تطور آبل تقنية لمكافحة التطفل من شأنها الحد من قدرة أجهزة تطبيق القانون على تتبع موقع المستخدمين المعنيين باستخدام رقم الهاتف المحمول أو حتى الرسائل النصية القصيرة، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة التلغراف البريطانية.
وحصلت الشركة المصنعة لهواتف آيفون على براءة اختراع لطريقة يمكن من خلالها تشفير الإشارات المرسلة بين الهواتف وأبراج الهواتف المحمولة، وبالتالي إخفاء هوية الهاتف.
ووفقًا للتقرير الذي يسلط الضوء على بعض المعلومات الإضافية المتعلقة بخطوات آبل لحماية خصوصية المستخدمين، فإن هذه التقنية من شأنها أن تعرقل ما يسمى بصناديق “Stingray”، والتي يمكن استخدامها لتتبع مواقع مستخدمي الهاتف والاستماع إلى المكالمات الهاتفية.
وأظهرت المعلومات أن العديد من وكالات تطبيق القانون في جميع أنحاء المملكة المتحدة قد استخدمت صناديق Stingrays، والمعروفة أيضًا باسم صائدي هوية المشترك الدولية للهاتف المحمول IMSI، لكن دون توضيح مدى استخدامها أو حتى تأكيد وجودها.
وتتظاهر هذه الأجهزة بالعمل كأبراج هاتف محمولة من أجل خداع الهواتف للاتصال بها، بحيث يمكنهم، من خلال اعتراض الإشارة، تحديد موقع الهاتف أو التطفل على الرسائل والمكالمات الهاتفية وتعديل الرسائل أثناء نقلها.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وقد أثبتت هذه الأجهزة أنها مثيرة للجدل لأنها تجمع البيانات من آلاف الهواتف الأخرى في نفس الوقت، ويمكن استخدامها أيضًا من قبل المخترقين والمجرمين لتجميع البيانات بسهولة.
وتكشف براءة الاختراع المقدمة من آبل اقتراحًا بتطبيق نوعية التشفير نهاية لنهاية على رقم التعريف الفريد للهاتف أثناء الانتقال عبر الشبكة.
ويؤدي استخدام تقنية تشفير مماثلة لتلك المستخدمة ضمن تطبيقات التراسل، مثل واتساب، إلى تغيير معرف الهوية وتشويشها، الأمر الذي يعني أن الجهاز سوف يكون محميًا من التنصت ضد صناديق Stingrays، وبالتالي يخفي هوية المستخدم.
ووفقًا للمستندات، فإن تقنية التشفير لن تخفي محتويات الرسائل، لكن سوف تجعل من الصعب تعقب الجهاز الذي أتت منه.
ومن المرجح أن يرحب دعاة الخصوصية بهذه التكنولوجيا، لكنها قد تواجه معارضة من وكالات تطبيق القانون الذين يقولون إن التشفير سمح للمجرمين والارهابيين بالتخطيط لشن هجمات.
وقد دافع تيم كوك Tim Cook، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، عن التشفير، قائلاً إنه يحافظ على سلامة العامة.
وخاضت الشركة حربًا مع مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI بسبب رفضها فك تشفير هاتف آيفون iPhone 5c تعود ملكيته لشخص متورط في هجوم سان برناردينو لأن ذلك سوف يكون خرقًا للخصوصية، كما أنها انتقدت التشريع البريطاني الذي قد يضعف التشفير.
ومن غير الواضح متى أو ما إذا كان سوف يتم استخدام براءة الاختراع، التي تم تقديمها في عام 2017، ونشرت في الشهر الماضي، في أجهزة آيفون.
وأظهرت السجلات إنفاق شرطة العاصمة البريطانية أكثر من مليون جنيه إسترليني على أجهزة صائدي IMSI في عام 2015.
وأوضح لوكاس أويلينيك Lukasz Olejnik، وهو باحث في الأمن الإلكتروني والخصوصية، أن تطبيق هذه التقنية يتطلب من مشغلي شبكات الهواتف المحمولة الموافقة عليها.
وقال الباحث: “إن عناصر الشبكة بحاجة لدعم البروتوكول لكي تعمل، مما يعني الحاجة إلى التعاون من مشغلي الاتصالات على المدى الطويل”.