انضمام الشارقة لمعايير المدن الابتكارية العالمية

أعلن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار SRTI Park – تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة – عن الإطلاق الرسمي لتقرير انضمام الشارقة لمعايير المدن الابتكارية العالمية، وذلك خلال حفل خاص أقيم اليوم في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات في الشارقة.

وحضر حفل الإعلان جمع غفير من المدعوين من كبار الشخصيات والمسؤولين في القطاعين الرسمي والخاص، بالإضافة إلى نخبة من العلماء والمتخصصين من قادة الصناعة الذكية في المنطقة والشركات العالمية الرائدة في تقنيات المستقبل.

ويتزامن إطلاق هذا التقرير مع إصدار تقرير “عصر الترابط الرقمي ” الذي أطلقته الأمم المتحدة، وذلك بهدف وضع إطار حوكمة عالمي للتعاون بين الدول في مواجهة التحديات التي تفرضها الثورة التكنولوجية.

ويأتي تقرير الشارقة لتسليط الضوء على أفضل الممارسات العالمية للاقتصادات الابتكارية، وذلك بعد مرور عام كامل من العمل الجاد والجهود المضنية بالشراكة مع مؤسسة كتابولت Catapult، الذراع الابتكارية للحكومة البريطانية.

ويعتبر التقرير بمثابة دليل معياري لأفضل الممارسات العالمية للمدن الذكية ذات الريادة في النهج الابتكاري المستقبلي، ويُشكل إعلانًا عالميًا عن انضمام مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار إلى منظومة هذه المعايير العالمية للمدن الابتكارية.

موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:

كما يُعد مؤشراً لهذه المعايير في المنطقة من خلال تطويره لمدينة ابتكارية عالمية المستوى، ومركزًا للاختبار والابتكارات التكنولوجية، بالإضافة إلى عرضه لأحدث التقنيات الإبداعية.

ويُشكل هذا التقرير خريطة طريق، ونهجًا يسير عليه المجمع خلال المرحلة المقبلة من أجل تطوير استخدامات أداوت الثورة الصناعية الرابعة وتكنولوجيا المستقبل لتحقيق الخير للإنسانية.

وقد بدأ الحفل بكلمة ترحيبية لسعادة حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، معلناً خلالها عن البدء بحقبة جديدة في الشارقة بقوله: يطيب لنا أن نرحب بكم في هذا اليوم لتكونوا شاهدين على حقبة جديدة ومرحلة أخرى ضمن مسيرتنا نحو مواكبة عالم سريع التغير والتطور ونحن على أعتاب ثورة صناعية رابعة لها استحقاقاتها ومتطلباتها ما يحتم علينا أن نكون مستعدين لهذا التحول كمركز بحث واختبار عالمي المستوى.

واستعرض خلال عرض تقديمي أهداف المجمع ورؤيته، والتي تأتي ترجمةً لرؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، لترسيخ إمارة الشارقة كعاصمة للتعليم والبحث العلمي والابتكار من خلال خطة استراتيجية طموحة للجامعة الأميركية في الشارقة، والتي كان أحد بنودها هو دعم البحث العلمي عن طريق مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وأن يكون هذا المجمع ملاذًا للشركات البحثية العالمية والباحثين والمبتكرين من الطلبة والأكاديميين وخريجي الجامعة الأمريكية.

كما تم اطلاع الحضور على النهج الذي يسير عليه المجمع والخطوات التي يتبعها في مسيرته نحو تحقيق التقدم والنجاح المطلوب، وتحدث سعادة حسين المحمودي عن أهم إنجازات المجمع وخططه المستقبلية وأهم الشركات العالمية التي تعمل ضمن المجمع ومشروعاتها البحثية وخططها القائمة على تطوير منظومة من الحلول والابتكارات في شتى مجالات الحياة لتسهيل حياة البشرية، ومن أجل مستقبل مستدام عبر الاستخدام الأفضل للمصادر الطبيعية، باعتبار المجمع الملاذ المفضل للشركات الاستثمارية البحثية العالمية لما سيحصلون عليه من التسهيلات والمحفزات الاستثمارية المميزة، ومنها الموقع الجغرافي لإمارة الشارقة؛ وسهولة الوصول الى كافة الأسواق في المنطقة؛ بالإضافة لموقع المجمع الوسطي، حيث سهولة الوصول لكافة المرافق الحيوية واللوجستية في الامارة وفي الدولة والبنية التحتية ذات المواصفات والمقاييس العالمية.

وتخلل حفل إطلاق التقرير جلسة حوارية شارك فيها كل من الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة؛ وأندرو جاكسون، القنصل العام البريطاني في دبي، وقد حاورهما سعادة المحمودي، حيث تحدث الشيخ فاهم حول الشارقة كمكان للاستثمار والابتكار مستعرضًا المقومات التي تتمتع بها إمارة الشارقة، والتي تخولها لأن تكون مركزًا عالميًا رائدًا في مجال الابتكار والبحوث وريادة الأعمال ورؤيتها نحو تعزيز مكانتها في مجال التكنولوجيا الرقمية لتصبح واحدة من بين المدن الذكية على المستوى العالمي.

كما تحدث الشيخ فاهم عن العلاقات الاستراتيجية التي تربط الشارقة بالمملكة المتحدة وكيفية تطوير هذه العلاقات الاقتصادية والاستثمارية في المجال الابتكاري والمعرفي.

وتحدث القنصل البريطاني عن العلاقات المميزة التي تربط المملكة المتحدة بدولة المارات العربية المتحدة وامارة الشارقة مؤكداً على أهمية تعزيز سبل التعاون في مجال الابتكار والمدن الذكية بين الحكومة البريطانية وإمارة الشارقة، والاستثمار المشترك بين الإمارات والمملكة المتحدة في مجال البحث والتطوير وتحسين تبادل الخبرات في مجال الابتكار بهدف إقامة روابط اقتصادية وتجارية مشتركة، وكيفية الاستفادة من مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار كحاضن مفضل للاستثمارات التكنولوجية الابتكارية، وكيف يمكن للشركات البريطانية الرائدة في مجال التكنولوجيا والبحث والابتكار والمعرفة ان تسهم في ذلك من خلال الاستثمار وبدء أعمالها التجارية في الشارقة.

كما تم التطرق الى الصناعات الذكية وبحث آلية التعاون مع الجانب البريطاني في سبيل تطوير تلك الصناعات والعمل على تطوير مصانع ذكية تعتمد على التقنيات الحديثة لتحاكي الثورة الصناعية الرابعة التي تصف حالة الصناعة في عصرنا الحالي من خلال دمج التقنيات الرقمية بالصناعة في عدد من المجالات، لتفرض الروبوتات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والطباعة الثلاثية الأبعاد، والمركبات الذاتية القيادة، وغيرها وجودها في المنظومة الصناعية الحديثة، بحكم أن الشارقة لديها عدد كبير من المناطق الصناعية حتى باتت تعتبر عاصمة للصناعة في الامارات.

وتشكل الشارقة جزء من هذا التحول الجذري في المنظومة العالمية، وجاء إنشاء مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار ترجمة لمواكبة تلك التغيرات العالمية كمبادرة من حكومة الشارقة بهدف تطوير القواعد الاقتصادية إلى اقتصاد يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا.

كما أكد المحمودي خلال الجلسة على الاهتمام الذي توليه الشارقة نحو تشجيع وتفعيل الدور الأكاديمي ممثلاً بأعضاء الهيئة التدريسية والطلبة للانتقال بالبحث العلمي من المرحلة النظرية الى المرحلة العملية التطبيقية وجعله واقعًا ملموسًا، وذلك من خلال المجمع، إذ تم تهيئة كافة الظروف وتسخير كافة الإمكانيات المالية لخدمة هذا الهدف والعمل على مساعدة الباحثين وربطهم بعالم الأعمال والاستثمار.

ويمثل المجمع حلقة الوصل المثالية بين الأكاديميين والقطاع الخاص الاستثماري، واستضاف مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار بنجاح عدة فعاليات مع كاتابولت، منها فعاليات الندوة المشتركة للحكومة البريطانية وإمارة الشارقة حول الابتكار ومدن المستقبل، وتم تنظيم ورشة عمل بعنوان “برنامج رواد الابتكار”، بحضور ومشاركة ممثلين لعدد من الجهات الحكومية في الشارقة ونخبة من الشخصيات القيادية والعلمية ورواد الأعمال والخبراء لإكسابهم المهارات الابتكارية الأساسية في عدة مواضيع كتكنولوجيا البيانات وإنشاء العناوين وتكنولوجيا الانترنت وغيرها من المواضيع.

كما عقدت ورشة عمل بعنوان “الشارقة تبتكر: نحو وجهة عالمية للإبداع” وشارك فيها ممثلون عن الحكومة البريطانية وحكومة الشارقة ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، حيث هدفت إلى الترويج لإمارة الشارقة كعاصمة إقليمية للابتكار والبحوث والتطوير في الشرق الأوسط وترسيخ مكانتها في هذا المجال.

بالإضافة إلى ورشة عمل بعنوان “مستقبل الابتكار وإطلاق مشروع المدن الذكية”، والتي عقدت في وقت سابق من العام الماضي، وحضرها عدد كبير من الخبراء، إلى جانب نخبة من الأكاديميين والباحثين.

وتلى الجلسة الحوارية عدد من العروض التقديمية لمجموعة من الشركاء العاملين في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا من شركات وأفراد، ويستقطب مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار عددًا من الشركات والمراكز البحثية الرائدة عالمياً التي تعمل في مختلف القطاعات البحثية.

وقدمت شركة كفو CAFU للوقود المتنقل في الإمارات عرضًا حول خدماتها وحلولها الذكية، والتي تقدمها عبر تطبيقاتها، مثل خدمة تزويد السيارة بالوقود عند الطلب؛ وتعبئة البنزين؛ مما يختصر الوقت والجهد والعناء، ويحد من إمكانية الانقطاع في الطرق والأماكن الخالية.

بينما استعرضت شركة مارلين العالمية Merlin Digital مشاريعها القائمة، ويُعد موقع الأبحاث المتخصص التابع للشركة أحد أهم مشاريع الشراكة القائمة في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار.

ويركز هذا المشروع البحثي الكبير والفريد من نوعه على المستوى العالمي على تحديد وتطوير الطرق المبتكرة من أجل مستقبل مستدام من خلال التركيز على عدد من القضايا الأساسية، مثل الغذاء؛ والماء؛ والسكن.

ويقدم مشروع الشركة البحثي العديد من الحلول التقنية للاستفادة من الموارد الطبيعية، كالزراعة المبتكرة (الأفقية والمائية والهوائية)، وأجهزة تحلية المياه بالطاقة الشمسية.

وعرضت شركة SkyWay مشاريعها البحثية القائمة في المجمع، وهي القطارات الهوائية المعلقة، التي تُعبر عن المفهوم الحديث للتنقل الحضري.

بينما قدمت شركة أرنب – المتخصصة في تقديم الحلول الذكية للتنقل في المساحات المتوسطة والصغيرة كالمجمعات السكنية والجامعات والمصانع وغيرها – عرضًا مميزًا.

وقدمت شركة الشرق الأوسط للتقنيات الهندسية Meet، المتخصصة في تطوير وبناء المباني العصرية ذات التكلفة المنخفضة والأسرع في الإنجاز والأكثر استدامة، عرضًا حول إنشاء الأبنية بتقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد.

كما تحدث سوريش كومار Suresh Kumar، من شركة ديزاين انفنتي Design Infinity، عن التصميم والتجهيز الداخلي للأبنية والمشاريع القائمة التي تنفذها الشركة في المجمع، بما في ذلك مقر SRTI Park.

وتوفر شركة ديزاين انفنتي حلول مستدامة ومبتكرة للأبنية الخضراء، الأمر الذي جعلها من الشركات الرائدة في المنطقة في هذا المجال.

السابق 1 من 4 التالي

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بدون اشتراك.. إكس تتيح استخدام الروبوت الذكي Grok مجانًا