لم يعد خافيًا على أحد أن البيانات الضخمة Big Data قد أصبحت العامل الأبرز في تغيير العديد من مجالات الحياة، حيث تطورت بسرعة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وبدأت تعتمد عليها معظم المجالات تقريبًا، وهو ما أدى إلى تغير شكل العالم بالكامل خلال السنوات القليلة الماضية، ليصبح عالمًا رقميًا.
ومع تطور أي تقنيات جديدة، ورخص أسعارها، فإن الفرص تكون متاحة بشكل أكبر للمؤسسات لكي تبدأ في الاعتماد على هذا التقنيات الجديدة بسهولة خلال فترة وجيزة، وهو ما ينطبق على البيانات الضخمة.
إليكم أبرز 10 مجالات تغيرت بسبب اعتمادها على البيانات الضخمة:
1- الرياضة:
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
بدأت معظم الرياضات الشهيرة في الاعتماد على تحليلات البيانات خلال الآونة الأخيرة، فمثلاً: في مبارايات كرة القدم تُثبت كاميرات في عدة أنحاء من الملعب، وتكون لها القدرة على توليد أكثر من نقطة بيانات لكل لاعب، في الثانية الواحدة، وذلك بمساعدة برنامج مخصص للتعرف على أنماط الحركة المختلفة.
أما في الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية NFL، فإن هناك مستشعرات تُثبت على أكتاف اللاعبين، وتتلخص مهمتها في تجميع بيانات دقيقة عن أداء اللاعبين أثناء المباريات.
2- الضيافة:
بدأت الفنادق، والمنتجعات، والمؤسسات المتخصصة في مجالات الضيافة في الاعتماد على حلول البيانات الضخمة المتقدمة، وذلك للمساعدة في التعرف على سلوكيات العملاء بشكل أدق، وكذلك فهم العوامل التي تؤدي إلى وصول العملاء إلى أعلى مستويات الرضا عن خدمات الضيافة المقدمة لهم.
كما تستفيد الفنادق من البيانات الضخمة بشكل كبير، خصوصًا فيما يتعلق بتحديد الفترات الزمنية المتكررة، التي تزيد فيها معدلات الحجز على مدار العام، وعلاقة مواسم الحجز بالطقس، والأحداث المحلية، وغيرها من العوامل الأخرى.
3- إدارة المدن الذكية:
ساهمت البيانات الضخمة في تمكين عدة دول من إطلاق مبادرات المدن الذكية، حيث يمكن دمج آليات تجميع البيانات مع تقنيات إنترنت الأشياء؛ لتفعيل خدمات عامة ذكية في جميع أنحاء هذه المدن.
فمثلا: يمكن توزيع شبكة من المستشعرات على مراكز إعادة تدوير المخلفات في المدن الذكية، مما يجعل من السهل متابعة مستويات امتلاء جميع المراكز بالمخلفات، وبذلك يمكن إدارة خطوط سير السيارات المسؤولة عن نقل المخلفات بشكل أكثر كفاءة، حيث تُوجه أولًا إلى المراكز التي امتلأت بالفعل.
4- الطاقة:
تتزايد تكاليف استخراج النفط والغاز يومًا بعد يوم، كما يساهم الوضع السياسي العالمي المضطرب في زيادة صعوبة الاستكشاف والتنقيب عن آبار جديدة، وهو ما دعا شركة شل العالمية إلى البدء في تطوير ما يعرف باسم حقل النفط القائم على البيانات Data-driven Oilfield، كمحاولة لتقليل تكاليف التنقيب عن النفط.
كما أن التقنيات القائمة على استخدام البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء في المنازل الذكية تساهم بشكل كبير في ترشيد استخدام الطاقة الكهربية.
5- الزراعة:
لم يسلم مجال الزراعة من التغيير بسبب زيادة استخدام البيانات الضخمة أيضاً، ويبدو ذلك واضحًا في زيادة انتشار المعدات الزراعية الذكية، التي تعتمد على البيانات.
تعتبر شركة جون ديري الأمريكية خير مثال على شركات إنتاج المعدات الزراعية التي تقوم باستغلال البيانات، حيث قامت بإطلاق العديد من الخدمات، التي تتيح للمزارعين الاستفادة بشكل فوري من البيانات المجمعة من عملائها حول العالم.
6- التعليم:
يعتبر مجال التعليم من أبرز المجالات التي ينتج عنها بيانات هائلة، وذلك من خلال المواد الدراسية التي تُدرس في مختلف مراحل التعليم، وكذلك طرق التدريس المختلفة لهذه المواد.
لذلك يعتبر التعليم من أكثر المجالات استفادةً من البيانات الضخمة لتطويره، حيث تساعد في تحديد أفضل إستراتيجيات التدريس، والتعرف على أفضل الممارسات لإنشاء الاختبارات، كما يمكن استخدام البيانات الضخمة في أشياء أخرى ذات صلة، مثل: تحديد أفضل المسارات للحافلات المدرسية.
7- البنوك، وأسواق المال:
قامت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية باستخدام البيانات الضخمة، لتتبع ومراقبة حركات سوق المال، كما تُستخدم البيانات الضخمة، وتحليلات البيانات أيضًا في البورصات للكشف عن أي ممارسات غير شرعية في سوق الأسهم.
وتقوم البنوك الكبرى، والمؤسسات المالية باستخدام البيانات الضخمة لتحليل المخاطر المحتملة، ومكافحة غسيل الأموال، ومكافحة الاحتيال، والقيام بالتحليلات التنبؤية اللازمة.
8- الترفيه والإعلام:
تتلخص أهمية الاعتماد على البيانات الضخمة في مجالات الترفيه والإعلام، في القدرة على تحليل سلوك المستخدمين، والتمكن من توفير محتوى مناسب لهم، بناء على تفضيلاتهم السابقة.
تقوم شركة سبوتيفاي للموسيقى بالاعتماد على منصة Hadoop، لجمع البيانات الضخمة من ملايين المستخدمين حول العالم، وتقوم بتحليل هذه البيانات، واستخدامها لتخصيص ترشيحات مقاطع موسيقية لكل مستخدم بمفرده.
9- تجارة التجزئة والجملة:
تعتبر التجارة بشكل عام أهم مجال عمل يمارسه البشر في جميع أنحاء العالم، ولذلك فليس غريبًا أن تكون تجارة التجزئة والجملة من أبرز المجالات التي تغيرت بسبب الاعتماد على البيانات الضخمة بشكل كبير، وقد امتد هذا التغيير ليشمل التجارة التقليدية، وكذلك التجارة الإلكترونية.
تحصل المتاجر التقليدية، والإلكترونية على بيانات المستخدمين بوسائل متعددة، ويمكن للبيانات الضخمة المساعدة في تخصيص عروض محددة للمشترين بحسب مشترياتهم السابقة، وتوصيل تلك العروض عبر القنوات التسويقية المناسبة.
10- النقل والمواصلات:
تستخدم حكومات الدول المختلفة البيانات الضخمة للسيطرة على حركة المرور، وتحسين تخطيط الطرق، وأنظمة النقل الذكية، وإيجاد حلول لمشاكل الازدحام المروري. كما تستخدمها الشركات الخاصة لتحسين كفاءة أساطيل نقل البضائع، والأمور اللوجستية ذات الصلة.