قال أحد كبار المسؤولين البريطانيين يوم أمس الاربعاء إن بريطانيا قادرة على إدارة المخاطر الأمنية الناجمة عن استخدام معدات اتصالات شركة هواوي الصينية في شبكات الاتصالات الوطنية، وأن بريطانيا لم تشهد أي دليل على وجود نشاط خبيث من جانب الشركة.
ويأتي ذلك ردًا على المزاعم الأمريكية بتجسس الحكومة الصينية بعد أن قضت إدارة ترامب سنة كاملة في محاولة إقناع حلفاء أمريكا في أوروبا بأن عملاق الاتصالات الصيني هواوي يشكل تهديداً خطيراً لأمنهم القومي، ويجب ألا يسمح لها بلعب أي دور في تطوير الشبكات الجديدة.
وأوضح سياران مارتين Ciaran Martin، رئيس المركز الوطني للأمن الإلكتروني في بريطانيا NCSC، وهو جزء من وكالة الاستخبارات البريطانية GCHQ، أن بريطانيا لم تقرر بعد السياسة الأمنية الخاصة بشبكات الجيل الخامس الوطنية.
وأضاف خلال كلمته في مؤتمر الأمن السيبراني في بروكسل أن الحملة العدوانية قد لا تكون ناجحة، وأن النظام البريطاني هو النظام الأكثر رقابة وصرامة في العالم بالنسبة لشركة هواوي، وأن بريطانيا نجحت في إدارة تواجد الشركة في شبكات الاتصالات في البلاد منذ أكثر من 15 عاماً.
وأضاف سياران مارتين أن معدات الشركة ليست في أي شبكات حساسة، بما في ذلك تلك الخاصة بالحكومة، وأن معدات هواوي كانت خاضعة لرقابة مفصلة وضوابط حكومية صارمة حول مكان استخدامها.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وقال ردًا على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن قد قدمت لبريطانيا أي دليل لدعم ادعاءاتها بأن هواوي ساعدت الصين على التجسس: “سأكون مضطر للإبلاغ إذا كان هناك أي دليل علي نشاط خبيث من قبل هواوي. ونحن لم نفعل ذلك حتى الآن”.
وأوضح المسؤول أنه كان على حكومة الولايات المتحدة التعليق على المعلومات التي لديها عن الشركة، وأضاف: “من وجهة نظرنا … اذا نظرت الى الورقة المفصلة التي نشرناها فإننا نوضح الطريقة التي ندير بها المخاطر”.
ورد مارك وارنر Mark Warner، السناتور الديمقراطي البارز في مجلس الشيوخ الأمريكي، بالقول إنه يريد أن يفهم بشكل كامل تفكير بريطانيا.
وقال: “الولايات المتحدة وحلفاؤها بحاجة إلى الحفاظ على جبهة مشتركة ضد مخاطر سلسلة إمداد المعدات من الدول التي لا تحترم حكم القانون والتي تفرض بشكل روتيني متطلبات مراقبة إضافية على الشركات المحلية”.
وتعتبر بريطانيا ساحة معركة رئيسية لشركة هواوي في حملتها لمقاومة الضغط الأمريكي في أوروبا، وتنتظر دول أخرى صدور أي قرار من لندن يسمح للشركة الصينية بالمشاركة في بناء شبكات الجيل الخامس، وذلك بسبب عضوية بريطانيا في مجموعة Five Eyes الاستخبارية مع الولايات المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أنه لم يتم الإعلان عن أي دليل علني، ونفت شركة هواوي مرارًا وتكرارًا هذه الادعاءات، لكن هذه المزاعم دفعت العديد من الدول الغربية إلى تقييد دخول الشركة إلى أسواقها.