تُمثل خروقات البيانات خطرًا حقيقيًا على الأفراد والاقتصادات والمؤسسات والحكومات والدول ككل، وقد شهد العالم ارتفاعًا كبيرًا في عمليات اختراق أنظمة الأمن الإلكتروني خلال عام 2018 وبالتالي تسريب بيانات الملايين من المستخدمين.
من أبرز الهجمات الإلكترونية التي تمت في الفترة الأخيرة كان اختراق قاعدة بيانات الهوية الحكومية الهندية أدهار Aadhaar – التي تُخزّن هوية المواطنين والمعلومات البيومترية الخاصة بهم مثل بصمات الأصابع ومسح القزحية – مما أدي إلى تسريب بيانات 1.1 مليار مواطن، ومع بداية عام 2019 تم كشف بيانات مئات الساسة الألمان عبر الإنترنت من خلال حساب على منصة تويتر، حيث تضمن ملف البيانات معلومات عن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل Angela Merkel بالإضافة إلى أعضاء في البرلمان الألماني وبرلمانات الولايات الإقليمية والبرلمان الأوروبي والمسؤولين المحليين على مستوى الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات.
تستثمر الحكومات والمؤسسات بشكل متزايد في تعزيز بروتوكولات الأمن السيبراني الخاصة بها مع ارتفاع وتيرة الهجمات مؤخرًا، حيث يحاول كل منهم البقاء على المسار الصحيح ضد أحدث الهجمات السيبرانية، ولكن هناك عدد قليل من الدول تلتزم بالحفاظ على أعلى مستوى من الأمن الإلكتروني.
يتم تحديد البلدان التي تمتلك تدابير جيدة ضد الهجمات السيبرانية من خلال مؤشر الأمن السيبراني العالمي (GCI) الذي وضعه الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، ويتم تقييم مستوى أمان كل بلد استنادًا على خمس ركائز هم: الإجراءات القانونية، التدابير التقنية والإجرائية، التدابير التنظيمية، بناء القدرات Capacity Building، والتعاون الدولي International Cooperation.
فيما يلي أبرز 7 دول بها أقوى تدابير أمن إلكتروني:
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
1- الولايات المتحدة الأمريكية
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من الدول التي تواجه عدد هائل من الهجمات السيبرانية كل عام. وهذا هو السبب في وجود حوالي 58 % من شركات الأمن الإلكتروني بها، لمحاولة إيجاد طرق جديدة للتصدي لأحدث الهجمات.
ومن بين المنهجيات التي تحرص عليها الدولة هو وجود سياسات مشجعة، حيث تعمل الحكومة باستمرار على تعزيز الشفافية والتنمية فيما يتعلق بأمن البيانات، وذلك في كل المجالات والصناعات، حيث تتعاون الحكومة مع الشركات من أجل اعتماد حوكمة الإنترنت وتطوير النماذج والتخلص من المخاوف التي تهدد أمن البيانات.
وقد نجحت الولايات المتحدة في التعاون مع الشركاء وتنفيذ استراتيجيات ومبادئ الأمن السيبراني، والتصدي بفاعلية للجرائم الإلكترونية.
2- روسيا
تعتبر روسيا من أبرز الدول المتهمة بالتجسس الإلكتروني وتنفيذ هجمات الإختراق ضد خصومهم السياسيين، حيث اتهمتها الولايات المتحدة وبريطانيا باختراق أجهزة التوجيه المنزلية والمكتبية وغيرها من معدات إدارة الأنظمة التي تستخدمها المؤسسات الحكومية والشركات ومشغلي البنية التحتية الحيوية في جميع أنحاء العالم.
كما قامت وكالة الاستخبارات الأمريكية خلال عام 2018 باتهام روسيا باختراق الانتخابات الأمريكية لعام 2016 من خلال حملات دعائية ترويجية تدعم حملة دونالد ترامب، وبعد ذلك أشارت إدارة ترامب إلى روسيا في شن هجمات إلكترونية على شبكة الطاقة الأمريكية.
ولكن بالرغم من حقيقة أن الروس متهمون طوال الوقت بالتجسس الإلكتروني وهجمات اختراق خصومهم السياسيين، إلا إنهم قادرين أيضًا على حماية أنفسهم ضد التهديدات والمخاطر المماثلة، ويمكننا أن نكون متأكدين بما يكفي بأن روسيا لديها حماية جيدة ضد مثل هذه الهجمات السيبرانية.
3- الصين
اعتمدت الصين قانونًا جديدًا للأمن الإلكتروني خلال عام 2017، وكان الهدف الرئيسي منه تعزيز الأمن الإلكتروني والأمن القومي. ومع ذلك تسبب القانون وقواعده ولوائحه في حدوث مناقشات حامية منذ اعتماده. يعد قانون الأمن الإلكتروني علامة بارزة في التشريعات المتعلقة بأمن المعلومات في الصين ويعمل بمثابة “قانون أساسي” في هذا المجال.
يُعد القانون تطورًا لقواعد ولوائح الأمن السيبراني التي كانت موجودة من قبل في مختلف المستويات والمجالات، حيث تم استيعابها لإنشاء قانون منظم على المستوى الكلي.
كما يوفر قانون الأمن الأمن الإلكتروني اللوائح والقواعد الخاصة بالمسؤولية القانونية لأنواع مختلفة من السلوك غير القانوني، ويضع القانون مجموعة متنوعة من العقوبات مثل الغرامات، والتعليق للتصحيح، وإلغاء التصاريح وغيرها. ومن ثم يمنح القانون سلطات الأمن السيبراني والسلطات الإدارية حقوقاً ومبادئ توجيهية لتنفيذ القانون ضد مرتكبي الجرائم الإلكترونية.
4- إسبانيا
نجحت إسبانيا في الفترة الأخيرة في تشكيل دورات للطوارئ خاصة بالأمن الإلكتروني الوطني، وبشكل أكثر تم تكريس المساعي بقوة لزيادة أمن المؤسسات والشركات، وتم تعزيز رد الفعل والتعامل مع الهجمات الإلكترونية بشكل كبير في البلاد بما في ذلك سرعة الإبلاغ عن الاختراق.
5- إستونيا
تعرضت إستونيا لهجوم سيبراني قوي خلال عام 2007 أدي إلى توقف حوالي 58 موقع إلكتروني عن العمل في نفس الوقت، بما في ذلك مواقع الحكومة ومعظم الصحف والبنوك. ومنذ ذلك الوقت تحولت إستونيا إلى ثقل عالمي في مجال الأمن الإلكتروني، ودعمت العديد من الدول المختلفة حول هذه القضية، حيث وقعت البلاد اتفاقيات لتطوير التدريب والتعاون في مجال الأمن السيبراني مع النمسا ولوكسمبورج وكوريا الجنوبية وحلف شمال الأطلسي.
وخلال عام 2008 تم تأسيس منظمة (CCD COE) التابعة لحلف الناتو ويقع مقرها بمدينة تالين بإستونيا وهي منظمة عسكرية دولية مستقلة عمليًا، وتم تمويلها من قبل الدول المشاركة لتركز على البحث والتطوير والتدريب والتعليم في كل من الجوانب التقنية وغير التقنية للدفاع السيبراني.
خلال شهر ديسمبر / كانون الأول 2016 نظَّم حلف الناتو أكبر تدريبات الدفاع الإلكتروني في إستونيا. وقد اجتذب هذا الحدث – الذي استمر لمدة ثلاثة أيام والذي أطلق عليه اسم تحالف الإنترنت Cyber Coalition – أكثر من 700 من المدافعين عن الإنترنت والخبراء القانونيين والمسؤولين الحكوميين والضباط العسكريين والأكاديميين وممثلي الصناعة.
6- فرنسا
تعمل فرنسا على بناء إستراتيجيات فعّالة للأمن السيبراني من خلال وضع وثيقة تحمل اسم استراتيجيات الدفاع السيبراني “STRATÉGIQUE DE CYBERDÉFENSE” هي وثيقة معقدة ومتماسكة تتضمن العديد من الإجراءات التي اتخذتها فرنسا بالفعل لحماية أمنها الإلكتروني.
كما أقامت شراكات مع المملكة المتحدة والصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية للتعاون على المستويات المدنية والعسكرية والمحلية والخارجية والدولية.
7- السويد
تُعد السويد واحدة من الدول ذات الثقل العالمي في أنظمة الدفاع الإلكترونية حيث يوجد بها أدنى معدل للإصابة بالبرامج الضارة في العالم بنسبة 19.88% فقط.
كما تتخذ السويد كل الاحتياطات اللازمة لتعزيز استراتيجيتها الأمنية ومكافحة تهديدات الإرهاب السيبراني، وذلك من خلال زيادة التمويل ليشمل المزيد من المشاريع والبرامج القادرة على تعزيز قدرات الاستجابة الحالية والفعالة للرد على الهجمات السيبرانية، وتغطي المشاريع الجديدة تطوير تقنيات وأدوات ذكية لديها القدرة على التصدي لمرتكبي الهجمات السيبرانية العدائية ضد السويد والبنية التحتية الحيوية للبلاد.