ما تزال الأخبار المتعلقة بخروقات البيانات تظهر بشكل شبه يومي، ويبدو أن الأمور لن تتغير في أي وقت قريب.
وبالرغم من قيام الشركات بتعزيز جهودها في مجال الأمن السيبراني، لكن المجرمين الإلكترونيين يكتشفون باستمرار نقاط ضعف جديدة لاستغلالها ويوظفون أساليب جديدة للوصول إلى بيانات الشركات والمستهلكين القيمة.
ويوصي جون هيث John Heath، المسؤول في شركة ليكسينغتون للمحاماة Lexington بإجراء تدقيق شخصي للأمان، مع إشارته إلى عدد من النصائح والإجراءات التي تسمح للمستهلكين بحماية بياناتهم الشخصية خلال عام 2019.
انتهاكات البيانات في ازدياد هذا العام
يعتقد جون أن عدد خروقات البيانات يمكن أن يتجاوز العام الماضي، حيث ازدادت خروقات البيانات خلال السنوات الماضية، وتأثر المليارات من المستهلكين خلال العام الماضي فقط بتلك الخروقات، إذ قام المتسللون بسرقة كل شيء من أرقام بطاقات الائتمان وأرقام جوازات السفر إلى أرقام الضمان الاجتماعي وعناوين المنازل.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ويوضح المسؤول في شركة المحاماة أن الاختراقات لا تظهر أي علامات على التباطؤ لأن المتطفلين يدركون أن معلومات المستهلكين الشخصية الحساسة متوفرة في أماكن أكثر وأكثر، مثل الوكالات الحكومية وتجار التجزئة والبنوك والفنادق، ويريد المتسللون الوصول إلى جميع هذه البيانات، ولن يتوقفوا عن الحصول عليها.
التأكد من قوة كلمات المرور
من السهل على المستخدمين إنشاء كلمات مرور تستخدم كلمات أو أرقام يعرفها، مثل عنوان سابق أو عيد ميلاد أو اسم حيوان أليف، لكن هذه الكلمات توفر وصولاً سهلاً للقراصنة الذين يبحثون عن المستهلكين الذين يقومون بذلك بالضبط.
ويجب أيضًا تجنب استخدام كلمة المرور نفسها لمواقع متعددة لأنه إذا حصل أحد المتسللين على كلمة المرور هذه، فقد يكون من السهل الوصول إلى المزيد من المعلومات.
ويوصي الخبراء بإنشاء كلمات مرور أطول، مع مزيج من 10 أحرف كبيرة وصغيرة وأرقام ورموز وعلامات ترقيم على الأقل.
وفي حال كنت تواجه مشكلة في إنشاء مثل هذه الكلمات، فإن هناك العديد من المواقع الإلكترونية لتوليد كلمات مرور عشوائية.
ويوصي جون، بعد إنشاء كلمات مرور قوية لجميع الحسابات الشخصية على الإنترنت، باستخدام مدير كلمات مرور موثوق للمساعدة في تتبع كلمات المرور.
ومن خلال هذه الطريقة، فإن المستخدم لا يضع كلمات المرور الخاصة به في خطر، ويحتاج فقط إلى تذكر كلمة مرور واحدة بدلاً من مئات كلمات المرور.
المعلومات التي يجب إزالتها من حسابات التواصل الإجتماعي
بالرغم من أن المحتوى الذي تتم مشاركته من قبل مستخدمي منصات التواصل الإجتماعي لا يزال غير ضار نسبيًا، إلا أن العديد من المستخدمين لا يدركون الخطر المحتمل الذي يتسببون به لأنفسهم من خلال مشاركة معلومات حياتهم الشخصية مع العامة.
وشهد المجتمع تكاملاً هائلاً في منصات التواصل الإجتماعي، حيث قام ملايين المستخدمين بتسجيل الدخول إلى مواقع مثل إنستاجرام وفيسبوك وسناب شات.
ويبقى السؤال الملح حول كيف يمكنك الحفاظ على هويتك آمنة في ظل ذلك، ويوضح جون أنه ينبغي بالنسبة للمبتدئين التحقق من إعدادات الخصوصية.
ويتمثل إعداد الخصوصية الذي يوصي باستخدامه في إنشاء قوائم مخصصة لجهات الاتصال التي يمكنها عرض معلوماتك والدخول إليها، بحيث لا يتمكن الزوار غير المرغوب فيهم وعامة الجمهور من رؤية مشاركاتك ومعلوماتك الخاصة.
كما ينبغي عدم وضع الكثير من المعلومات ضمن ملفك الشخصي، مثل تاريخ الميلاد، والمدرسة التي درست بها، والشارع الذي ترعرعت فيه، والمكان الذي تعيش فيه حاليًا.
ويجب معرفة منصات التواصل الإجتماعي التي تستخدمها وعدد المرات، إذ من المهم التحقق من الحسابات التي لا تستخدمها بعد الآن أو لا تعمل في كثير من الأحيان لضمان عدم وجود أي حسابات مزيفة مرتبطة باسمك أو صورتك.
التأكد من تحديث التطبيقات والبرامج
قد تستغرق عملية تحديث برامج الحاسب والتأكد من تحديث جميع تطبيقات المحمول وقتًا طويلاً، ويعتبر الكثيرون ذلك مصدر إزعاج، ومع ذلك، فإن المستهلكين الذين لا يقومون بتحديث تطبيقاتهم وبرامجهم بانتظام يعرضون أنفسهم لخطر الهجمات.
وتحتوي هذه التحديثات الهامة غالبًا على ميزات أمان محسنة وتساعد على تشغيل الحاسب أو الهاتف المحمول بسلاسة أكبر.
وينبغي عليك تعيين تذكيرات أسبوعية أو شهرية للتأكد من تحديث كل شيء، كما يجب تغيير إعدادات التحديثات إلى تلقائية، بحيث لا داعي للقلق بشأن فقدان حزمة الأمان الرئيسية.
الحصول على تدقيق أمني احترافي
يجب أن يقوم معظم المستهلكين بإجراء تدقيق أمني خاصة بهم كل شهرين للتأكد من أن جميع حساباتهم وبياناتهم آمنة، كما يجب على الأشخاص الذين لديهم عدد أكبر من الحسابات، مثل المتعاقدين المستقلين أو أصحاب الأعمال الصغيرة الذين قد يكون لديهم حسابات تواصل إجتماعي منفصلة للعمل، وحسابات مصرفية وبرامج ولاء، البحث عن محترف يوفر عليهم الوقت والجهد اليدوي.
النصيحة الأولى للشخص المهتم بأمنه
ابق متيقظًا دائمًا، إذ يمكن في كثير من الأحيان جعل المستهلك يشعر بشكل زائف بالأمان في حال لم يتم اختراقه بشكل مباشر، وبالرغم من أنك قد نجوت من محاولات القرصنة في الماضي، فإن التدقيق الأمني الشخصي بكلمات المرور الخاصة بك، وتطبيقات حسابات التواصل الاجتماعي أمر مهم، إذ توفر لك مسألة إنفاق الوقت الكافي لضمان تأمين جميع حساباتك راحة البال وتساعدك في إحباط الهجمات المحتملة.