أفادت صحيفة فايننشال تايمز اليوم الاثنين بأن الاتحاد الأوروبي سوف يبدأ في الأسابيع القليلة المقبلة تحقيقًا رسميًا يخص قضية مكافحة الاحتكار التي رفعتها شركة “سبوتيفاي” Spotify على منافستها آبل، والتي تتهمها فيها بأنها “تميل كفة السوق للإضرار بالمنافسين”.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن التحقيق يأتي مع اشتداد المعركة بين الشركات المتنافسة في سوق صناعة الموسيقى. وتعد سبوتيفاي، التي وصلت الشهر الماضي إلى 100 مليون اشتراك مدفوع في خدمتها، رائدةً في سوق بث الصوتيات، لكنها تواجه منافسة متزايدة من شركات التقنية الكبرى، مثل: آبل، وأمازون.
وقدمت سبوتيفاي في شهر آذار/ مارس الماضي شكوى رسمية إلى الاتحاد الأوروبي زعمت فيها أن آبل قد تصرفت بصورة غير قانونية، وأساءت استخدام هيمنة متجر التطبيقات التابع لها لصالح خدمتها الخاصة ببث الصوتيات: “آبل ميوزيك” Apple Music.
وتركز شكوى سبوتيفاي على سياسة شركة آبل المتمثلة في فرض رسوم بنسبة 30% على استخدام نظام الدفع الخاص بها للاشتراكات المباعة عبر متجر التطبيقات التابعة لها. وتنطبق هذه السياسة على سبوتيفاي، وخدمات الاشتراك في الموسيقى الأخرى، ولكن ليس على تطبيقات، مثل: أوبر.
وبعد النظر في الشكوى وإجراء دراسة مع العملاء والمنافسين، وغيرهم في السوق، قررت لجنة المنافسة في الاتحاد الأوروبي بدء تحقيق رسمي لمكافحة الاحتكار في سلوك شركة آبل، وفق ما نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن ثلاثة مصادر مطلعة.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
يُشار إلى أنه من الممكن أن تطلب جهات إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي من الشركات تغيير ممارستها التجارية، التي تعدها غير قانونية، وتفرض عليها غرامات قد تصل إلى 10% من حجم مبيعاتها على مستوى العالم. ولأنه ليس للتحقيقات مواعيد نهائية محددة، ويمكن أن يستغرق حلها سنوات، لذا فإن الشركات قد تلجأ إلى تسريع العملية، وتجنب الغرامات، من خلال عرض تسوية للقضايا من خلال إطلاق وعود ملزمة بتغيير السلوك.
ولا تعد سبوتيفاي وحيدة في سخطها من سياسات آبل، إذ تشاركها في ذلك شركات أخرى، مثل “ديزر” Deezer، و BEUC. أما آبل فقد ردت على شكوى سبوتيفاي باتهامها إياها بأنَّ “تصريحاتها مضللة”، وبأنها استفادت من متجر آب ستور لسنوات لزيادة عدد مستخدميها، ولكنها الآن تريد الاحتفاظ بكافة المكاسب التي حققتها من آب ستور، دون أن تقدم شيئًا للمتجر.
