تحصل شركة جوجل على مليارات الدولارات من نظامها السحابي، وتستخدمها لشراء الإنترنت بحد ذاته، أو على الأقل كابلات الألياف الضوئية البحرية التي تشكل العمود الفقري للإنترنت.
وكانت الشركة قد أعلنت في شهر فبراير عن عزمها المضي قدماً في تطوير كابل Curie، وهو خط بحري جديد يمتد من كاليفورنيا إلى تشيلي، والذي يشكل أول كابل خاص عابر للقارات يتم بناؤه من قبل شركة كبرى غير عاملة في مجال الاتصالات.
كما مولت جوجل بالكامل عددًا من الكابلات داخل القارات، مما جعلها واحدة من أوائل الشركات التي تقوم ببناء خط بحري خاص بها بالكامل.
لكن جوجل ليست الوحيدة، إذ إن الكابلات كانت تاريخيًا مملوكة من قبل مجموعات من الشركات الخاصة، معظمها من مزودي الاتصالات.
وشهد عام 2016 بداية طفرة هائلة في الكابلات البحرية، وأصبح المشترون شركات المحتوى.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ويبدو أن شركات مثل: فيسبوك، ومايكروسوفت، وأمازون تشترك في طموحات جوجل للهيمنة على قاع المحيط، لكن هناك آثار بعيدة المدى لتملك شركات التكنولوجيا للعمود الفقري للإنترنت.
وتتقاطع كابلات الألياف الضوئية البحرية المغمورة في قاع المحيط حول العالم، حيث تحمل 95-99 في المئة من البيانات الدولية عبر حزم من كبلات الألياف البصرية، وهناك أكثر من 700 ألف ميل من الكابلات البحرية المستخدمة اليوم.
وفي حين أن شركات تصنيع الكابلات السابقة استفادت من ملكية الكابلات لبيع النطاق الترددي، فإن مزودي المحتوى يبنون كابلات خاصة هادفة.
ويوصف الإنترنت عادة بأنه سحابة، لكنه في الواقع عبارة عن سلسلة من الأنابيب، وجوجل على وشك أن تمتلك عددًا كبيرًا منها.
وتتحدث الأرقام عن ذاتها، إذ تتجه جوجل إلى امتلاك 10433 ميل من الكابلات البحرية الدولية عند اكتمال كابل Curie في وقت لاحق من هذا العام.
ويصل المجموع الكلي إلى 63605 ميل عند تضمين الكابلات التي تمتلكها بشكل مشترك مع فيسبوك ومايكروسوفت وأمازون.
وفي حال أخذنا بالحسبان تلك الكابلات المملوكة لها بشكل جزئي، فإن ذلك يعني أن جوجل لديها كابلات بنية تحتية بحرية كافية يمكن لفها حول خط الاستواء مرتين ونصف.
واستحوذ مزودو المحتوى على أكثر من نصف إجمالي الطلب على حركة مرور البيانات في المحيط الأطلسي، والمحيط الهادئ خلال عام 2017.
وقد ارتفع استخدام البيانات من قبل مزودي المحتوى من أقل من 8 في المئة إلى ما يقرب من 40 في المئة في السنوات العشر الماضية.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الإحصائيات أقل بكثير في إفريقيا والشرق الأوسط، مما يشير إلى أن الدول المتقدمة المتعطشة لمحتوى الفيديو، والتطبيقات السحابية هي الدافع وراء هذا الاتجاه.
ويدعم ذلك استخدام النطاق الترددي الدولي العام بين البلدان، إذ استخدمت الهند في عام 2017 ما يصل إلى 4،977 ميغابت في الثانية من النطاق الترددي الدولي، بينما استخدمت الولايات المتحدة 4،960،388 ميغابت في الثانية في العام نفسه.