استخدمت وكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا Xinhua يوم أمس الأحد مذيعة اخبار روبوتية تحاكي تعابير وجه الإنسان وتصرفاته لتقديم خبر عن المندوبين الذين وصلوا إلى بكين لحضور الاجتماع السنوي للبرلمان، الأمر الذي يشكل تهديدًا واضحًا للمذيعين الاخباريين في السنوات القادمة.
ويسمى هذا النوع من الروبوتات الإخبارية بالمذيع التراكبي أو مذيع الذكاء الاصطناعي، وهو عبارة عن مذيع أخبار آلي يحاكي تعبيرات وجه الإنسان وسلوكياته.
ويجمع مذيع الذكاء الاصطناعي بين صور وأصوات المذيعين البشريين باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لقراءة الأخبار بنفس طريقة التأثير التي يوفرها المذيع البشري، وذلك لأن برنامج التعلم الآلي قادر على توليف الكلام الواقعي وحركات الشفاه وتعبيرات الوجه.
وظهر روبوت الذكاء الاصطناعي المسمى “شين شياوينغ” Xin Xiaomeng في العرض الفيديوي الذي بثته شينخوا، والذي استمر لمدة دقيقة واحدة، بقصة شعر قصيرة مرتديًا ثوب وردي اللون وأقراط ، ليقدم نشرة أخبار خالية من العيوب.
وجرى تصميم Xin Xiaomeng بشكل يشبه مظهر مراسلة الأخبار في وكالة شينخوا “تشو منغ” Qu Meng، إذ لا يوجد فرق بين الاثنتين، ولم يلاحظ الكثيرون الفروق عندما ظهرت مذيعة الأخبار الروبوتية لأول مرة.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وتم تطوير الروبوت الجديد بالتعاون بين شينخوا وشركة محركات البحث الصينية سوجو Sogou الواقع مقرها في العاصمة الصينية بكين، والتي تعاونت معها الوكالة الإخبارية سابقًا لتطوير روبوت إخباري أطلقته خلال مؤتمر الإنترنت العالمي في مدينة Wuzhen.
وتعمل الصين منذ سنوات على تطوير مذيعي ذكاء اصطناعي للأخبار، ومع ذلك، فإن المحاولات المبكرة لم تكن ناحجة، وهذا يشمل المحاولة الفاشلة لمراسلة الأخبار الروبوتية المسماة جيا جيا Jia Jia.
وظهرت جيا جيا لأول مرة خلال بث مباشر على الهواء، لكنها كانت فاشلة مع أوقات استجابة طويلة جدًا والعديد من الردود المكونة من كلمة واحدة لا معنى لها، لكن الصين تسابق قدمًا لتتجاوز الولايات المتحدة في تطوير الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت وكالة الأخبار الصينية أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تحسن الكفاءة بشكل كبير وتقلل تكلفة إنتاج التقارير الإخبارية التلفزيونية اليومية، مضيفة أنه بإمكانها تولد التقارير الإخبارية العاجلة بسرعة من أجل تحسين توقيت عرض هذه التقارير وجودتها.
ويقول العديد من الخبراء في الذكاء الاصطناعي إن أكثر دول العالم اكتظاظًا بالسكان تحاول بناء إمبراطورية ذكاء اصطناعي عالمية وبذر النظام الإيكولوجي للتكنولوجيا في المستقبل.
وتحاول الصين دفع قوتها في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويبدو أنها مهيأة لتصبح رائدة عالمية في هذا المجال، مع امتلاك الرئيس الصيني لطموحات تتعلق بجعل بلاده مركز ابتكار رئيسي للذكاء الاصطناعي في العالم بحلول عام 2030.
لكن المراقبين يشعرون بالقلق من تحول الصين إلى دولة مراقبة رقمية، حيث يتم نشر العديد من التكنولوجيات الناشئة مثل مسح القزحية والتعرف على طريقة المشي لمراقبة المواطنين العاديين والنشطاء والأقليات العرقية في أماكن مثل منطقة شينجيانغ.