تستعد صناعة السيارات في ألمانيا لمستقبل التنقل حيث تخطط لاستثمار ما يقرب من 60 مليار يورو على السيارات الكهربائية وتقنيات السيارات ذاتية القيادة على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وقال رئيس هيئة VDA، وهي هيئة صناعية لقطاع السيارات في ألمانيا، قبل انطلاق معرض جنيف للسيارات هذا الأسبوع، إن صعود الحراك الكهربائي يأتي إلى أوروبا بسبب الضغط التنظيمي والمنافسة الجديدة التي تجبر علي حدوث تغيير في صناعه السيارات المهيمنة في البلاد.
وأوضح بيرنهارد ماتس Bernhard Mattes، رئيس VDA، في بيان له “سوف نستثمر أكثر من 40 مليار يورو في الحراك الكهربائي خلال السنوات الثلاث المقبلة، وسوف يتم استثمار 18 مليار يورو أخرى في الرقمنة والقيادة الآلية والمركبات المتصلة بالإنترنت”.
وتأتي طموحات ألمانيا في التحول إلى السيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة في الوقت الذي يستعد فيه القطاع بأكمله للتحديات الجديدة.
وتتزايد المخاوف من أن صناعة السيارات قد وصلت إلى الذروة، حيث أن قطاع خدمات الركوب، الذي تهيمن عليه شركات مثل أوبر Uber وليفت Lyft، يدفع الناس إلى الابتعاد عن شراء السيارات.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
كما تحظى وسائل النقل الجديدة مثل الدراجات البخارية الكهربائية برضا المستهلكين ضمن المدن.
وتعاني مبيعات السيارات من التراجع في جميع أنحاء العالم، ولم تصل المبيعات بعد إلى 100 مليون سنوياً، بالرغم من أن المحللين توقعوا مسبقاً أن يتم تحقيق هذا الإنجاز بحلول عام 2019.
وهناك أيضًا مجموعة متنامية من الأدلة التي تشير إلى تأثير انبعاثات الكربون من البنزين والسيارات التي تعمل بوقود الديزل على تغير المناخ.
وأضاف ماتس أن أهداف الاتحاد الأوروبي الخاصة بغاز ثاني أكسيد الكربون لا يمكن تحقيقها بحلول عام 2030 ما لم تستثمر شركات صناعة السيارات بشكل كبير في المركبات ذات الطاقة الأنظف.
وتتواجد مؤشرات على أن الطلب في المملكة المتحدة بدأ يميل نحو المركبات العاملة بالطاقة الحديثة.
وتظهر الأرقام الصادرة عن اتحاد التجارة SMMT أن تسجيلات سيارات الديزل في البلاد انخفضت على أساس سنوي إلى 46823 من 58703 في شهر يناير/كانون الثاني عام 2018.
بينما ارتفعت تسجيلات سيارات الوقود البديل في شهر يناير/كانون الثاني بنسبة 26.3 في المئة على أساس سنوي إلى 11014.
ويتطلب دعم صناعة السيارات الكهربائية الجديدة التوسع في عمليات تصنيع البطاريات من أجل تلبية الطلب على بطاريات ليثيوم أيون، وهي التكنولوجيا التي تشكل قلب المركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية.
وأعلنت شركة BASF العملاقة للمواد الكيميائية الألمانية في العام الماضي عن مشروع بقيمة 418 مليون يورو، والذي من شأنه أن يشهد تطوير مصانع للبطاريات في أوروبا.
ومن المتوقع أن يوفر المصنع الذي تبنيه شركة BASF في فنلندا البطاريات لما يصل إلى 300 ألف سيارات سنوياً ابتداءً من عام 2020.
وكانت دراسة نشرها مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية قد تنبأت بأنه يتعين بناء ثماني مصانع Gigafactory على مستوى العالم كل عام بين 2030 و 2040 في ظل توقع ارتفاع الطلب على البطاريات.
