على مدار الأسبوعين الماضيين، كانت شركتا كوالكوم وآبل تتقاضيان في قاعة محكمة في سان دييغو بشأن بعض التقنيات الأساسية في قلب هاتفك الذكي. وفي يوم الجمعة، قالت هيئة محلفين إن آبل انتهكت براءات الاختراع الثلاثة المذكورة.
وتغطي المعركة القانونية تقنية لكوالكوم تقول إن آبل استخدمتها بدون إذن في بعض إصدارات جهاز آيفون. وتغطي إحدى براءات الاختراع كيفية اتصال الهاتف الذكي سريعًا بالإنترنت بمجرد تشغيل الجهاز. والثانية تتعلق بمعالجة الرسومات وعمر البطارية. أما الثالثة فهي تغطي تطبيقات مبادلة التنزيلات بين معالج التطبيقات والمودم.
وقالت هيئة المحلفين إنه يجب على شركة آبل أن تدفع لشركة كوالكوم كامل مبلغ 31 مليون دولار الذي كانت تسعى للحصول عليه مقابل تعويضات، أو 1.41 دولار لكل جهاز آيفون ينتهك الحقوق. ومع أن هذا مبلغ قد يبدو تافهًا لشركة لآبل، التي أصبحت لفترة وجيزة أول شركة بقيمة تريليون دولار في الولايات المتحدة العام الماضي، لكن قيمة الغرامة لا تروي القصة بأكملها.
يُشار إلى أن هذه المناوشات جزء من معركة قانونية أوسع تعود إلى عامين. وسوف يصل الصدام بين عملاقي التقنية إلى ذروته الشهر المقبل عندما تجتمعان في محكمة سان دييغو للتقاضي بشأن حقوق الامتياز. ومن المؤكد أن تلك المحاكمة ستكون سيركًا إعلاميًا.
قبل بدء الجولة التالية، فيما يلي أربع أسرار مهمة لا يعرفها كثيرون عن المواجهة بين الشركتين:
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
1- الجدال بشأن أرجونا سيفا:
يتمحور جزء كبير من القضية بين الشركتين حول رجل لا يعمل في أي من الشركتين، وهو أرجونا سيفا.
وتعود قصة سيفا، الذي يعمل الآن كمهندس في شركة جوجل، إلى أنه كان جزءًا من فريق آبل الذي عمل على إدخال شرائح كوالكوم إلى أجهزة آيفون في عام 2010. وتجادل آبل في القضية بأن سيفا قدم خلال تلك الفترة مساهمات رئيسية أسهمت في تقنية التمهيد المعنية.
وقالت آبل إنه يجب اعتبار سيفا مخترعًا مشاركًا في براءة الاختراع التي تغطي تلك التقنية. ولهذا السبب، جادلت شركة آبل بأنه يجب اعتبار البراءة غير صالحة لفشلها في الإقرار بحقوق أحد مخترعيها الفعليين. وهذا هو المفتاح، لأنه لا يمكنك التعدي على براءة اختراع غير صالحة.
وتوقف سيفا عن الحصول على حقوق براءة الاختراع خلال شهادته، والتي تم إلغاؤها بشكل غير متوقع ثم أعيد جدولتها في غضون عدة أيام. ولكنه وصف بعض عناصر التقنية بالقول: “إنها فكرتي”. وقال أيضًا إنه لم يقرأ الطلب الخاص ببراءة الاختراع.
واستغلت كوالكوم هذا الإقرار من سيفا لصالحها، فأثناء النقاشات، عرض محامو الشركة طلب براءة الاختراع الذي يوقعه المخترعون. ويوضح الطلب أن جميع الموقعين يجب أن يكونوا قد قرأوا وراجعوا طلب البراءة قبل التوقيع بما أن سيفا لم يقرأها، فلم يتمكن من التوقيع. ومن جانبها، رفضت شركة آبل هذه الحجة، قائلة إن سيفا لم يكن يعرف بوجود الطلب في ذلك الوقت، فلماذا عليه أن يقرأ شيئًا لا يعمل بوجوده! وفي النهاية، ألغت هيئة المحلفين الادعاء بأن سيفا كان ينبغي أن يكون أحد مخترعي التقنية.
2- زعمت آبل بوجود عبث في الشهادة أمام المحكمة، ولكن القاضي رد ذلك بالقول: “لا دليل”
كانت الظروف المحيطة بشهادة سيفا أكبر مصدر للدراما في قضية براءات الاختراع بين آبل وكوالكوم. إذ بدأت المسرحية عندما قالت خوانيتا بروكس، محامية آبل، إن سيفا، الشاهد الرئيسي لشركة آبل، كان قد قرر أنه لا يريد الإدلاء بشهادته. وجاء التغيير في رأي سيفا بعد أن نصحه محاميه الجديد، مات وارين، بعدم المثول أمام المحكمة إلا إذا صدر أمر استدعاء.
وقالت بروكس إن هذا الأمر “عبث في الشهادة”. وأشارت إلى أن مات وارين كان في السابق شريكًا في “كوين إيمانويل” Quinn Emanuel، الشركة التي تمثل كوالكوم. وقال ديفيد نيلسون، كبير محامي كوالكوم، إن هذا الاتهام “سخيف” ونفى بشدة هذا الادعاء. وقال القاضي دانا سابراو، الذي ترأس القضية، إنه “لا يوجد دليل” على هذا الادعاء.
3- آبل تقول إن المسألة ليست مسألة براءات اختراع في الأصل
مع أن الظاهر أن كل القضية تتعلق بانتهاك حقوق براءات الاختراع، إلا أن آبل تقول إنها ليست السبب وراء رفع دعوى كوالكوم. وبدلًا من ذلك، قالت بروكس إن كوالكوم اتخذت الإجراء القانوني لأن كوالكوم غاضبة من أن شركة آبل بدأت في استخدام رقائق إنتل في أجهزة آيفون في عام 2016. وقبل ذلك، كان لشركة آبل وشركة كوالكوم علاقة حصرية تعود إلى عام 2011.
ونفى كبير محامي كوالكوم هذا الادعاء من آبل وقال إن القضية لا تتعلق بمسألة استخدام آبل لرقائق إنتل.
4- العرض الكبير للقضية قادم الشهر المقبل
مع أن المحكمة قضت بتغريم آبل، إلا أن المواجهة الكبرى ستحدث الشهر المقبل، عندما تلتقي آبل وكوالكوم في سان دييغو للتحاكم بشأن تراخيص كوالكوم. وفي القضية المرتقبة، تجادل شركة آبل بأنه يتعين على شركة كوالكوم فرض رسوم على الشركة بناءً على قيمة شرائحها، وليس بناءً على قيمة هواتف آيفون بالكامل.
وقالت شركة آبل إنها “لا يجب أن تدفع لهم مقابل التقدم التقني الذي لا علاقة لهم به”. وتقول شركة كوالكوم إن شركة آبل ما كان لها أن تمتلك هواتف آيفون بدون التقنية الخاصة بها. لذا فإن مليارات الدولارات على المحك لهذا الصدام في قاعة المحكمة.
يُشار إلى أن المعركة القادمة بين آبل وكوالكوم سوف تجري في 15 نيسان/أبريل المقبل.