انتقدت الصين قرار الحكومة الأمريكية بوضع شركة هواوي العملاقة لمعدات الاتصالات على القائمة السوداء، وقالت: إنها ستتخذ خطوات لحماية شركاتها، في اختبار آخر للعلاقات بين البلدين، في ظل تصاعد التوترات التجارية.
وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية: إن الصين تعارض بشدة فرض دول أخرى عقوبات أحادية على الكيانات الصينية، مؤكدًا على أنه يتعين على الولايات المتحدة تجنب المزيد من الإضرار بالعلاقات التجارية الصينية الأمريكية.
وتأتي حملة الولايات المتحدة على هواوي في ظل إعلان وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين Steven Mnuchin، أنه سيزور الصين قريبًا؛ لإجراء المزيد من المحادثات التجارية.
وأصبحت الآمال في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب التجارية الأمريكية الصينية موضع شك، بعد أن قام أكبر اقتصادين في العالم برفع قيمة التعريفات الجمركية على سلع بعضهما البعض في الأسبوع الماضي.
وأعلنت وزارة التجارة الأمريكية أنها ستضيف هواوي و 70 شركة تابعة لما يسمى “قائمة الكيانات”، في خطوة تمنع الشركة الصينية من الحصول على المكونات والتكنولوجيا من الشركات الأمريكية، دون موافقة سابقة من الحكومة الأمريكية.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ووقع الرئيس دونالد ترامب Donald Trump، بشكل منفصل، على أمر تنفيذي يحظر على الشركات الأمريكية استخدام معدات الاتصالات، التي تصنعها الشركات التي تعتبر خطراً على الأمن القومي.
وعلى الرغم من أن الأمر التنفيذي لم يحدد أي دولة أو شركة، لكن المسؤولين الأمريكيين وصفوا هواوي في السابق بأنها “تشكل تهديدًا على الأمن القومي”، وحثوا الحلفاء على عدم استخدام معدات الشبكة المصنعة من قبلها، في شبكات الجيل الخامس.
وقال قاو فنغ Gao Feng، المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية: لقد أكدت الصين عدة مرات أنه لا ينبغي إساءة استخدام مفهوم الأمن القومي، وأنه لا ينبغي استخدامه كأداة لحماية الإنتاج الوطني من المنافسة الأجنبية التجارية، وستتخذ الصين جميع التدابير اللازمة لحماية الحقوق المشروعة للشركات الصينية بحزم.
فيما قال وزير التجارة الأمريكي، ويلبر روس Wilbur Ross، إن الرئيس دونالد ترامب أيّد قرار منع استخدام التكنولوجيا الأمريكية، من قبل الكيانات المملوكة للأجانب، بطرق يمكن أن تقوّض الأمن القومي الأمريكي، أو مصالح السياسة الخارجية.
ورداً على ذلك، قالت هواوي، التي تنفي أن منتجاتها تشكل تهديدًا أمنيًا: إنها مستعدة وراغبة بالتعامل مع الحكومة الأمريكية، والخروج بتدابير فعالة لضمان أمان المنتجات.
وأضافت أن تقييد عملها التجاري في الولايات المتحدة سيحدّ من الخيارات الأمريكية، ويجعلها تلجأ إلى بدائل أقل جودة، وأكثر تكلفة، مما يعني تأخرها في نشر الجيل الخامس والإضرار بمصالح الشركات والمستهلكين الأمريكيين.
وقد تؤثر القيود المفروضة على هواوي في الإبطاء في شراء المكونات، والأجزاء اللازمة، لمساعدة مشغلي الاتصالات الصينيين على طرح شبكات الجيل الخامس 5G في الصين، كما قد تؤدي إلى تقليل التزام الصين بجدولها الزمني لبناء 5G.
وقال محللون: إنه من المرجح أن يكون للعقوبات المفروضة على هواوي تداعيات تتجاوز الشركة نفسها، مما يؤثر على سلسلة التوريد العالمية للتكنولوجيا، المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأعمال أكبر مورد لمعدات شبكات الاتصالات في العالم، البالغة قيمته 105 مليارات دولار.
ويؤدي هذا الحظر إلى تعطيل عمل هواوي كحد أدنى، أو توقفها عن العمل، مع تضرر مورديها الأمريكيين أيضًا، إذ خصصت هواوي في عام 2018 حوالي 11 مليار دولار لشراء المكونات من شركات أمريكية، بما في ذلك كوالكوم، وإنتل، وميكرون، وقد تختفي تلك العائدات.