تُسيطر شركتا جوجل وآبل على سوق أنظمة تشغيل الأجهزة المحمولة، ولكن نظام (أندرويد) Android، الذي تطوره شركة جوجل يستحوذ على النسبة الأكبر من الحصة السوقية، والتي تصل إلى 85.9%، ويليه المنافس التقليدي له نظام (آي أو إس) iOS؛ بنسبة استحواذ تصل إلى 14.1% فقط.
يُعتبر نظام التشغيل الذي يعمل على هاتفك الذكي هو الشيء الأهم على الإطلاق، فبدون النظام ستصبح هواتف آيفون، وأجهزة أندرويد عبارة عن ألواح من الزجاج والمعادن والبلاستيك. لذلك سنستعرض اليوم معًا مقارنة شاملة بين إصدارات أنظمة تشغيل الأجهزة المحمولة القادمة من شركتي آبل وجوجل، خاصةً بعدما أعلنت آبل رسميًا عن الإصدار الجديد من نظامها (آي أو إس 13) iOS 13 لهواتف آيفون، خلال مؤتمرها السنوي للمطورين WWDC 2019.
يضم إصدار (آي أو إس 13) iOS 13 عددًا من الميزات الجديدة، منها: الوضع الداكن Dark Mode على مستوى النظام – وهي ميزة كان ينتظرها مستخدمو النظام منذ فترة طويلة – كما أضيف العديد من الخيارات الجديدة للتحكم في إعدادات الخصوصية، مع مجموعة من التحسينات المصممة؛ لجعل هواتف آيفون أكثر أمانًا وسهولة في الاستخدام.
كما سبقتها جوجل؛ وأطلقت النسخة التجريبية الثالثة من الإصدار العاشر لنظام التشغيل أندرويد، والتي تحمل اسم Android Q Beta 3 للمطورين خلال شهر مايو الماضي، وقد شَملت: تغييرات كبيرة في واجهة المستخدم، مثل الوضع المظلم، والإيماءات المحسنة، بالإضافة إلى التركيز على الأمن، والخصوصية، والرفاهية الرقمية، وتحسينات الذكاء الاصطناعى المفيدة.
الآن – ومع وصول الإصدارات التجريبية من نظامي iOS 13 وAndroid Q للهواتف – يمكننا أن نبني هذه المقارنة على الميزات التي عرضتها آبل في مؤتمرها للمطورين، والميزات الموجودة في النسخة التجريبية الأخيرة من نظام Android Q، وبما أن الشركات تحرص في العادة على توفير بعض المفاجآت عند إطلاق الإصدارات النهائية للمستخدمين، فلن يكون هذا التقييم نهائيًا.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ملاحظة أخيرة: هذه المقارنة لا تغطي كل الميزات التي أعلنت عنها آبل، أو جوجل في إصدارات النظامين، بل تركز على الميزات الرئيسية، التي نعتقد أنها أكثر إثارة للاهتمام، ويعتمد عليها المستخدمون كل يوم.
فيما يلي مقارنة شاملة بين نظامي iOS 13 و Android Q:
1- ميزات الخصوصية:
أولًا: بالنسبة لإصدار آبل (آي أو إس 13) iOS 13.
على مر السنين؛ تفوقت آبل على جوجل من حيث الحفاظ على خصوصية بيانات المستخدم، فبعكس جوجل؛ لا تعتمد آبل على الإعلانات المستهدفة استنادًا إلى بيانات المستخدم، بل تحقق أرباحها من بيع الأجهزة، والتطبيقات، والخدمات التي تقدمها.
أعلنت آبل خلال مؤتمر WWDC 2019، أنها ستمنح المستخدمين تحكمًا أكبر في أذونات الموقع، التي تُمنح للتطبيقات، ابتداءً من إصدار (آي أو إس 13) iOS 13، واختيار مشاركة هذه المعلومات مرة واحدة، ثم طلب التطبيق الإذن مرة أخرى إذا لزم الأمر ذلك.
كما كشفت آبل عن طريقة جديدة وأكثر خصوصية لتسجيل الدخول إلى التطبيقات والمواقع، فبدلًا من استخدام حسابات التواصل الاجتماعي، أو ملء الاستمارات والتحقق من البريد الإلكتروني، أو اختيار كلمات المرور، يمكن للعملاء استخدام (مُعرِّف آبل) Apple ID للمصادقة.
وستسهل ميزة Sign In with Apple للمستخدمين المصادقة باستخدام ميزة التعرف على الوجه Face ID، أو باستخدام بصمات الأصابع Touch ID، مع دمج المصادقة باستخدام عنصرين من أجل مستوى إضافي من الأمان، ولا تستخدم آبل ميزة Sign In with Apple لتكوين ملف عن المستخدمين أو نشاطهم على التطبيقات.
ثانيًا: بالنسبة لإصدار Android Q.
تحدثت جوجل أيضًا عن حماية بيانات المستخدم، وكان ذلك خلال الشهر الماضي في مقال رأي بصحيفة نيويورك تايمز، حيث كتب الرئيس التنفيذي لشركة جوجل ساندر بيتشاي Sundar Pichai: “أن الخصوصية لا يمكن أن تكون سلعة فاخرة تُقدم فقط للأشخاص الذين يمكنهم شراء المنتجات والخدمات المتميزة فقط”.
ولكن جوجل تواجه صعوبة في تنفيذ ذلك؛ لأن أحد مصادر إيراداتها الرئيسية هي الإعلانات التجارية، التي تعتمد على ما يبحث عنه المستخدمون، ومقاطع الفيديو التي يشاهدونها، وبعض سلوكيات المستخدم الأخرى.
ولكن جوجل اتخذت خطوة مهمة في هذا الاتجاه، من خلال إصدار أندرويد التالي، حيث سيمنح إصدار Android Q المستخدمين مزيدًا من التحكم في المعلومات التي يشاركونها من خلال التطبيقات والخدمات.
لكن أساليب الشركتين في الخصوصية مختلفة، فعلى سبيل المثال: تعمل جوجل على تحديث لمتصفح كروم، والذي يقول المطورون “إنه قد يعيق إضافات حظر الإعلانات، وإضافات الخصوصية”، بينما في المقابل؛ أعلنت آبل العام الماضي أن متصفح (سفاري) Safari، سيمنع الجهات الخارجية من مراقبة أنشطتك عبر الويب.
الفائز: إصدار (آي أو إس 13) iOS 13.
2- الوضع الداكن Dark Mode:
تعتمد آلية عمل (الوضع الداكن) Dark Mode، على تحويل شاشة جهازك من شاشة بيضاء ساطعة إلى شاشة سوادء، ويساعد ذلك في الحفاظ على عمر البطارية من خلال إضاءة عدد أقل من بكسلات الشاشة، كما يعمل على تقليل إجهاد العين.
بالنسبة لإصدار Android Q؛ قامت جوجل بتطوير ميزة الوضع الداكن في تحديث الإصدار التاسع من النظام Android Pie في وقت سابق من هذا العام، لكن الشركة لم تطور استخدام الميزة على مستوى النظام بالكامل، وفي الإصدارات التجريبية الأولى من إصدار Android Q، تستخدم الميزة بشكل أكثر توازناً عبر النظام، ومع ذلك لا تزال بعض تطبيقات جوجل للهواتف – بما في ذلك: تطبيق (جيميل) Gmail، وتطبيق متصفح (كروم) Chrome – تفتقر إلى خيار الوضع الداكن.
بالنسبة لإصدار (آي أو إس 13)؛ تُظهر آبل المزيد من الخبرة في تطوير هذه الميزة، حيث تقدم ميزة الوضع الداكن في إصدار آي أو إس 13 مجموعة ألوان داكنة جديدة، تعمل في كل أقسام النظام، وفي كل التطبيقات الداخلية؛ من أجل توفير تجربة مشاهدة رائعة، خاصة في البيئات المحيطة ذات الإضاءة الخافتة.
كما يتوفر الوضع لمطوري التطبيقات الخارجية من أجل دمجه في تطبيقاتهم، ويمكن ضبطه ليعمل تلقائيًا عند الغروب، أو في وقت محدد. وبناء عليه سيقدم إصدار iOS 13 تجربة أكثر اتساقًا.
الفائز: إصدار (آي أو إس 13) iOS 13.
3- التقاط الصور وتحريرها ومشاركتها:
تأتي خدمة (صور آبل) Apple Photos مع مجموعة كبيرة من أدوات التحرير، وفي إصدار (آي أو إس 13) iOS 13 حصل التطبيق على المزيد من الميزات، بما في ذلك: القدرة على ضبط شدة الإضاءة في وضع portrait باستخدام شريط التمرير، من داخل تطبيق الكاميرا، كما تتوفر غالبية أدوات التعديل اللازمة لتعديل مقاطع الفيديو أيضًا، بحيث يمكن التحريك والقص، وإضافة الفلاتر من داخل تطبيق الصور.
يتفوق تطبيق آبل للصور في التعرف على الوجوه، والكائنات والمشاهد؛ لمساعدتك في فرز صورك، ولكن لسوء الحظ، فإن الكثير من ميزات التطبيق متاحة فقط لمستخدمي آبل، كما أن أول 5 جيجابايت فقط من خدمة التخزين (آي كلاود) iCloud مجانية.
في المقابل؛ تقدم خدمة (صور جوجل) Google Photos كل شيء تقريبًا تريده في خدمة الصور. فهي تجمع بين النسخ الاحتياطي، ومشاركة الصور دون جهد، مع أدوات تحرير قوية وسهلة الاستخدام.
كما يُعد وضع التصوير Night Sight على هواتف (بيكسل) Pixel – بحد ذاته – أهم ما يميز نظام جوجل في هذه النقطة، حيث يَعتمد الوضع على تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي التي بُرمجت عبر خوارزميات لمعالجة الصور أثناء التصوير، بحيث يتمكن المُستخدم من التقاط صور واضحة للغاية في ظروف الإضاءة الخافتة، ودون الحاجة لاستخدام أي مصدر ضوء خارجي.
كما يتميز تطبيق صور جوجل بأنه يتيح لك إمكانية البحث عن الأشخاص والأماكن والأشياء؛ لمشاهدة جميع الصور التي خصصتها تحت (وسوم) Tags معينة، كما تقدم الخدمة أول 15 جيجابايت من خدمة التخزين على الإنترنت مجانًا.
الفائز: إصدار Android Q.
4- مزامنة التطبيقات:
في مؤتمر المطورين الذي عُقد في العام الماضي، قالت آبل إنها ستبدأ بنقل بعض تطبيقات نظام التشغيل آي أو إس إلى نظام (ماك أو إس) MacOS باستخدام أداة مطور جديدة تُسمى مشروع (Marzipan)؛ وفي نهاية المطاف سُميت الأداة بمشروع (Catalyst).
كما صرحت آبل خلال مؤتمرها للمطورين هذا العام، أنها ستبدأ في السماح لمطوري النظام الجديد (آيباد أو إس iPadOS) بإحضار تطبيقات آيباد الخاصة بهم إلى حواسيب ماك.
ستفيد هذه الخطوة المطورين – الذين سيكون لديهم القدرة على إنشاء تطبيقات أكثر سهولة يمكن تشغيلها على أجهزة آبل المحمولة، وأجهزة سطح المكتب – ومستخدمي نظام ماك، الذين سيحصلون على إمكانية الوصول إلى مجموعة أكثر ثراءً من التطبيقات.
تتيح جوجل أيضًا لمطوري التطبيقات نقل التطبيقات بين الأنظمة الأساسية، من خلال منح مالكي أجهزة (كروم بوك) Chromebook الحديثة إمكانية الوصول إلى تطبيقات أندرويد، من خلال متجر جوجل بلاي. لكن القيود الموجودة على هذه الأجهزة تحد من فائدة هذا الخيار.
الفائز: إصدار (آي أو إس 13) iOS 13.
5- مساعد جوجل الصوتي مقابل المساعد سيري:
في مجال المساعدات الصوتية؛ كانت البداية مع آبل حينما أطلقت مساعدها الصوتي (سيري) Siri خلال عام 2011، وفي حين أن جوجل دخلت بعدها إلى هذا المجال، إلا أنها تمكنت من الفوز عليها بتطوير مساعدها الصوتي Google Assistant، وعلى مر السنين؛ لم تتحرك آبل لسد هذه الفجوة.
في إصدار (آي أو إس 13) iOS 13؛ لم يحصل المساعد سيري على ميزات جديدة سوى: صوت طبيعي جديد، ودعم اختصارات (سيري) لميزة Suggested Automations، التي تضع روتينًا مخصصًا لأمور مثل: الذهاب للعمل، أو النادي الرياضي.
كما أن أداء المساعد سيري ليس جيدًا مقارنةً بمساعد جوجل في التعرف على الأصوات، والأوامر المختلفة وفهمها، وهذه هي الوظيفة الأساسية للمساعد الصوتي.
في المقابل؛ سنجد أن مساعد جوجل مدمج أيضًا بإحكام في كل ما تقوم به على هاتفك، ويمكنه تقديم توصيات بشكل استباقي من خلال الاطلاع على التقويم، وحساب البريد الإلكتروني (جيميل) للحجوزات والمواعيد القادمة.
كما يتوفر مساعد جوجل في السيارات كوضع مساعد لتعليم قيادة السيارات، وفي مؤتمر جوجل للمطورين الذي عقدته خلال هذا العام، قامت الشركة بعرض مجموعة ميزات جديدة قابلة للتخصيص.
يتوفر المساعد (سيري) Siri أيضًا على نطاق واسع، حيث يعمل على أجهزة آي أو إس، وأجهزة ماك وساعات آبل الذكية وHomePod. ويمكن لاختصارات سيري إنشاء مهام مخصصة، ومع ذلك؛ لا يزال مخيبًا للآمال؛ لأن قاعدة البيانات التي يستمد منها مساعد آبل بياناته محدودة، في حين تملك جوجل قاعدة بيانات أكبر.
الفائز: إصدار Android Q بمراحل متقدمة.
6- الخرائط، والتصفح:
في إصدار آي أو إس 13 تقدم آبل تجربة جديدة في تطبيق الخرائط من خلال تغطية أوسع للطرق، وبيانات أفضل للمشاة، وعناوين أكثر دقة، كما سيضم التطبيق أيضًا عددًا من الميزات الجديدة منها:
- أداة Look Around التي تتيح لك رؤية عرض ثلاثي الأبعاد لموقع ما.
- ميزة Collections، التي تسهل مشاركة المطاعم، ووجهات السفر، وأماكن التسوق المفضلة مع الأصدقاء.
- ميزة Favorites للانتقال إلى الوجهات المتكررة، مثل: المنزل والعمل والنادي والمدرسة، بنقرة بسيطة من شاشة التشغيل.
في المقابل؛ سنجد أن خرائط جوجل تضم كل هذه الميزات منذ فترة طويلة، بما في ذلك الوضع الثلاثي الأبعاد الذي يُسمى Street View. كما أن جوجل لديها المزيد، حيث تقوم باستمرار بتحديث تطبيق الخرائط؛ لجعله أكثر فائدة في استكشاف الأماكن، فعلى سبيل المثال: تتيح لك علامة تبويب (استكشاف) العثور على قائمة كبيرة جدًا من الأماكن لتناول الطعام، وشراء المنتجات المختلفة في منطقتك.
كما حصل تطبيق خرائط جوجل على ميزات جديدة أكثر أهمية خلال الأسبوع الماضي منها:
- عداد السرعة Speedometer، لمتابعة سرعة القيادة أثناء استخدام التطبيق بسهولة.
- ميزة التنبيه بوجود كاميرات السرعة Speed Cameras Alerts، لتنبيه السائقين بأماكن كاميرات مراقبة السرعة.
- ميزة الإبلاغ عن حادث على الطريق: مثل حادث اصطدام، أو ازدحام مروري في منطقة معينة.
الفائز: إصدار Android Q بمراحل متقدمة.