقة الهند والشرق الأوسط؛ وسيريجو بادولا، المدير التقني لدى “إيجوتزيني”.
من الجدير بالذكر أن مؤتمر الإنارة باستخدام إنترنت الأشياء هو واحد من أربعة مؤتمرات جديدة تحمل شهادة التطوير المهني المستمر في البرنامج المعرفي الغني لمعرض الشرق الأوسط للكهرباء، مع عروض تصل حتى 94 ساعة من الفعاليات التعليمية المجانية. بينما تركز المؤتمرات الثلاث الأخرى على: تطوير توليد الطاقة؛ التشغيل والصيانة؛ تخزين الطاقة الكهربائية.
وأضافت كونيكشنا: “تسلط الشهادة الضوء على إمكانية البرنامج المعرفي للمعرض على تمكين الوفود من إنشاء روابط مع قادة القطاع الذين يعملون اليوم على تغيير طريقة حياتنا”.
الإنارة هي واحدة من القطاعات الخمسة التي يركز عليها معرض الشرق الأوسط للكهرباء، بينما تغطي المجالات الأربعة الباقية كلًا من توليد ونقل وتوزيع الطاقة وتخزين وإدارة الطاقة الكهربائية والشمسية. يقام معرض الشرق الأوسط للكهرباء في دورته الـ 44 هذا العام تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وباستضافة وزارة الطاقة في الإمارات العربية المتحدة في مركز دبي التجاري العالمي بين 5-7 مارس مع توقعات بحضور أكثر من 60 ألف اختصاصي في القطاع لزيارة أجنحة المزودين والمصنّعين الرواد الـ 1,600 في المعرض.