ألقت الشرطة البريطانية القبض على جوليان أسانج Julian Assange، مؤسس موقع ويكيليكس WikiLeaks، في السفارة الإكوادورية في لندن اليوم بعد أن سحب سفير الإكوادور حماية اللجوء، وذلك بعد حوالي سبع سنوات من لجوء جوليان إلى السفارة لتفادي تسليمه إلى السويد.
ووفقًا لمذكرة قصيرة صادرة عن دائرة شرطة العاصمة لندن، فقد تم القبض على أسانج مباشرة بعد أن سحبت الحكومة الإكوادورية اليوم حق اللجوء السياسي، وهو محتجز حاليًا في مركز شرطة لندن منتظرًا المثول أمام محكمة ويستمنستر الجزئية.
وحصل أسانج على حق اللجوء السياسي من الإكوادور في عام 2012، ويواجه تهديدات بتسليمه إلى الولايات المتحدة لنشره برقيات عسكرية ودبلوماسية سرية عبر ويكيليكس.
وأكدت وزارة العدل الأمريكية اليوم أن أسانج سوف يواجه إجراءات تسليمه بسبب دوره المزعوم في واحدة من أكبر تسريبات المعلومات السرية في تاريخ الولايات المتحدة.
وتزعم لائحة الاتهام، التي تم الكشف عنها اليوم، أن جوليان اشترك في شهر مارس 2010 مع تشيلسي مانينج Chelsea Manning، محللة الاستخبارات السابقة في الجيش الأمريكي، في مؤامرة، وساعدها على كسر كلمة مرور مخزنة على أجهزة الحاسب التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية المتصلة بشبكة بروتوكول الإنترنت السرية SIPRNet، وهي شبكة حكومية أمريكية تستخدم للوثائق والاتصالات السرية.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ونشر لينين مورينو Lenín Moreno، الرئيس الإكوادوري تغريدة عقب القبض على جوليان قال فيها: “بقرار سيادي، فقد سحبت الإكوادور حق اللجوء السياسي من جوليان أسانج بعد انتهاكاته المتكررة للاتفاقيات الدولية وبروتوكولات الحياة اليومية”.
ومع ذلك، فقد قالت ويكيليكس إن الإكوادور تصرفت بشكل غير قانوني بإنهاء اللجوء السياسي لجوليان أسانج في انتهاك للقانون الدولي.
ويأتي اعتقال أسانج بعد يوم من اتهام كريستين هرافنسون Kristinn Hrafnsson، محررة موقع ويكيليكس، الحكومة الإكوادورية بعملية تجسس واسعة النطاق ضد جوليان أسانج داخل السفارة الإكوادورية.
واختار أسانج عدم مغادرة السفارة الإكوادورية بسبب مخاوف من تسليمه إلى الولايات المتحدة، حيث يواجه اتهامات فيدرالية لتسريبه في عام 2010 برقيات دبلوماسية ووثائق عسكرية من خلال ويكيليكس، مما تسبب بإحراج الحكومة الأمريكية أمام جميع دول العالم.
وبالرغم من أن السلطات الأمريكية لم تؤكد رسميًا التهم الموجهة إلى أسانج، إلا أن المدعين العامين في الولايات المتحدة كشفوا بطريق الخطأ في العام الماضي عن وجود تهم جنائية ضده في وثيقة مقدمة في قضية لا صلة لها بالموضوع.
وأسس جوليان، البالغ من العمر 47 عامًا، موقع ويكيليكس في عام 2006، ونشر منذ ذلك الحين العديد من الاكتشافات من خلال المنصة، حيث عرض أسرار العديد من الأحزاب السياسية والأفراد والمؤسسات الحكومية في جميع أنحاء العالم.
وتدهورت علاقته بالإكوادور في العام الماضي، مع منعه من استعمال الإنترنت منذ شهر مارس 2018، وذلك بعد أن انتهك اتفاق ينص على الامتناع عن التدخل في شؤون الدول الأخرى بشكل يؤثر على علاقة الإكوادور بتلك الدول.