هددت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة هواوي باتخاذ إجراءات قانونية ضد جمهورية التشيك إذا لم تقم وكالة الأمن السيبراني بإلغاء تحذيرها بشأن الخطر الذي تمثله الشركة على البنية التحتية الحيوية للبلاد.
ويأتي التهديد في محاولة للرد من قبل الشركة الصينية على محاولات الحد من انتشارها في أوروبا، ويشكل تهديد هواوي أحدث هجوم في الحرب المتصاعدة حول من سوف يسيطر على المعدات المستخدمة في تطوير شبكات الجيل الخامس الجديدة.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد انخرطت منذ أكثر من عام في حملة عالمية تهدف إلى الحد من وصول شركات الاتصالات الصينية، متهمة إياها بأنها تشكل تهديدًا للأمن القومي.
وفي حين أن المسؤولين الأمريكيين لم يقدموا تفاصيل محددة لدعم مخاوفهم، فقد أشاروا إلى قانون الاستخبارات الوطنية الصيني، الذي صدر في عام 2017.
ويقولون إن القانون يتطلب من الشركات الصينية دعم وتقديم المساعدة والتعاون في أعمال الاستخبارات الوطنية في بكين، أينما كانت تعمل .
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وكان هذا القانون أحد العوامل التي دفعت وكالة الأمن السيبراني التشيكية، نوكيب Nukib، إلى إصدار تحذير رسمي في شهر ديسمبر/كانون الأول حول الخطر الذي تمثله شركة هواوي وشركة زد تي إي ZTE الصينية للتكنولوجيا.
ويتطلب هذا التحذير، الذي يحمل قوة قانونية، جميع الشركات في الجمهورية التشيكية التي تعتبر مهمة لصحة الأمة إجراء تحليل للمخاطر يأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية.
وقد أدى هذا التحذير إلى ابتعاد العديد من الشركات الكبيرة والوزارات الحكومية عن هواوي، بما في ذلك منع الشركة من تقديم عروض للمشاريع الجديدة.
ونشرت صحيفة Dennik N التشيكية مقتطفات من رسالة هواوي إلى رئيس وكالة الفضاء الإلكترونية التشيكية، دوسان نافراتيل Dusan Navratil، ورئيس الوزراء أندريه بابيش Andrej Babis تهدد بإجراءات قانونية.
وقالت الرسالة: “لا يمكن أن تمثل هواوي تهديد لأمن الانترنت كما ورد في التحذير”، وأضافت أن الشركة لا تلتزم وفقًا للقانون الصيني بأي التزام بتثبيت برنامج مستتر أو برامج تجسس على منتجاتها، ولن توافق الشركة أبدًا على مثل هذا الطلب.
وكتب رادوسلاف كيدزيا Radoslaw Kedzia، كبير ممثلي هواوي في جمهورية التشيك، في الرسالة المؤرخة في الأول من شهر فبراير/شباط أن الوكالة السيبرانية فشلت في تقديم أي دليل محدد على ارتكاب الأخطاء، وفشلت في تفسير تحليلها للقانون الصيني.
وأضاف “نتيجة لهذا التحذير، تكبدت هواوي خسائر وتواجه العديد من الصعوبات. على سبيل المثال، تم استبعادها من المشتريات العامة، حتى تلك التي لا تتعلق بالبنية التحتية الحيوية. لقد تضررت أنشطة التجزئة وتضررت العلامة التجارية”.
ودعت الشركة المسؤولين التشيكيين إلى إلغاء التحذير، مضيفة أنها إذا لم تحصل على أي رد بحلول تاريخ 14 فبراير/شباط، فسوف تنقل هذه المسألة إلى المحكمة.
ويأتي تهديد هواوي كجزء من حملة أوسع من جانبها للدفاع عن نفسها عبر القارة الأوروبية، حيث أرسلت هواوي رسالة إلى البرلمان البريطاني هذا الأسبوع تدافع عن سجلها وتزعم أن أي نشاط ضار من جانبها سوف يدمر أعمالها.
وزعمت الشركة أن الهجمات ضدها لا أساس لها من الصحة، وأن الحكومات في بعض البلدان وصفتها بأنها تهديد أمني، لكنها لم تثبت هذه الادعاءات بأدلة قوية.
وقد منعت الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا واليابان الشركة من المشاركة في بناء شبكات الجيل الخامس 5G الجديدة، ومن المتوقع أن تبدأ البلدان في جميع أنحاء أوروبا خلال الأشهر المقبلة في إنشاء بنية تحتية تسمح لهذه الشبكات بالعمل.