قالت شركة يوتيوب يوم الجمعة إنها ستمنع القنوات التي تروج للمحتوى الذي يدعو إلى مقاطعة التطعيمات واللقاحات من تشغيل الإعلانات، مؤكدةً بوضوح أن مقاطع الفيديو هذه تندرج ضمن سياستها التي تحظر التكسب ماديًا من مقاطع الفيديو التي تتضمن محتوى “خطيرًا وضارًا”.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن سحب المعلنون على يوتيوب إعلاناتهم من مقاطع الفيديو هذه، في أعقاب تصاعد الضغط على شركات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وجوجل، لإزالة المحتوى من المجموعات التي تدعو إلى مقاطعة التطعيمات، وذلك في ظل تفشي بعض الأمراض المعدية، مثل الحصبة.
ويُعتقد أن المعلومات التي تدعو الناس إلى عدم إعطاء التطعيمات لأطفالهم، والتي انتشرت كثيرًا خلال السنوات الماضية على الشبكة الاجتماعية، وخاصةً في مجموعات فيسبوك، إضافةً إلى مقاطع الفيديو على يوتيوب، ربما ساهمت في زيادة تفشي الحصبة، إذ شهد عام 2018 أكبر نسبة للإصابة به خلال القرن الحالي.
وقال متحدث باسم يوتيوب لموقع “بزفيد نيوز” BuzzFeed News: “لدينا سياسات صارمة تحكم مقاطع الفيديو التي نسمح بعرض الإعلانات عليها، وتعد مقاطع الفيديو التي تروج لمحتوى مقاطعة التطعيمات انتهاكًا لهذه السياسات. إننا نفرض هذه السياسات بقوة، وإذا اكتشفنا مقطع فيديو ينتهكها، فإننا نتخذ إجراءات على الفور ونزيل الإعلانات”.
وبعد انتشار الدعوات إلى مقاطعة التطعيمات، وُجد أن مقاطع الفيديو ذات الصلة من موقع يوتيوب كانت تظهر أعلى نتائج محرك البحث حين سؤال المستخدمين: “هل التطعيمات آمنة”، ليس ذلك فحسب، بل كان الموقع يعرض المزيد من الفيديوهات التي تؤيد مقاطعة التطعيمات في توصياته.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وقال سبعة معلنين مختلفين إنهم لم يكونوا على علم بأن إعلاناتهم كانت تظهر على مقاطع الفيديو مثل “أم تقوم ببحث عن التطعيمات لتكتشف رعب التطعيم ثم تتخلى عنها”، الذي ينادي بمقاطعة لقاح الأطفال.
يُشار إلى أن خطوة يوتيوب بعد أيام من تصريح فيسبوك بأنها تدرس إزالة المحتوى من المجموعات التي تدعو إلى مقاطعة اللقاحات، وذلك بعد أن بعث سياسي أمريكي برسالة إلى الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرج، ومدير جوجل سوندار بيتشاي، وطلب منهما معالجة هذه المشكلة.
وردًا على ذلك، قالت فيسبوك إنها “تستكشف إجراءات إضافية لمعالجة المشكلة بشكل أفضل”، وفقًا لبيان صادر عن الشركة، وقد يتضمن ذلك “تقليل أو إزالة هذا النوع من المحتوى من التوصيات، بما في ذلك (المجموعات التي يجب الانضمام إليها)، وإهمالها في نتائج البحث، مع ضمان توفر جودة أعلى ومعلومات أكثر موثوقية”.
وأشار ممثل الحزب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا، آدم شيف، إلى عدة أسباب تدعو الشركات إلى اتخاذ إجراءات. فقد ذكرت منظمة الصحة العالمية أن تردد أو رفض الناس للحصول على اللقاحات قد يكون أكبر تهديد للصحة العالمية هذا العام. كما سلط شيف الضوء على عودة ظهور الحصبة في مقاطعة كلارك، في ولاية واشنطن.